ایکنا

IQNA

الشیخ محمود علی البنا.. کروان القرآن الناصری

14:21 - July 11, 2015
رمز الخبر: 3326667
القاهرة ـ إکنا: کان الشیخ محمود علی البنا الملقب بـ"کروان القرآن" جمیل الصوت والصورة وسجل المصحف المرتل والمجود للإذاعة المصریة، والمصحف المرتل لإذاعتى السعودیة والإمارات.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه توجه الشیخ «الحاج على البنا» وزوجته، فی بدایة الستینیات، لمناجاة الله سبحانه وتعالى أن یرزقهما فرصة إنجاب «الولد»، فعلى مدى 4 سنوات متواصلة کانت الزوجة تنجب صبیاً کل عام فیختطفه «الموت»، فاستجاب الله لدعائهما وکشف ما بهما من ضر، ومنحهما «محمود» اللذان قررا أن یهباه لله ولحفظ القرآن، لیلحقاه بعدها بکُتاب قریته «شبراقاص» بالمنوفیة الذی بدأت فیه رحلته مع القرآن.
ویحکى «البنا» عن تلک الحکایة التی أثرت فیه طوال حیاته وجعلته «هبة أبویه لله»، فیقول خلال حوار إذاعى أجراه معه الإعلامی الکبیر عمر بطیشة، فی أواخر السبعینیات: «کان لیا أخوات کتیر بیموتوا قبل منی، لذلک دعا والدى الله وقال إذا ربنا خلالى ابنى محمود هاوهبه للقرآن»، ما جعله یصف حرص والدیه على إرساله لـ «کُتاب القریة» بقوله: «اعتبرا تعلیمى القرآن ندراً لله».
فی سن ١١ عامًا، تقدم «الشیخ محمود» إلى المعهد الدینى بشبین الکوم، الذی أعلن قبوله کل من یحفظ القرآن للالتحاق به، إلا أن مسئولى المعهد رفضوا طلبه بقولهم: «مش هنقبل أقل من ١٢ سنة»، لیتوجه بعدها إلى معهد المنشاوى فی مدینة طنطا، الذی لا یشترط سنًا للالتحاق، وتعلم هناک أحکام التلاوة وقواعد النحو والصرف، وهناک أیضًا بدأت شهرته فی التلاوة، إذ کان یطلب منه الشیوخ قبل الدارسین خلال استراحات الدروس: «اقرأ یا ابنى».
کانت میوله أدبیة وکان دائما «بیسقط» فی الریاضیات والهندسة والعلوم، بحسب ما رواه فی حواره الإذاعی، تزامن ذلک مع تعیینه قارئًا للقرآن بمسجد «أحمد البدوی» خلال الفترة من ١٩٥٩ وحتى ١٩٨٠، ثم انتقل لقراءة القرآن فی مسجد «الحسین» حتى وفاته، وسافر «البنا» لمختلف دول العالم وقرأ القرآن داخل المسجد الأقصى، والمسجد الأموی، والحرمین المکى والمدنى.
ویصف استقبال الشعوب الآسیویة له فیقول: « کانوا یأتون بزوجاتهم وأطفالهم من مسافات بعیدة للاستماع لی، ولکل المقرئین المصریین، لم یستقبلونا بالمصافحة فحسب بل بالورود أیضًا». وفى مالیزیا وخلال رئاسته للجنة تحکیم المسابقة الدولیة للقرآن الکریم بکى «البنا» عندما توجه إلیه شاب من الحضور. وتحدث إلیه بعربیة «مکسرة»: «قبلتنا الکعبة والأزهر».
وأثناء إحدى رحلاته فی إندونیسیا حاصره المعجبون وأصروا على الاستماع إلیه فلبى طلبهم وظل یقرأ ٦ ساعات متواصلة، کما اقترح بعد «نکسة یونیو» أن یسافر على رأس وفد من الأزهر للدول العربیة والإسلامیة، لجمع تبرعات وإعادة بناء ما دمره العدوان، إلا أن الدولة رفضت طلبه آنذاک.
ومن الحکایات المشهورة عنه أیضًا أن قارئًا سودانیًا فتن بأدائه وهو الشیخ «مهدى السودانی»، وکان یحرص على حضور کل حفلاته، یأتى بقدوم الشیخ وینصرف بانصرافه حتى صار کظله، وصار یقرأ مثله ویتکلم مثله وینشد ویتلو بنفس أسلوبه. کان یحیى لیالى رمضان فی أبى ظبى والجزائر والکویت ویقول عن ذلک: «لا ینبغى على القارئ أن یقرأ فی مکان واحد، فرسالة مصر والأزهر نشر القرآن فی مختلف دول العالم الإسلامی».
ویقول عن ذکریات سفره للبلدان العربیة فی شهر رمضان، إن التلیفزیون والإذاعة العراقیة کانا یرسلان إلیه «سیارة خاصة» لنقله من الفندق المقیم به فی بغداد، لیقرأ القرآن قبل المغرب ثم یؤذن لصلاته، من داخل القصر الجمهورى هناک، أما الأردن فکان یسجل الحفل قبل صلاة العصر ثم تذاع الثامنة مساءً، فیما کان یؤم المصلین فی صلاة التراویح على الهواء مباشرة بالکویت. فی لیبیا وبعد اندلاع الثورة هناک کان یقرأ یومیًا لمدة نصف ساعة، ومن فرط عشق المستمعین لصوته همس له المذیع على الهواء بالاستمرار فی التلاوة رغم مضى المدة المحددة.
کان «البنا» ملمًا بفنون الموسیقى، والعزف على العود مع تردید بعض الموشحات القدیمة، وکان یرى ضرورة توظیف المقامات الموسیقیة وأهمها «الصبا والنهاوند»، فی قراءة القرآن الذی یضم آیات تبشیر ووعید ونذیر وتشریع ما یتطلب «تطویع» کل مقام للتعبیر عن دلالة کل واحدة منها.
عرف عن الشیخ محمود انتماؤه للفکر الناصری، وإعجابه بأداء الرئیس جمال عبد الناصر وانحیازه للفقراء، لذا ظل محافظًا على تلاوة القرآن فی بیت «الزعیم» خلال کل ذکرى لوفاته، وحظى على تکریم «ناصر» نفسه، إذ سلمه عام ١٩٦٧ هدیة تذکاریة عبارة عن طبق من الفضة یحمل توقیع الزعیم.
روت الکاتبة الصحفیة آمال البنا، ابنة «الشیخ محمود» ذکریات والدها مع الزعیم جمال عبد الناصر، والتی بدأت بتلاوة الشیخ فی عزاء «عبد الناصر حسین» والد الرئیس بمحافظة الإسکندریة، إذ دعاه «ناصر» بعدها للقائه فی منزله بالإسکندریة، وشهد اللقاء إشادة «ناصر» وإعجابه بصوته فی التلاوة المجودة والمرتلة، وطلب الرئیس من الإذاعة تسجیل المصحف المرتل للشیخ محمود على البنا مع کبار القراء.
کان «البنا» الملقب بـ «کروان القرآن» جمیل الصوت والصورة، یجذب یومیاً عشرات الألوف من المستمعین حول میدان «الحسین» بالقاهرة، کلما رفع الأذان من فوق «مئذنة سبط النبی(ص)». التحق فی فترة «الأربعینیات» بفریق «المصارعة» بجمعیة «الشبان المسلمین»، وعندما احترف التلاوة صارع فی شهرته کلًا من مصطفى إسماعیل وعبد الباسط عبد الصمد. سجل «البنا» المصحف المرتل والمجود للإذاعة المصریة، والمصحف المرتل لإذاعتى السعودیة والإمارات، وکان من المناضلین لإنشاء «نقابة القراء»، واختیر نائبًا لها عند تأسیسها عام ١٩٨٤، کما حصل على وسام العلوم والفنون عام ١٩٩٠، تقدیرًا لمسیرته الحافلة التی لقب خلالها بـ «الصوت الذی تحبه الملائکة».

المصدر: البوابة نیوز

کلمات دلیلیة: الشیخ ، محمود ، البنا
captcha