ایکنا

IQNA

ردود أفعال واسعة حول دعوة شیخ الأزهر لعقد مؤتمر سنّی - شیعی

13:32 - August 02, 2015
رمز الخبر: 3337906
القاهرة ـ إکنا: أحدثت دعوة شیخ الأزهر إلى کبار علماء السنّة والشیعة للاجتماع فی مؤتمر یستضیفه الأزهر ردود أفعال واسعة فی الأوساط الدینیة والسیاسیة على حد سواء.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه أحدثت دعوة شیخ الأزهر إلى کبار علماء السنّة والشیعة للاجتماع فی مؤتمر یستضیفه الأزهر لإصدار فتاوى من الطرفین تحرم على الشیعی أن یقتل السنّی، والعکس بالعکس، وتعزز ثقافة التعایش والسلام أحدثت ردود أفعال واسعة فی الأوساط الدینیة والسیاسیة على حد سواء.
وکان الطیب أکد أن الحلقات الإذاعیة والتلفزیونیة التی قدّمها خلال شهر رمضان عن فضل الصحابة وعدالتهم وعصمة الأنبیاء ونظریة الإمامة هدفها المکاشفة والمصارحة البعیدة عن المجاملات، لوأد الفتن المذهبیة والطائفیة وإیقاف شلالات الدم فی المنطقة، وإنقاذ الأمة مما نصبه لها المتآمرون والمخططون، وندفع ثمنه من دمائنا وأرواحنا کل یوم، بل کل ساعة، سائلاً الله تعالى أن یحفظ الأمتین العربیة والإسلامیة من کل مکروه وسوء.
کما کان شیخ الأزهر أعرب عن الاستعداد لمثل هذا المؤتمر، خلال استقباله لرئیس الوزراء العراقی حیدر العبادی فی ینایر.
ولأهمیة هذه الدعوة، وفی هذا التوقیت بالذات، استطلعت جریدة "القبس" الکویتیة آراء بعض السیاسیین ورجال الدین، لمعرفة إمکانیة تحقیقها وسبل إنجاحها.
المحلل السیاسی السناوی: العودة إلى تقالیده
وقال المحلل السیاسی والکاتب عبدالله السناوی: نتمنى أن یعود الأزهر الشریف إلى سابق تقالیده التی أرساها شیخه الجلیل الراحل محمود شلتوت فی التقریب بین المذاهب الإسلامیة، واعتبار المذهب الاثنی عشری من المذاهب التی یتعبد بها، مضیفاً «فی الحوار والجدل لا یجوز الحدیث بین المذاهب عن أیهما أصح، فلکل اعتقاده، وکل ما هو مطلوب هو أن یحترم کل طرف ما یعتقده الطرف الآخر طالما أنه یستند إلى مرجعیة إسلامیة لها ما یعضدها من القرآن الکریم».
وأضاف «إن دعوة شیخ الأزهر لها نتائج سیاسیة، وهی إبعاد شبح التموضع نحو الحروب المذهبیة، وتخفیف الصراع بین المذاهب سیؤدی إلى إنهاء حالة الاحتقان وإبعاد شبح تفتیت المنطقة على أساس طائفی، وهذه الخطوة لها معنیان الأول سیاسی والثانی دینی».
الآکادیمی المصری حسن نافعة: تهیئة الظروف
وأستاذ العلوم السیاسیة فی جامعة القاهرة، حسن نافعة قال: «هذه دعوة نبیلة ومهمة، ولکن المؤسسات الدینیة لا تکفی وحدها، ولا بد أن تکون هناک إرادة سیاسیة من إیران کممثل أکبر للمذهب الشیعی، والمملکة العربیة السعودیة ومصر من ناحیة أخرى کممثل للعالم السنّی لاحتواء الفتنة الطائفیة».
وأضاف أن «موضوع التقارب بین المذاهب مثار منذ تولی الشیخ محمود شلتوت، ولم تکن هناک إرادة سیاسیة لإنجاح هذا التقارب وقتها، فهذه المسألة مهمة وتحتاج إلى دعم من رجال الدین والسیاسة».
وعن توقیت طرح المبادرة، قال «إن الوقت دائماً مناسب لطرح المبادرات، وأن تأتی الدعوة متأخرة وفی أی وقت خیر من ألا تأتی أبداً، ولکن لا بد من تهیئة الظروف لإنجاحها، والمطلوب هو إرادة سیاسیة لاحتواء هذه الأزمة بین المذاهب لأن الإسلام واحد».
الهاشمی: دعوة متأخرة
من جهته، قال الأمین العام لاتحاد آل البیت القیادی الشیعی الطاهر الهاشمی: «دعوة شیخ الأزهر لعقد مؤتمر سنّی - شیعی جاءت فی وقت متأخر، وکان المفترض أن تأتی قبل تفشی ظاهرة الإرهاب والقتل على ید المتطرفین فی عدید من الدول».
وأضاف «هناک اعتراضات على صیاغة دعوة شیخ الأزهر، منها أنه نادى بإصدار فتاوى من الجانبین لتحریم القتل المتبادل، مع أنه لم یثبت أن هناک شیعیاً قتل سنّیاً ولن یحدث، سواء بدعوة شیخ الأزهر أو من دونها، ویجب أن یکون الجمیع على علم بهذا»، مضیفاً «نحن، أیضاً، ازاء ما یحدث أو یأتی على ید الإرهابیین التکفیریین لا نقول إنهم سنّة، لأن السنّة المعتدلین لیس لدیهم هذا الفکر المنحرف والمتطرف الذی یأتی بقتل الآخر، ولکن یجب أن یتحد المسلمون للقضاء على الفکر المنحرف القاتل المجرم».
وأضاف الهاشمی «نؤید دعوة شیخ الأزهر کی یتحد السنّة والشیعة ضد الإرهاب، هناک العدید من العلماء الإجلاء الواعین المدرکین لکل هذه الأمور، من السنّة والشیعة، یمکنهم المشارکة فی هذا المؤتمر، ولا بد أن تکون الدعوة قائمة على أساس، فعلى الأزهر بدایة تنقیة مؤسسته من المتطرفین الموجودین بداخله، فهو قلعة إسلامیة تضم وترعى جمیع المسلمین، ویجب ألا یوجد فی هذه القلعة العظیمة التی ترسخ سماحة الإسلام أی متطرف أو أصولی، لأننا نرى فی الأیام الأخیرة بعض الخطباء الذین یرتدون عمامة الأزهر لدیهم روح العداء للآخر».
وأضاف «بالنسبة للذین یجب مشارکتهم فهناک علماء من العراق وإیران ولبنان، وأیضاً نؤکد مشارکة مفتی سوریا (السنّی)، وعلى شیخ الأزهر مراعاة مشارکة الشیعة المصریین».
وفی السیاق، تلقى الأزهر بیاناً من السید الطاهر الهاشمی، جاء فیه «إن الدعوة مرحب بها جداً لدى الوسط الشیعی المصری، نظراً لما یحدث على الساحة الشرق أوسطیة والعالمیة والتغیرات الجیوغرافیة، والوحدة الإسلامیة تبدأ بالحوار بین أکبر فصیلین إسلامیین، السنّة الأشاعرة والشیعة الاثنی عشریة، ونطالب وبصفة رسمیة من الأزهر تحدید دور لنا لدعم الوحدة»، مطالباً «المرجعیات الشیعیة فی إیران والعراق والبحرین وسوریا ولبنان والکویت بالاستجابة الفوریة لهذه الدعوة»، على حد ما جاء فی البیان.
الشیخ کریمة: لقاءات علمائیة
و
من جهته، قال الأستاذ بجامعة الأزهر الشیخ أحمد کریمة: «أولاً، التقریب بین المذاهب الإسلامیة عمل إسلامی أخلاقی جلیل بدأه الإمام الراحل الشیخ محمد شلتوت، وآیة الله العظمى البرجردی من إیران، وتم إنشاء دار التقریب فی القاهرة وحدثت لقاءات «علمائیة» بین علماء المذهبین، ولکن مع تعاظم النفوذ السلفی وإشعال للصراعات المذهبیة وجعل الصراع المذهبی «سبوبة» یتعیشون منها، تم وأد کل المحاولات للتقریب، لدرجة أن من یظهر الحب والموالاة لآل البیت رضی الله عنهم یتهم بالتشیع».
وأضاف «هذه الدعوة لا بد من وضع أسس لها حتى لا تکون رد فعل أو لعلاج أزمة أو بـ«إملاءات سیاسیة»، وأن تکون عملاً أخلاقیاً فی المقام الأول، ولکن أن یدعى إلیها ثم تکون هناک تحریضات فهنا لن نفعل شیئاً، ویجب أن یکون الأزهر کما کان حاضناً للتنوع المذهبی، ولکن، للأسف، مسألة التقریب متأرجحة، فتارة یقال بضرورة تقارب مع الشیعة العرب، وتارة أخرى یقال بالتقریب المطلق».
وأضاف کریمة: «لم یتم وضع الملامح والأطر والمقاصد لعملیة التقریب، وهناک قوة مخابراتیة عالمیة لا ترید أدنى تقارب».
المذهبیة.. مخطط للتفتیت
وأضاف کریمة: «مسألة الترویج للمد الشیعی أکذوبة، فهل أتباع المذهب السنّی من الضعف والهشاشة بحیث لا یقوون على مواجهة الفکر الشیعی؟ وفی الحقیقة، فإن دیننا الحنیف لا یأمرنا بالمذهبیة ولا بالطائفیة، حیث یقول الله تعالى فی کتابه العزیز «إِنَّ الَّذِینَ فَرَّقُواْ دِینَهُمْ وَکَانُواْ شِیَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِی شَیْءٍ»، والخطورة فی ما آلت إلیه المنطقة من مخططات تفتیتها وتقسیمها. وأدعو إلى مؤتمر دولی یجمع بین السنّة والشیعة لوأد هذه الفتنة».
الهلباوی: وأد الفتنة
من جهته، قال کمال الهلباوی: «هذا تحرک جید وجدید من الأزهر ویساعد على وأد الفتنة، وهو جزء من الثورة الدینیة التی تحدث عنها الرئیس السیسی خلال کلمته احتفالاً بالمولد النبوی الشریف، ووجه خلالها حدیثه إلى شیخ الأزهر، وهذا تحرک جید، لا سیما فی ضوء التشدد والتکفیر والفتاوى التی تشجع على القتل والدمار بسبب الطائفیة».
وأکد أن «الوقت مناسب جداً، لا سیما بعد اتفاق النووی الإیرانی، والمنطقة یجب أن تفیق على التغیرات وتفهم جیداً معنى الاتفاق بین إیران والغرب، ولا تتصرف مرة أخرى على أن إیران أخطر من العدو الإسرائیلی، فهذا الزمن قد مضى».

المصدر: جریدة القبس الکویتیة

کلمات دلیلیة: قاهرة ، دعوة ، علما ، السنة ، و ، الشیعة
captcha