ایکنا

IQNA

بیان من مرکز "تفسیر" للدراسات القرآنیة حول المخطوطة القرآنیة المکتشفة بجامعة برمنغهام

12:31 - August 10, 2015
رمز الخبر: 3340917
الریاض ـ إکنا: أصدر مرکز "تفسیر" للدراسات القرآنیة فی الریاض بیاناً حول ما تناقلته وسائل الإعلام فی الآونة الأخیرة من اکتشاف قطعة مخطوطة من القرآن فی جامعة برمنجهام البریطانیة.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه أصدر مرکز تفسیر للدراسات القرآنیة فی الریاض بیاناً حول ما تناقلته وسائل الإعلام فی الآونة الأخیرة من اکتشاف قطعة مخطوطة من القرآن الکریم فی جامعة برمنغهام البریطانیة، وبحسب إفادتهم، فإنها تعتبر من أقدم النسخ الخطیة للمصحف، ومن خلال فحصها بتقنیة الکربون المشع تبین أنها قد تعود للصدر الأول من الإسلام، وأن کاتبها ربما کان أحد صحابة الرسول الکریم صلى الله علیه وآله وسلم.
وجاء البیان کالتالی:
الحمد لله القائل: ﴿إنا نحن نزلنا الذکر وإنا له لحافظون﴾، والصلاة والسلام على من أنزل علیه القرآن نبینا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلیماً کثیراً.
وإننا ونحن بصدد هذا الخبر نود التنبیه على بعض النقاط المهمة، وهی:
أولاً: القرآن الکریم محفوظٌ بوعد رب العالمین، قال تعالى: ﴿إنا نحن نزلنا الذکر وإنا له لحافظون﴾، وما تزال دلائل هذا الحفظ الإلهی قائمةً إلى الیوم، وهی قضیةٌ قطعیةٌ محکمةٌ لا یشکُّ فیها مسلمٌ، ولا یزحزحها اکتشاف.
ثانیاً: إن مثل هذه الاکتشافات لا ینبغی المسارعة فی تکذیبها، ولا الجزم بصحتها وبدقة تفاصیلها؛ فإنها ظنیة، والقرائن فیها لا ترقى إلى القطع والیقین. کما أن بعض تفاصیلها یصعب على آلیات العلم الحدیث الجزم بها، کتحدید ناسخ هذه النسخة المخطوطة إن کان من الصحابة أو من غیرهم.
ثالثاً: إن هذه الاکتشافات – فی حال قبولها علمیّاً وثبوت صحتها – إنما تفید فی حقل البحث العلمی المتعلق بعلوم القرآن، والقراءات، وعلومها، ولیس فی إثبات صحة نقل القرآن. ومن فوائدها ما یدخل فی علم رسم المصحف وعلم ضبطه، وفی القراءة التی توافق رسمه، ونوع الخط الذی کُتب به، ونوع الإضافات الفنیة التی دخلت علیه، وغیر ذلک. ومن هنا لا ینبغی المبالغة فی ذمها، ولا المسارعة فی إنکارها، بدافع حفظ القرآن أو رد شبهات الطاعنین فیه.
رابعاً: إن لدینا – نحن المسلمین – طرقنا القطعیة فی تلقی القرآن الکریم وثبوته، وهی تلقی ما بین الدفتین من الفاتحة إلى الناس بلا زیادة ولا نقصان مشافهة جمعاً عن جمع، وجیلاً عن جیل، وکل ما کان مخالفاً لما بین الدفتین فإنه مردود؛ لعدم تلقیه بهذه الصفة التی لم ینخرم بها حرفٌ واحد، ولا زِیدَ بها حرفٌ واحد، وذلک من لدن رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم بعد العرضة الأخیرة إلى الیوم، ثم إلى أن یأذن الله برفعه من الصدور والسطور.
خامساً: إنه لو ظهرت لنا – على سبیل الافتراض – قطعةٌ من المصحف المنسوب لابن مسعود أو أُبیِّ بن کعب رضی الله عنهما، وکان فیها شیءٌ یخالف ما فی مصاحفنا؛ فإنها لن تؤثر على صحة نقل القرآن؛ لأننا نعلم أنها کانت قراءات أنزلت ثم رفعها الله – عز وجل – ورَفْع هذه القراءات ونسخُها لیس من عمل أحدٍ من البشر؛ بل حق النسخ لله تعالى وحده، کما قال سبحانه: ﴿ما ننسخ من آیة أو ننسها نأت بخیر منها أو مثلها﴾، ولم یقل: ما تنسخوا أو ما تترکوا. فلم یکن عمل الصحابة إلا تقیید الثابت فی العرضة الأخیرة، وهو القرآن الذی تعهد الله بحفظه وأجرى الأسباب للصحابة(رضی الله عنهم) لیحملوا شرف القیام بذلک.
سادساً: إنما أردنا بهذا البیان المقتضب – بعد أن هدأت فورة الحدیث حول هذه النسخة المخطوطة المکتشفة – أن یکون وثیقةً علمیةً للتعامل الأمثل مع هذا المکتشف، وما شابهه مما سبقه أو ما سیظهر لاحقاً. وإلا فلا ریب أن فی هذا الموضوع من التفاصیل التی تحتاج إلى بسطٍ وتوسُّعٍ ما لا یحتمله هذا البیان، والله الموفق.

المصدر: الموجز

کلمات دلیلیة: مرکز ، تفسیر ، دراسات ، السعودیه
captcha