ایکنا

IQNA

مدرسة الامام الصادق (ع) ودورها الشمولی والإنسانی والرسالی

11:13 - August 11, 2015
رمز الخبر: 3340996
عواصم ـ إکنا: مدرسة الامام الصادق (ع) لم تکن مدرسة سطحیة بل مدرسة تعتمد الدلیل والنقد العلمی، وتحلیل الآراء وإرجاع الأقوال إلى أصولها لیتبین صحتها من سقمها.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه کانت مدرسة الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) تتمیز عن غیرها من المدارس الإسلامیة التی عاصرتها أو سبقتها أوتأخرت عنها، فمدرسة الصادق (ع) شمخت بنفسها وسطع نورها حتى شغلت العیون والأفکار عما سواه فکأنک لا تکاد ترى شیئاً سواها إذا ما قیست بهذه المدرسة العملاقة.
ویمکن أن نشیر إلى بعض نقاط القوة التی میزت هذه المدرسة عن غیرها من المدارس الإسلامیة، وأضفت علیها هالة من العظمة والرصانة والإتقان فمن نقاط القوة هی قوة شخصیة المؤسس لهذه المدرسة، وهو الامام جعفر بن محمد الصادق (علیه السلام) وکان ذلک واحدة من امتیازات هذه المدرسة أن المؤسس لها هو شخصیة أجمعت العلماء على سعة علمه ومتانة دلیله وشدة ورعه وتقواه وزهده.
والجانب الثانی لتمیز هذه المدرسة على غیرها من المدارس الإسلامیة، أن هذه المدرسة تتصف بالشمولیة، فهی لا تقتصر على دراسة الفقه والحدیث کما هو المتعارف فی سائر المدارس بل کان فیها الفقه والحدیث والتفسیر وعلوم القرآن وعلم الکلام والفنون العربیة بل تجاوزت ذلک لتشمل العلوم الإنسانیة أمثال علم الکیمیاء والطب والفلک وعلم الهیئة والطبیعة وغیرها .
فکانت مدرسة تشتمل على أصناف کثیرة من العلوم الإسلامیة والإنسانیة ومن النقاط التی تمثل مواقع قوة فی هذه المدرسة کذلک، امتیازها عما سواها من المدارس هی الدقة والعمق العلمی.
فمدرسة الإمام الصادق (علیه السلام) لم تکن مدرسة سطحیة بل مدرسة تعتمد الدلیل والنقد العلمی، وتحلیل الآراء وإرجاع الأقوال إلى أصولها لیتبین صحتها من سقمها ولذلک کان الإمام جعفر بن محمد الصادق (علیه السلام) وتلامذته لا یفحمون بمقال ولا یغلبون فی مناظرة.
والإمام الصادق (علیه السلام) استطاع بواسع علمه ورحابة صدره أن یستوعب الجمیع ویعلم الأئمة المتأخرین، کأبی حنیفة ومالک والشافعی وأحمد، ویثبت أستاذیته للمدارس الفکریة والجامعات العلمیة کلها، حتى أصبح حدیث الناس وشغلهم الشاغل.
ولشدة إقبال الناس إلیه وتتلمذ العلماء علیه وتأسیسه المدارس وتخریجه العلماء نسب المذهب الجعفری إلیه، وانعطف الموالون لأهل البیت(ع) إلیه مع أنه جزء من السلسلة المبارکة.
لکن الوضوح الذی حدث فی عصره والانتصار الثقافی الکبیر الذی حققه جعل الاتجاه الثقافی والإعلامی یمیل نحوه بالخصوص. وبعبارة صریحة کان ینشر مذهب رسول الله (صلى الله علیه وآله)، بصِیَغ متطورة کحاضر سعید ومستقبل اجتماعی متقدم.
وإن الأقوال والنعوت التی تُبرز دور الإمام الصادق (علیه السلام) وتظهر علوّ مقامه وسموّ فضله قد صدرت عن کبار علماء الإسلام من شتى الفرق والمذاهب، وما زالت آثارها باقیة حتى الآن، والحوزات العلمیة الیوم هی امتداد لتلک الحوزة العلمیة العظیمة، ومن تراث ذلک الإمام الهمام.
والإمام الصادق(ع) هو صاحب مدرسة عظیمة جداً مدت جذورها عمق التاریخ وبقیت مبارکة طیبة، أصلها راسخ فی الأرض وفروعها فی السماء، تؤتی أکلها کل حین بإذن ربها.
وصاحب هذه المدرسة وحده موسوعة علمیة، تقف وراء طاقاته التکوینیة المتینة أسباب جلیلة ساهمت جمیعها فی شحن المعارف الواسعة إلى فکره المرکّز، وإرادته المعتصمة بالمران الأصیل.
وکانت تلک المعارف والطاقات المبارکة کلها تصب فی بوتقة واحدة هی بوتقة بناء مجتمع صالح وفرد یعیش حریة الفکر وحریة الإنسانیة وعبودیة الباری عز وجل.

المصدر: وکالة أنباء براثا

captcha