وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) انه بتکلفة تقارب 300 ألف ریال افتتحت مؤسسة الشیخ عید الخیریة القطریة، مرکز عبدالله بن خلیفة الإسلامی فی دولة غانا، یضم مسجداً ومدرسة ابتدائیة لتعلیم الطلاب العلوم العصریة ودراسة القرآن الکریم وعلومه، ویساهم المشروع بشکل رئیس فی دعم المنظومة التعلیمیة وتعلیم النشء والطلاب من أبناء غانا العلوم النافعة والمواد الشرعیة، وبناء جیل إسلامی واعد فی واحدة من دول غرب القارة الإفریقیة.
وأوضح علی بن خالد الهاجری، المدیر التنفیذی لقطاع المشاریع الخارجیة بعید الخیریة أن المرکز الإسلامی بلغت تکلفته الإجمالیة 287 ألف ریال، ویقع فی حی ابوار اسیابو کوامنکسی بمنقطة الوسطى فی جمهوریة غانا، التی عانت سنوات طویلة من عدم توفر مسجد قریب یؤدی فیه المسلمون الصلوات الخمس والجمع والأعیاد وکانوا یضطرون إلى الذهاب والسفر لمسافات بعیدة لأداء صلاة الجمعة، کما عانى الأهالی من عدم توفر مدرسة لتعلیم أبنائهم فی المرحلة الابتدائیة إلا على بعد عدة کیلو مترات مما سبب العنت والمشقة للأبناء الصغار الذین یقطعون مسافات طویلة طلبا للتعلیم.
مسجد للرجال والنساء
وقال الهاجری إن المشروع أقیم على مساحة کبیرة تبلغ قرابة 400 متر مربع بالتعاون مع شرکاء المؤسسة المحلیین من الجمعیات الموثوقة ویضم مصلى للرجال ومصلى خاص بالنساء وعدد من دورات المیاه وأماکن للوضوء مع کفالة الإمام لمدة عام، أما المدرسة فهی مخصصة لطلاب المرحلة الابتدائیة وتضم ستة فصول تعلیمیة مجهزة بالطاولات والإنارة والأدوات والأجهزة التعلیمیة.
ویساهم المسجد الذی تم تجهیزه وافتتاحه فی إقامة الصلوات المفروضة والجمع والأعیاد، کما تقام فیه المحاضرات ودروس العلم والأنشطة والبرامج الدعویة والتثقیفیة والتربویة، بالإضافة إلى تحفیظ الطلاب وأهالی المنطقة القرآن الکریم والعلم الشرعی، لیخدم المسجد بذلک شرائح المجتمع، وبذلک یکون مرکزا یشع منه العلم والنور ویساهم فی بناء النشء.
آمال معقودة
وأوضح الهاجری أن هذا المسجد یشکل مع المدرسة واحداً من المراکز الإسلامیة المهمة التی تعقد علیها الآمال، حیث یسهم المسجد فی نشر التوعیة بالقضایا التی تهم المجتمع الغانی وترسیخ الهویة الإسلامیة ومرکز إشعاع للثقافة العربیة والإسلامیة والقیم الإنسانیة، کما یدعم المرکز مسیرة الدعوة على نهج وسطی صحیح فی أحد البلدان الإفریقیة الفقیرة التی تحتاج إلى الدعم والمساندة فی جمیع المجالات المعیشیة ومنها الدعوة والتربیة والتثقیف.
وأشار أن المشروع یضم مدرسة عصریة إسلامیة وقفیة لتعلیم العلوم والمناهج العصریة بالإضافة إلى القرآن الکریم وتعزیز اللغة العربیة والثقافة الإسلامیة للشعب الغانی، حیث یساهم المشروع بشکل رئیس فی تعلیم النشء والطلاب وبناء الأجیال، حیث تعتنی المدرسة بالتربیة الصالحة والعقیدة الصحیحة لکافة طبقات المجتمع، وتساهم المدرسة کونها وقفیة فی أن یکون ریعها وقفا على رعایة المسجد والمدرسة.
فصول مجهزة
ویستفید من المدرسة مئات الطلاب حیث تضم عدد 6 فصول وقاعات دراسیة لتعلیم الطلاب من أهالی المدینة والمناطق القریبة، فقد تم تجهیز الفصول بالطاولات والکراسی ووسائل التعلیم، بالإضافة إلى توفیر الخدمات اللازمة للعملیة التعلیمیة للطلاب والمدرسین، وتوفیر مکاتب للإدارة والخدمات.
ویهدف مشروع المدرسة إلى نشر العلم العصری والشرعی وتنشئة أبناء المسلمین تنشئة صالحة فی ظلال القرآن الکریم وإتباع الشرع الحنیف، وفهم الإسلام بصورته الصحیحة ومنهجه الوسطی السمح، لتصحیح الأفکار الهدامة وإزالة آثار الجهل وانتشاره فی بیئات نائیة فقیرة یبتعد بعضها عن التعلیم العصری وتعالیم الدین الإسلامی، فکانت هذه المشاریع التعلیمیة القرآنیة الهادفة نبراسا ونورا یضیء آفاق الطریق للمجتمع الإسلامی فی غرب إفریقیا.
ویدعم المشروع بشکل أساسی ربط الأجیال الناشئة بمصادر العلم الشرعی الصحیح بعد أن یتأهل الطلاب ویلتحقوا بالتخصصات العلمیة التی یرغبونها فی المراحل الدراسیة والتی من خلالها یستطیعوا أن ینهضوا بمجتمعهم وبلدهم ویخدموا المسلمین وأفراد مجتمعهم.
نظام تعلیمی وثقافی
وتعتبر المدرسة العلمیة الإسلامیة من المشاریع الهامة التی یحتاجها أبناء الشعب الغانی فی منقطة الوسطى والمناطق المجاورة، وتساهم فی تحقیق نظام تعلیمی وتربوی أصیل ینطلق من فکرة التأهیل التربوی والبناء السلیم للفرد لیصل إلى الإسلام وتعالیمه ضمن تراث حضاری وفی الوقت نفسه یضمن تواصل الطلاب فی تحصیلهم العلمی المتمیز والراقی الذی یحتاجه أبناء البلد هناک، ومن ثم یستطیع هؤلاء الطلبة الالتحاق بالمدارس ثم الجامعات والمعاهد العلمیة فی التخصصات المختلفة ویمتلکون فی الوقت نفسه العلم الشرعی الذی یؤهلهم للحفاظ على ثقافتهم وموروثهم الإسلامی بشکل صحیح یؤهلهم لخدمة دینهم ورسالته السمحة فی القارة الإفریقیة والعالم أجمع کل حسب تخصصه العلمی الأکادیمی الذی یتفوق فیه ویبدع لخدمة أمة الإسلام والإنسانیة.
ویساعد تعلم القرآن والمواد الشرعیة الإسلامیة بالإضافة إلى الثقافة الإسلامیة وربط الأجیال الناشئة بمصادر العلم الشرعی الأصیلة بالتوافق من المناهج العلمیة والتخصصات المختلفة فی المناهج العلمیة الأساسیة، ودعم المسلمین هناک بتوفیر الأماکن والمؤسسات التعلیمیة لتعلیم أبنائهم وفق أحدث النظم التعلیمیة للحفاظ على الهویة والثقافة الإسلامیة.
المصدر: بوابة الشرق الالکترونیة