وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه شارکت فى المؤتمر العالمى لدار الإفتاء المصریة الذى انطلق أمس الاثنین، ۱۷ أغسطس / آب الجاری، بالعاصمة المصریة القاهرة، وفود من کبار المفتین من ۵۰ دولة.، ولم توجه دار الإفتاء الدعوة إلى إیران وترکیا وقطر، کما رفضت استضافة أى من رموز المذهب الشیعى.
وانتقد أحمد الطیب، شیخ الأزهر الشریف فتاوى تحریم التحف والتماثیل والتکسب من التصویر وتدمیر آثارذى قیمة فنیة باسم الإسلام، قائلاً: بعض المعنیین بالإفتاء یصادرون بالتحریم المطلق بالرغم من أن المحل محل بحث.
وأضاف شیخ الأزهر أن تحریم صناعة التماثیل فى صدر الإسلام معلل بما استقرعلیه من أنها کانت تعبد من دون الله، وکان من المحتم تحریمها من باب سد الذرائع، لکن ما هى علة التحریم الآن بعد أن استقر الإسلام وتلاشت عبادة التماثیل مع التوحید لم نسمع أن مسلما عکف على عبادة تمثال.
الجماعات المتطرفة تصدر الإسلام بصورة مشوهة
وقال المستشار أحمد الزند، وزیر العدل المصری، إن الإسلام دین عقل ومنطق وقد حفظ الله دینه من التحریف والتبدیل، ومن یتصدى للفتوى یجب أن یکون راسخا للعلم، و حائط صد للفتاوى الشاذة.
وأضاف الزند، أن الرئیس عبدالفتاح السیسى، أطلق صیحة لتجدید الخطاب الدینى، وهذا هو الطریق الأمثل للقضاء على الإرهاب، والإرهابیین بعد أن حرفوا تفاسیر القرآن والسنة، مشیرا إلى أن من یفتى بغیر علم فقد افترى على الله ورسوله.
وتابع وزیر العدل: جماعات المتطرفة، الدین منها براء، وتصدر الإسلام بصورة مشوهة بعیدة کل البعد عن جوهره.
ویقام المؤتمر العالمی الذی تنظمه دار الإفتاء المصریة تحت عنوان "الفتوى، إشکالیات الواقع آفاق المستقبل".
وبدوره قال شوقى علام، مفتى مصر، إن دار الإفتاء تعمل على توحید الروئ والجهود فى الفتوى، والتصدى للذین ینتزعون اللفظ النبوى من سیاقه، مشیراً إلى أننا نواجه فتاوى أشباه العلماء والمتلاعبین باللفظ النبوى، والأمیة وفهم البعض الثقیل للدین.
وأضاف المفتى خلال کلمته بالجلسة الافتتاحیة للمؤتمر العالمى لدار الإفتاء "الفتوى.. إشکالیات الواقع وآفاق المستقبل"، تحت رعایة الرئیس عبد الفتاح السیسى: لا شک أن الفتوى مادامت صادرة من أهلها تحافظ على وسطیتها.
وقال الدکتور شوقی علام إن المؤتمر یهدف الى التعرف على المشکلات فی عالم الإفتاء المعاصر، ومحاولة وضع الحلول الناجحة لتلک المشکلات خاصة ما یتعلق منها بمعرفة المخرج الشرعی الصحیح من الاضطراب الواقع فی عالم الإفتاء، والتعریف بالأدوار التی یمکن للإفتاء المعاصر الاضطلاع بها فی تصویب الواقع والارتقاء به إلى أعلى المستویات الحضاریة، وکذلک کشف اللثام عن السلبیات التی عاقت عملیة الإفتاء فی هذا العصر عن أداء وظائفه الحقیقیة وحوَّلته إلى أحد أشکال الأزمة التی یعیشها المسلمون فی عصرنا الراهن .
وحول أهم المبادرات التی یقدمها المؤتمر، قال الدکتور إبراهیم نجم مستشار مفتی مصر والمتحدث باسم المؤتمر، إنه سیتم إطلاق العدید من المبادرات من أهمها الدعوة إلى تشکیل الأمانة العامة لدور الإفتاء والمقر الدائم بالقاهرة، کمنظمة دولیة متخصصة تقوم بالتنسیق بین الجهات العاملة فی مجال الإفتاء فی جمیع أنحاء العالم بهدف رفع کفاءة الأداء الإفتائی لهذه الجهات وزیادة فاعلیتها فی مجتمعاتها، والتنسیق بین دور الإفتاء لبناء تکتل إفتائی وسطی علمـی منهجـی یعمل على حصار ظاهرة تصدی غیر المؤهلین للإفتاء ومن ثم القضاء علیـها من خلال ابتکار حلول غیـر تقلیدیة للتعامل معها. وکذلک بناء استراتیجیات مشترکة بین دور الإفتاء الأعضاء لمواجهة التطرف فی الفتوى وصیاغة المعالجات المهنیة لمظاهر التشدد فی الإفتاء، والتبادل المستمر للخبـرات بین دور الإفتاء الأعضاء والتفاعل الدائم بینها، وتقدیم الاستشارات الإفتائیة لمؤسسات الإفتاء لتطویر أدائها الإفتائی وتنمیة أدوارها المجتمعیة. وتقدیم العون الفائق للدول والأقلیات الإسلامیة لإنشاء دور إفتاء محلیة تساعد فی نشر الوسطیة والاعتدال فی هذه الدول.
کما یهدف المؤتمر إلى وضع معاییر وضوابط لمهنة الإفتاء وکیفیة إصدار الفتاوى تمهیدًا لإصدار دستور للإفتاء یلتـزم به المتصدرون للفتوى ودور الإفتاء الإقلیمیة وصولا لمنهجیة موحدة فی الفتوى. وبناء الکوادر الإفتائیة وتأهیل وتدریب الشرعیین الراغبین فی القیام بمهام الإفتاء فی بلادهم من خلال تراکم للخبرات المتنوعة للدول الأعضاء.
مرکز فتاوى الأقلیات
والمبادرة الثانیة التی سیتم اطلاقها خلال المؤتمر تتمثل فی الدعوة الى إنشاء مرکز عالمی لفقه النوازل وفتاوى الأقلیات ویستهدف هذا المرکز سد حاجة هذه الجالیات المسلمة لمرجعیة وسطیة علمیة.
أما المبادرة الثالثة فتتمثل فی إنشاء وحدات تأهیلیة للإفتاء بالمؤسسات البحثیة، وهذه الوحدات تقوم بتأهیل المفتین من خلال منهج عملی مهنـیّ لإکساب المتدرب داخلها حزمة من المعارف والمهارات الإفتائیة والاتجاهات الإیجابیة التی تحفزه للعمل بالقیم الإفتائیة بشکل عملی لکی تساعده على تحصیل القدرات الإفتائیة.
کما تتثمل المبادرة الرابعة التی یطرحها المؤتمر فی الدعوة إلى إنشاء دستور (میثاق شرف) للإفتاء، لإعادة الاعتبار للإفتاء باعتباره مهنة إنسانیة راقیة تحکمها تقالید أخلاقیة تسعى لخیر الإنسان وصلاحه ونفعه فی الدارین، وتکریس المعاییر الأخلاقیة فی تقییم الأداء الإفتائی للحیلولة دون ممارسة التیارات المتشددة للإفتاء باعتبارها ممارسات مخالفة ومنتهکة للمبادئ الأخلاقیة لمهنة الإفتاء ، ودستور أو میثاق شرف المفتین.
وأوضح الدکتور نجم أن المبادرة الخامسة تدعو إلى إنشاء مرکز دولی لتحلیل وتفکیک وتفنید الفتاوى التکفیریة والشاذة، وذلک من خلال مرکز دراسات وأبحاث یشترک فیه باحثون من دول مختلفة الثقافات لوضع آلیات للکشف المبکر عن الفکر المتشدد والتکفیری، وتحلیلهما للوصول إلى الجذور الفکریة والنفسیة لهذا الفکر حتى یتسنى الکشف عن العملیات الذهنیة التی یمارسها الشخص الذى یتمکن منه هذا الفکر، تمهیدًا لبناء نظم فکریة مضادة یمکن من خلالها تحصین العقل من الوقوع فی هوة النمط الفاسد من التفکیر.
ومن أجندة أعمال المؤتمر العالمی للفتوى إطلاق مبادرة سادسة تتضمن حملة للتوعیة بأهم القضایا الإفتائیة ومن هذه الفاعلیات أیضاً جائزة لأفضل أداء إفتائی مهنی، والتأکید على کتاب السیناریوهات للمسلسلات على مراعاة العناصر الإیجابیة فی ثقافة الاستفتاء.
أما المبادرة السابعة فتتمثل فی نشر المجالس الإفتائیة للمؤسسات الإفتائیة الوسطیة والمعتدلة لتوصیل الخدمات الإفتائیة لکل مکان یمکن أن یکون فیه مستفت یحتاج للفتوى باعتباره ذلک جزءًا من العمل الخدمی للمؤسسات الإفتائیة.
وأخیرا فان المبادرة الثامنة التی یطلقها المؤتمر تتمثل فی إعداد موسوعة للمفاهیم الإفتائیة وهی دیوان جامع لأهم المفاهیم المحوریة والأساسیة والتی لا یستغنى المفتی أو الباحث فی الشأن الإفتائی عنها والتی تسهم فی بیان حقائق الإفتاء ومنهجه وأهم خصائصه ومن یحق له الإفتاء وعقوبة الإفتاء بغیر تأهل وغیر ذلک من المفاهیم الضروریة لنشر الوعی الإفتائی الصحیح.

المصدر: الیوم السابع