وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) انه أعلن الدکتور عبد العزیز بن عثمان التویجرى، المدیر العام للمنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة "إیسیسکو"، أن المرحلة الحرجة التى یمر بها العالم الإسلامى الیوم بمشکلاتها وأزماتها، تقتضى تعزیز التضامن الإسلامى، وترسیخ قواعده وتوسیع نطاقه، حتى یکون هو القاعدة العریضة التى یجب الانطلاق منها فى مواجهة المخاطر الکثیرة التى تحدق بالعرب والمسلمین، ولحمایة أمن الدول الأعضاء ثقافیًا ودینیًا، وعدم التدخل فى شؤونها بأى شکل من الأشکال، واحترام التنوع المذهبى فیها.
جاء ذلک فى کلمة ألقاها فى افتتاح الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامى لوزراء الثقافة امس الإثنین فى العاصمة العمانیة مسقط، دعا فیها إلى التصدّى للسیاسات الاستعماریة الجدیدة التى ترمى إلى إضعاف الأمة الإسلامیة وکسر شوکتها، وإلى احتلال بعض دول العالم الإسلامى وتمزیق أوصاله، وإعادة رسم خرائط جدیدة لدوله، حتى تبقى إسرائیل المحتلة لفلسطین، والتى تمارس أبشع أنواع البطش والعدوان على الشعب الفلسطینى والمقدسات الإسلامیة فى فلسطین، هى الأقوى فى المنطقة والأقدر على فرض الهیمنة علیها، بدعم من القوى العظمى التى قال إنه قد تبیَّن أخیرًا أنها تتوافق فیما بینها على تنفیذ مخطط رهیب فى العالم الإسلامى قوامُه التقسیمُ والتفریق على أسس طائفیة وعرقیة، وإثارة الخلافات والصراعات التى تضعف العالم الإسلامى وتعوق مسیرة تقدّمه ونموّه.
وقال إنه لا سبیل إلى مواجهة هذا المخطط التخریبى وإفشاله إلاَّبتوحید الصفوف، وتجاوز الخلافات والتغلب على النزاعات، والالتقاء على کلمة سواء، فى إطار منظمة التعاون الإسلامی، وفى ظل التضامن والتکامل بین الدول الأعضاء، وأوضح أن الإرهاب یبدأ فکرةً منحرفةً فى العقل، وعقیدةً فاسدةً فى القلب، وفهمًا سقیمـًا للنصوص الدینیة، تؤثر فى سلوک من یقومون به، فیعمدون إلى ارتکاب الجرائم فى حق المسلمین والإنسانیة جمعاء.
وأکد فى کلمة افتتاح المؤتمر، أن الثقافة الوسطیة هى نقیضٌ للثقافة المتطرفة، وأن الثقافة التنمویة، هى بدیلٌ عن ثقافة التخلف بجمیع مظاهره، الذى یبدأ من التخلف فى الفکر، وینتهى إلى التخلف الاجتماعى والاقتصادى، مشیرًا إلى أن المؤتمر حریص على إبراز هذا المفهوم العلمی، وتسلیط الضوء علیه، والعمل على بلورته وترسیخه واعتماده مقومًا من مقوّمات المنهج الذى یعتمد فى العمل الإسلامى المشترک فى نطاق اختصاصات المؤتمر، وموضحًا أن الربط بین الثقافة، وبین التنمیة، باعتبارهما من أقوى الوسائل للنهوض الحضارى الشامل، هو من ضرورات التقیّـد بهذا المنهج العلمى الذى هو السبیل نحو تفعیل العمل الثقافى العام والارتقاء به، حتى یکون رافدًا قویـًا للتنمیة الشاملة المستدامة التى ننشدها لبلدانـنا، والتى نوطـّد العزم على العمل من أجل دعمها بکل الوسائل المتاحة لنا.
المصدر: الیوم السابع