وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه أنجزت کوادر مصنع صناعة الأضرحة والشبابیک التابع للعتبة العباسیّة المقدّسة الکتیبة القرآنیة الواقعة داخل الشبّاک الشریف التی تحیط بأرکانه الداخلیة الأربعة والتی صُنعت بطریقة فنیة رائعة وبما یتلاءم مع قیمة هذا المنجز الکبیر.
الکتیبة القرآنیة هی عبارة عن (افریز) کتابی وقد خُطّت بید الخطّاط العراقی فراس البغدادی، واختیر علیها الآیات من الآیة (34) من سورة النور الى الآیة (42) من نفس السورة، وبشکلٍ جمیلٍ متناسق بطول (18متراً) وعُرْض (42سم)، وقد نُفّذت فی ورش المصنع وبأیدی خَدَمَة أبی الفضل العباس علیه السلام من النجّارین المَهَرَة، کذلک استُخدِمَت التقنیات الحدیثة فی التنفیذ باستخدام مکائن متطوّرة وبإشراف کوادر المصنع لتجتمع المهارة والخبرة الیدویة للنجّارین مع تقنیات (CNC) الکمبیوتریة الحدیثة فی إخراج هذا العمل.
استُخدِمَ خشب الساج البورمی فی صناعة أرضیة هذه الکتیبة وخشب البلّوط الأبیض للکتابة ممّا أعطى لمسةً فنیة إضافیّة، حیث برزت حروف الکلمات القرآنیة باللون الأبیض الطبیعیّ على الأرضیّة الساجیة، وتمّ عمل الحروف والکلمات وحرکاتها وعُشِّقَت أجمعها بإحکام مع الساج بعد حفره لتکون ککتلةٍ واحدة وأُحیطت الکتیبةُ بإطارین زخرفیّین جمیلین متناغمین مع باقی أجزاء الکتیبة من الأعلى والأسفل، نُفّذا بنفس طریقة صناعتها لیظهر الإطاران جمیلین زاهیین بألوانهما الطبیعیّة معرّقَیْن مع الأرضیّة، فبدت کأنّها لوحةٌ رُسِمَت بید فنان مبدع.
ومن المیزات الإضافیة التی امتاز بها هذا العمل هو أنّه لم یتمّ استخدام أیّ ألوانٍ أو أصباغ بل اعتُمِدَ على ألوان الخشب الطبیعیّة الذی استُورِد من مناشئ عالمیة بمواصفاتٍ وجودةٍ عالیتین، ومن ألوانه الخشب الأبیض بتدرّجاته والأصفر والأخضر والأسود والبنفسجی والأحمر والساجی، أمّا أنواعه فکان من خشب الساج والبلّوط والزان والنارنج والسیسم والجاوی والسندیان والجوز، وقد استخدمت جمیع أنواع هذه الأخشاب وفقاً لنسب وقیاسات خاصّة أُعِدَّت مسبقاً لإنجاز هذا العمل المبارک.

المصدر: شبکة الکفیل العالمیة