وتم اکتشاف تحریف القرآن الکریم، وظهور بعض الأحادیث الزائفة المندسة وسط
الصحیحة، وقد حذر مجمع البحوث الإسلامیة بالأزهر الشریف، من وجود تلک
الآیات المحرفة من القرآن الکریم على بعض التطبیقات التکنولوجیة الحدیثة.
ونصح الشیخ توفیق عبد العزیز، الأمین العام لمجمع البحوث الإسلامیة، فی
بیان له موجه لکل مستخدمى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، بالاعتماد
على المصادر الصحیحة عند قراءة القرآن الکریم أو تداوله من خلال المواقع
الإلکترونیة للأزهر الشریف ودار الإفتاء المصریة ووزارة الأوقاف على شبکة
الإنترنت.
کما طالب الأمین العام لمجمع البحوث الإسلامیة بالأزهر، الشرکات المتخصصة
فى هذا المجال بمراجعة التطبیقات الحدیثة الخاصة بالقرآن الکریم والأحادیث
النبویة الشریفة، وکل ما یتعلق بعلوم الاسلام قبل تداولها على المواقع.
فیما واجه مارک زوکربیرج، مؤسس موقع التواصل الاجتماعى الشهیر "فیسبوک"،
العدید من الاتهامات بالکفر والإلحاد، وتم شنّ هجوم ضده بسبب حظر آلاف
مستخدمی تلک التطبیقات الدینیة أو من استخدموا عبارة "استغفر الله العظیم"،
کما قام بإغلاق صفحات الکثیر من مستخدمی الموقع الأمر الذی أدى إلى غضب
الجماهیر خاصة على الأوساط الإسلامیة وأطلق البعض حملة "how to delete
facebook from your life" أى کیف تمحو "فیسبوک" من حیاتک، کما أطلقوا
العدید من الهاشتاجات المناهضة لمارک زوکربیرج ولـ"فیسبوک" مثل: "مارک
عنصرى"، و"فیسبوک یمنع الاستغفار".
بینما قام "فیسبوک" بإیضاح الموقف برسالة قال فیها إن الموقع لا یقصد
التعنت أو شنّ الحرب ضد الإسلام والمستغفرین، وأکد ذلک بعض المتخصصین الذین
حاولوا شرح السبب لمستخدمی "فیسبوک" بصورة مبسطة فتقول نسمة أحمد، أحد
المتخصصین فى البرمجیات، إنه عندما یقوم المستخدم بکتابة جملة "استغفر الله
العظیم" دون همزة یتم حظر المستخدم صاحب الکتابة لمدة 15 : 30 یومًا أو
منعه من التعلیق، وقد قام "فیسبوک" بالفعل بحظر مئات إن لم یکن الآلاف من
المصریین، وقد اعتبر "فیسبوک" بأن هذه الجملة "سبام" أو "منشور مزعج" و له
حقوق ملکیة، والسبب فی ذلک یعود إلى التطبیقات الإسلامیة للنشر
الأوتوماتیکى، بسبب کثرة الإبلاغ عن هذه التطبیقات.
کما شرحت بعض المواقع التقنیة الأمر بأنه عند کتابة نفس العبارة واضعًا
الهمزة على الألف سیجد أن العبارة مسموح بها وغیر ممنوعة، مشیرًا إلى أن
التطبیقات الإسلامیة تنشر الأذکار ومنها "استغفر الله العظیم"، ولأن الأمر
یطرح بشکل عشوائی ومزعج فاعتبرها "فیسبوک" واحدة من العبارات "سبام" التی
وجب حظرها ولا علاقة لها بإلحاد "مارک".
ویقول خالد منصور، مهندس برمجیات، إنه لو کانت التطبیقات الدینیة تنشر نفس
العبارة بالألف المهمزة لکانت العبارة المسموح بها حالیًا ممنوعة، مضیفًا
أن تلک التطبیقات من الممکن أن تؤدی إلى منع المزید من العبارات الدینیة
إذا تم التبلیغ علیها من المستخدمین کما حدث مع عبارة "استغفر الله
العظیم"، بل ویمکن منع أی عبارة أخرى بغض النظر عن کونها من الأذکار.
وأشار إلى أنه لحل المشکلة فلا مانع من نشر الأذکار ولکنّ بطریقة یدویة
للابتعاد عن تلک التطبیقات الزائفة التی یستغل مطوریها جهل المستخدمین من
أجل نشر مواقعهم.
یذکر أن بعض المواقع الإلکترونیة – إسرائیلیة الأصل- قامت بتدشین خدمات
قراءة "القرآن الکریم" عام 2010 ولکنّ بعد تحریف الکثیر من الآیات
والمعانی فیه، ثم عاودوا محاولة التحریف فی کتب إسلامیة قاموا بطبعها تحت
عنوان إسلامی ومُحتوى تکفیری، من بینها کتاب أمریکی سُمیّ بـ"الفرقان
الحق"، وبه عشرات الآیات المحرفة والمزورة للقرآن الکریم. وقاموا بخلط
سوراً قرآنیة صحیحة بأخرى مُحرّفة, مُتناسین أن الله جلّت أسمائه وتعالت
صفاته تعهّد بحفظ کتابه المُبین من الضیاع والتحریف لیوم البعث
والنشور،عندما قال:"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ".
وتؤکد الدکتورة جیهان نور الدین، أستاذ الفقه والعقیدة بجامعة الأزهر، أن
تلک التطبیقات تعد من المحاولات المختلفة لتزویر القرآن ولیست إسرائیل
الوحیدة التی تحاول ذلک بل الدول المعادیة للإسلام والمسلمین تسعى جاهدة
لتدمیره، وهی التی تسهم فی انتشار مثل تلک البرامج خاصة بین أوساط الشباب
المستخدمین لمثل برامج "الأندروید" و"الفیس بوک"، ویسعى الأزهر لنشر الوعى
والثقافة وتحذیر الشباب للتصدى لمثل تلک البرامج.
المصدر: الیوم الجدید