وأفادت
وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، وضعت الجزائر شروطاً صارمةً أمام الراغبين في استيراد المصاحف والكتب الدينية، بحسب ما نص عليه مرسوم تنفيذي نُشر في الجريدة الرسمية، وتبعاً لذلك يحظر على السفارات جلب المصاحب دون الحصول على ترخيص مسبق من وزارة الشؤون الدينية الجزائرية، ورأي وزارة الخارجية، على أن لا تتعارض الكتب الدينية المستوردة مع المرجعية الجزائرية.
ويجبر المرسوم التنفيذي، الذي وقّعه الوزير الأول الجزائري عبد المالك
سلال، كل "شخص يريد استيراد الكتاب الديني على جميع الدعائم عدم الشروع في
أيّ إجراء قبل حصوله على الترخيص المسبق".
وحسب ما جاء في العدد الأخير من الجريدة الرسمية، فإنّه يتعين على كل شخص يريد نشر المصحف الشريف أو طبعه أو تسويقه أو استيراده، عدم الشروع في أي إجراء مهما كان قبل حصوله على الترخيص المسبق، ويخضع المصحف أو أي جزء منه إلى الترخيص المسبق من الوزير المكلف بالشؤون الدينية والأوقاف، على أن يخلو الكتاب من الأخطاء مع مراعاة رواية ورش عن الإمام نافع.
وفي ذات السياق، حدّد مرسوم تنفيذي نشر في الجريدة الرسمية، شروط وكيفيات الترخيص المسبق لاستيراد الكتاب الديني. وذكر المرسوم أن استيراد الكتاب الذي يخضع إلى ترخيص مسبق من وزير الشؤون الدينية، كما يجب ان لا تمس مضامين الكتب الدينية المرغوب استيرادها بالوحدة الدينية للمجتمع وبالمرجعية الدينية الوطنية وبالنظام العام والآداب العامة والحقوق والحريات الأساسية وبأحكام القوانين والتنظيمات المعمول بها.
وجاء القرار في الجزائر، عقب عثور مواطنون من دائرتي المنيعة وغرداية الجزائرية، على أخطاء في طبعتين من القرآن الكريم في عدد من المصاحف، حيث شملت الأخطاء التي وصفها هؤلاء بـ «غير المعقولة» وتتجلى في عدم ترتيب الصفحات، وما ترتب عن ذلك من تداخل كبير بينها وخلط في ترتيب الآيات والسور، الأمر الذي أثار جدلاً في أوساط المواطنين.
والأخطاء وجدت في مصاحف برواية ورش في الطبعة الحادية عشرة 1424 / 2003 والتي حازت شرف إصدارها كل من دار ابن كثير دمشق وتحديداً تحت عنوان «حلبوني جادة ابن سينا بناء الجابي»، وببيروت تحت عنوان «برج أبي حيدر خلَف دبوس الأصلي»، و دار الفجر الإسلامي وهي دار متخصصة في طباعة القرآن.
ووردت الأخطاء بخصوص عدم ترتيب الصفحات في عدد من السور، حيث ينتقل القارئ على سبيل المثال من الصفحة 389 إلى الصفحة 392 أي من الآية 35 من سورة القصص إلى الآية 51 من نفس السورة، ونفس الأمر يتكرر في الصفحة 415، حيث تأتي مباشرة بعدها صفحة رقم 418، حيث ينتقل القارئ من الآية 11 من سورة السجدة مباشرة إلى سورة الأحزاب، بينما الصفحتان 416 و417 جاءتا بعد الصفحة 411، نفس الخطأ تكرر في طبعة أخرى على رواية ورش عن الإمام نافع، وهي مجزأة وتحديدا في الجزء 29.
والظاهرة أثارت جدلاً كبيراً في أوساط المواطنين وحفظة كتاب الله، معتبرين إياها تقصيراً واضحاً في حق كتاب الله، وسط صمت الجهات الوصية والمخول لها قانونا بمراقبة هذه الكتب، خاصة في ظل تكرار فعل تغليب مبدأ العقلية التجارية لبيع الكتب القرآنية على مبادئ النزاهة والشفافية، وغياب ثقافة مراقبة ومراجعة هذه المصاحف من طرف الجهات الوصية على رأسها وزارتا الشؤون الدينية والتجارة بالتدخل لمراقبة منافذ البيع ودور النشر التي تسوق مثل هذه المصاحف ومنع هذه النسخ من التداول.
وخلال الطبعة الـ21 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، المنظم في الفترة من 26 أكتوبر/تشرين الأولّ- 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، سحبت السلطات 131 عنوانا بحجة مساسها بالدين الإسلامي والهوية وتاريخ الجزائر، وترويجها للإرهاب والتطرف والعنف.
المصدر: el-massa.com