وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا)؛ حرمتها العادات والتقاليد من تعلم القراءة والكتابة في صغرها، ففي ذلك التوقيت كانت البنات في قرية طمها بالفيوم، تحرم من الذهاب للمدارس.
ورغم جهلها بالقراءة إلا أنها تمنت أن تحفظ القرآن، لتأتيها الفرصة وهي في سن الـ57 بعد زواج أبنائها الـ6 وتفرغها، لتقضى سميرة عبدالستار 6 أعوام كاملة في حفظ القرآن عن طريق "السماع والتلقين" وتحصل على شهادة تقدير من المسجد الذي حفظت فيه.
إلى منطقة الهرم خرجت سميرة من قريتها مع زوجها، تستمع للقرآن عبر الراديو، وتتمنى أن تحفظه وتتلوه كما يفعل قارئ الراديو، لكنها لا تستطيع القراءة والكتابة: «فضلت كدة لحد ما ولادي الـ6 اتجوزوا».
من خلال صلاتها بمسجد قريب من المنزل عرفت السيدة بوجود دورة لتحفيظ القرآن الكريم، سرعان ما التحقت بها، ففيها ضالتها المنشودة: «قالولي هنعلمك من غير ما تكوني بتعرفي تقرأي وتكتبي، من خلال السماع والترديد».
طيلة 6 سنوات وهي تذهب إلى المسجد للحفظ، تردد خلف معلمة القرآن وتعود إلى منزلها تردد الآيات حتى تثبت فى ذاكرتها، وتعود فى اليوم التالي لتلاوة ما حفظته: «كنت بقعد قدام المحفظة وأردد وراها لحد ما أحفظ، ولما أروح أراجع على اللي حفظته عشان منساش».
كان دافع سميرة لحفظ القرآن أن يشفع لها يوم القيامة، وبعدما أتمت حفظه ظلت تراجعه فى فترات طويلة أخذت منها 6 سنوات أخرى: «بعدها الجامع عمل مسابقة للحفظ، فاشتركت وجبت 98% وشهادة تقدير»، تتذكر سميرة لحظة الاختبار، وهى متوترة، خشية أن تخطئ: «كنت عاملة زي التلامذة وأنا بمتحن».