ایکنا

IQNA

المدرسة القرآنية شرقي الكونغو الديمقراطية.. منارة في قلب دائرة العنف

12:03 - September 14, 2019
رمز الخبر: 3473691
كينشاسا ـ إکنا: تعتبر المدرسة القرآنية الواقعة في محيط المسجد الكبير في مدينة "بيني" شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية منارة في قلب دائرة العنف.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، دروس دينية تمكّن أطفال مدينة "بيني" شرقي الكونغو الديمقراطية من النهل من فقه الإسلام، والإستفادة من سيرة النبي محمد (ص)، وتعلّم لغة القرآن. منفذ روحي، يخفّف من التوتّر المطبق على منطقة تنبض أيامها على إيقاع هجمات المتمرّدين الأوغنديين، وينير عقول أطفال يسهل إنجرافهم واستقطابهم نحو العنف والجريمة.

وبرنامج دراسي حافل ومتنوّع تؤمّنه المدرسة القرآنية الواقعة في محيط المسجد الكبير بالمدينة، حيث تستقبل 150 طالباً مسجّلين بمختلف فصولها الدراسية، بينهم حمزة بن عمر، الفتى الذي لم يتجاوز الـ 12 من عمره.

وبلهجة واثقة بدت أكبر من سنّه، قال بن عمر: "أغادر المدرسة الأساسية في نحو الساعة (12.45/ بالتوقيت المحلّي)، للذهاب إلى المدرسة القرآنية وحضور الدروس هناك لمدة لا تقل عن ساعتين يومياً، مضيفاً: "حفظت جزءا من القرآن خلال 6 أشهر من الدراسة فحسب، وأنا فخور بانتمائي لهذه المدرسة".
المدرسة القرآنية شرقي الكونغو الديمقراطية.. منارة في قلب دائرة العنف
في السابق، كان وقت فراغ الصبي مخصّصا بأكمله للعب، غير أنّ إلتحاقه بالمدرسة القرآنية غيّر بوصلة حياته بشكل لافت، والأهم أنّه غيّر طريقة تفكيره وتعامله مع الأشياء، ومنحه وعياً نابعاً من ضرورة الإلتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحاثّة على نبذ العنف وتكريس مبادئ التسامح والسلام.

"اليوم لديّ ما أفعله، يتابع الصبي مبتسماً، وأشعر بأنّي بخير هنا".

وهذه المدرسة القرآنية التي تأسّست منذ نحو 15 عاماً، تكوّن سنوياً ما لا يقلّ عن 260 طالبا تتراوح أعمارهم بين الخامسة والـ 17 عاماً، وذلك ضمن دروس تقدّم بعد ظهر كلّ يوم، بحسب أبوبكر صويديك كومبي، أحد الأساتذة بالمدرسة.

ويوضح: "نحاول أن نجعل من الأطفال المسلمين أشخاصا متعلّمين ومتمكّنين من التعاليم السمحة للدّين الإسلامي، بما يمنحهم الوعي الكافي، حين يكبروا، لتجنّب الإنحراف والعنف اللذان يدمّران الإنسان".
المدرسة القرآنية شرقي الكونغو الديمقراطية.. منارة في قلب دائرة العنف
ومع أنّ الدور الذي تلعبه المدرسة القرآنية بمدينة "بيني" التي تعتبر مسرحاً لهجمات المتمرّدين الأوغنديين، يتجاوز بعده الديني المباشر، بما أنّها تكوّن أجيالا تنبذ العنف من منطلق القناعة الراسخة بضرورة التعايش السلمي، والمساهمة في خلق بيئة آمنة خالية من شبح الصراعات، إلاّ أنّها تشكو من نقص في المعدّات، بحسب كومبي، والذي لفت إلى أنّ "الكتب المستخدمة أضحت قديمة للغاية وممزّقة، ولذلك، فنحن في حاجة ماسّة إلى دعم من طرف مسلمي العالم، من أجل أن نتمكّن من ابتياع كتب بجودة أفضل، بما يمكّن الطلاب، تبعا لذلك، من الحصول على تعليم أكثر دقّة ووضوحا”.

وأضاف: “نحن في حاجة إلى المساعدة المالية بالأساس، لتوسيع المدرسة بما يسمح باستقبال المزيد من الطلاّب، كما نتطلّع، على المدى البعيد، إلى توفير التعليم الديني، ليس فقط لأبناء بيني، وإنّما لأطفال جميع مناطق البلاد”.

المدرسة القرآنية في بيني استطاعت، بفضل ما تقدّمه من دروس دينية تقي الأطفال مخاطر الإنزلاق إلى العنف والجريمة، أن تستقطب اهتمام الناس في المدينة، وتحظى، بالتالي، بشهرة واسعة النطاق، حتى لدي غير المسلمين.
المدرسة القرآنية شرقي الكونغو الديمقراطية.. منارة في قلب دائرة العنف
وكافيرا ماليكيدوغو، سيّدة مسيحية تبيع الموز قرب المسجد المركزي بـ “بيني”، قالت للأناضول إنّ “الأطفال الذين يرتادون المدرسة القرآنية يتحلّون بأخلاق عالية”، فـ “أنا ألتقيهم كلّ يوم تقريبا، وأنا منبهرة بحكمتهم وصلاحهم، ولو كنت مسلمة، لوددت أن يرتاد أبنائي هذه المدرسة”.

وتعدّ منطقة “بيني”، شرقي البلاد نحو 400 ألف مسلم من إجمالي 2 مليون نسمة فيما تفدر نسبة المسلمين في كامل أرجاء الكونغو الديمقراطية، بنحو 10 % من إجمالي عدد السكان الذي يناهز الـ 70 مليون نسمة، بحسب أحدث الإحصائيات الرسمية الصادرة في يوليو/ تموز الماضي.
المدرسة القرآنية شرقي الكونغو الديمقراطية.. منارة في قلب دائرة العنف
المصدر: رأي اليوم
captcha