ایکنا

IQNA

بمشاركة رسمية وشعبية واسعة..

مدارس بلغاريا الدينية الثلاث تفتتح عامها الدراسي الجديد

15:41 - September 17, 2025
رمز الخبر: 3501662
إکنا: في أجواء مفعمة بالتفاؤل والأمل، شهدت ثلاث مدن بلغارية احتفالات رسمية وشعبية واسعة بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد في المدارس الدينية، حيث تجمع الطلاب وأولياء الأمور والمعلمون وسط حضور لافت لممثلي المشيخة الإسلامية وشخصيات أكاديمية ودبلوماسية.

وتوزعت الاحتفالات على ثلاث مدن بلغارية ذات حضور إسلامي بارز هي شومن شمال شرق البلاد، مومتشيلغراد في محافظة كيردجالي جنوبًا، وروسه الواقعة على نهر الدانوب شمالًا. وتمثل هذه المدن مراكز مهمة للتعليم الديني الإسلامي، حيث تضم مدارس ومعاهد تشرف عليها المشيخة الإسلامية، وتؤدي دورًا محوريًا في الحفاظ على الهوية الإسلامية للمسلمين من أصول تركية وبوماقية.
 
وتختلف المدن الثلاث في خصائصها ومكانتها. فشومن مدينة تاريخية وثقافية عريقة تضم جامعة كبرى ومدرسة "نيوفاب" الإسلامية الشهيرة، بينما تتميز "مومتشيلغراد" بغالبيتها المسلمة وأنشطتها التعليمية والدينية النشطة، في حين تُعرف روسه بأنها ميناء اقتصادي رئيسي على نهر الدانوب وواجهة معمارية أوروبية تُلقب بـفيينا الصغيرة، مع بقاء دور المفتي المحلي بارزًا في رعاية شؤون المجتمع المسلم هناك.

شومن.. مدرسة "نواب" التاريخية

في أهم مدارس بلغاريا الدينية، مدرسة "نواب" التاريخية بمدينة شومن، افتتح العام الدراسي بحضور مفتي المنطقة مسعود محمدوف، ومفتي تيرغوفيشته عارف محمد، ونائب مفتي بروفاديا خير الله خيرولوف، إلى جانب القنصل العام التركي في بورغاس تولغا أوركون وعدد من الشخصيات الأكاديمية، بينهم أساتذة من جامعة شومن ومدير المدرسة شريف حسين. وقد وجّه الحضور كلمات تشجيعية للطلاب، فيما عبّر مدير المدرسة عن اعتزازه بالتقاليد التعليمية التي تعكس التواصل بين الأجيال متمنيًا عامًا مليئًا بالنجاحات والفخر.

إقرأ أيضاً:


مدرسة "نواب" التاريخية

تعدّ مدرسة "نيوفاب" مدرسة ثانوية إسلامية تمتد دراستها لخمس سنوات وتدمج بين العلوم العلمية والأدبية إلى جانب المواد الدينية. تأسست المدرسة عام 1922 لتكون المؤسسة التعليمية الإسلامية الوحيدة في بلغاريا، ولعبت دورًا حيويًا في الحفاظ على الحياة الدينية الإسلامية خلال النصف الأول من القرن العشرين قبل أن تُغلق في عام 1947 للمیلاد.

وتأسست المدرسة بموجب اتفاقية بين تركيا وبلغاريا عام 1913، لكن بداية الدراسة تأخرت حتى عام 1922 بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى. وكانت المدرسة بمثابة شريان حياة للثقافة الإسلامية، حيث أخرجت العديد من الأئمة والقضاة والكتاب والمثقفين الذين أثروا الساحة العلمية والثقافية للمسلمين في بلغاريا.

مومتشيلغراد.. رسالة أمل وتفاؤل

أما في مدينة "مومتشيلغراد" فقد شارك رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في بلغاريا فيدات أحمد إلى جانب عدد من المفتين المحليين في حفل الافتتاح، حيث دعا الطلاب إلى التمسك بروح الإبداع والجد والاجتهاد مؤكدًا أهمية الإخلاص في طلب العلم وتطوير القدرات.

روسه.. بناء جيل السلام والتعايش

وفي مدينة "روسه" بدأ الحفل بعزف النشيد الوطني البلغاري، أعقبه تلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت الطالب سباحتين حسن. وأكد مفتي المنطقة يوجيل حسين في كلمته الحاجة الماسة إلى بناء جيل متعلم ومسؤول يسهم في تحقيق السلام والعدالة، داعيًا الطلاب للنجاح والصحة
 
التعليم الإسلامي ركيزة الحفاظ على هوية مسلمي بلغاريا الدينية والثقافية

يشكل التعليم الديني الإسلامي في بلغاريا ركيزة أساسية للحفاظ على هوية المسلمين الدينية والثقافية بعد عقود من التضييق خلال الحقبة الشيوعية، وتضطلع المشيخة الإسلامية في جمهورية بلغاريا بدور محوري في الإشراف على المدارس والمعاهد الدينية المنتشرة في مختلف المدن، بما يضمن ترسيخ القيم الإسلامية وتعليم القرآن الكريم وتخريج جيل واعٍ قادر على الجمع بين الانتماء الوطني والهوية الدينية في إطار من الاعتدال والانفتاح.
 
المصدر: مسلمون حول العالم
captcha