وإن الدول العربیة مرّت خلال العقد الماضي بثورات وحرکات شعبیة کبیرة علی الصعید الإجتماعي والسیاسی والإقتصادي.
وحاولت الحکومات العربیة منذ ظهور فیروس کورونا المستجد منع إفتعال أي قضیة إجتماعیة أو سیاسیة إضافة الی مکافحة الوباء.
وقامت الحکومات بذلك خوفا علی أنفسها لأن الثورات المحتملة تهدد کیانها ووجودها أساساً.
وفي ظل تفشي فیروس کورونا في الدول العربیة لم تصدر إحصائیات دقیقة عن عدد الضحایا بالأخص في الدول التي تمرّ في ظروف حرب وعدم إستقرار کـ لیبیا والیمن اللتين کانتا یجب أن تکونا أکثر عرضة.
وتلقت الدول العربیة أول ضربة من الفیروس الذی تمثلت في الإقتصاد بعد وقف جمیع الرحلات السیاحیة التی کانت تجنی لبعض الدول دخلاً إقتصادیاً رئیسیاً.
والسعودیة کانت إحدی الدول المتضررة حیث أعلنت 4 مارس الماضی إلغاء جمیع رحلات العمرة کما أنها أعلنت عدم تأکدها من تنظیم حج هذا العام.
بالنظر إلى البلدان العربية الأخرى، نجد أن صناعة السياحة تمثل بشكل مباشر وغير مباشر حوالي 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، و 14 في المائة من الأردن، و 12 في المائة من تونس، و8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، وبما أن السياحة صناعة تعتمد على العمال والخدمات، فإن شلل النشاط الاقتصادي لهذه الدول بسبب الأزمة العالمية لفيروس كورونا يمثل ضربة قاسية للتوظيف وسبل العيش للعديد من الأسر في حین أن توقعات نمو عائدات السياحة في المنطقة قُدرت لتكون كبيرة خلال عام 2020 للميلاد، ولكن في غضون أسابيع قليلة، تحطمت هذه التوقعات.
وأخطر وباء في العالم ضرب العالم العربي بشدة، بينما تعرضت المنطقة قبل هذا لضغوط شديدة من أنظمة الدعم الاجتماعي الضعيفة وارتفاع معدل البطالة بين الشباب.