قطاع السیاحة في السعودية یتلقی ضربة موجعة من تفشي كورونا
وإن السیاحة الدینیة تعدّ قطاعاً مهماً بالنسبة الی إقتصادات دول الشرق الأوسط.
وقدّ تمكن هذا القطاع الصغير من تحقيق أسرع نمو في مختلف قطاعات الاقتصاد في بلدان الشرق الأوسط، وذلك بسبب عدم الاستقرار المستمر في سوق النفط والطاقة.
وبالنسبة الی السعودیة، کانت الأضرار الإقتصادیة کبیرة جداً لأن الحج یعد أحد مصادرها الإقتصادیة وإن المسلمین یقصدونها سنویاً لإحیاء مناسك الحج.
من ناحية أخرى، كانت السعودية ثاني أكبر وجهة سياحية في الشرق الأوسط مع أكثر من 16 مليون سائح في عام 2017 للمیلاد، ومع ذلك لا تزال السياحة في السعودية تشمل بشكل رئيسي السياحة الدينية، لكن قطاع السياحة الترفيهية والتاريخية في البلاد نما بشكل جيد وکان یتوقع المحللون أن تحل السیاحة محل النفط من حیث مستوی الإیرادات الإقتصادیة.
وبحسب الرؤیة التنمویة السعودیة فإن عدد السیاح المحلیین إبتداء من العام 2019 یجب أن یزداد سنویاً بنسبة 8 بالمئة والسیاح الأجانب بنسبة 5.6 بالمئة.
وجزء کبیر من السیاحة السعودیة یتمحور حول الحج حیث یقصد مكة المكرمة أكثر من ثلاثة ملايين حاج سنوياً خلال شهر ذي الحجة وحوالي مليوني معتمر خلال شهر رمضان، بالإضافة الی ما یقارب 4 ملايين معتمر في الأشهر الأخری.
ویتوقع المحللون ان إلغاء فریضة الحج لهذا العام سيکون ضربة موجعة للإقتصاد السعودي، بید أن الإیرادات النفطیة تکون 87 بالمئة من الدخل الإقتصادی السعودي وتلعب السياحة الدينية أيضًا دورًا مهمًا في اقتصاد البلاد.
هذا ویذکر أن الحج منذ تأسیس الدولة السعودیة العام 1932 للمیلاد لم یتأجل أو یلغی وبالتالی فإن إلغاء الحج بسبب تفشی فیروس کورونا المستجد یعد أمراً غیر مسبوق.
وکانت آخر مرة إلغی فیها الحج قبل 200 عام.
وبعد تفشي فيروس كورونا ووقف جمیع خطط التنمیة السعودیة خاصة المرتبطة منها بقطاع السیاحة، یتوقع المحللون أن تواجه رؤیة التنمیة السعودیة صعوبات في تقدمها.
وقد أوقفت السعودية السياحة الدينية والترفيهية على أمل تحسين الوضع ومنع انتشار فيروس كورونا المستجد، ويبدو أن الأهداف الحالية للمسؤولين السعوديين للسياحة في حالة من الغموض.
