ایکنا

IQNA

سريلانكا تجبر المسلمين على حرق جثث موتاهم المصابين بكورونا

12:22 - June 24, 2020
رمز الخبر: 3477083
كولومبو ـ إکنا: استغاثت الأقلية المسلمة في سريلانكا من العنصرية التي تعمل بها حكومة بلادهم في مواجهة وباء كورونا، حيث تستخدم السلطات الحاكمة وباء كورونا للتمييز ضد المسلمين؛ إذ يُجبر أفرادها على إحراق جثث موتاهم.

وكانت "فاطمة رينوزا" وهي في الرابعة والأربعين وأمٌّ لثلاثة أبناء وتنتمي للأقلية المسلمة في سريلانكا، قد دخلت مستشفى في الرابع من مايو/أيار بعد الاشتباه في إصابتها بـكوفيد-19.

السلطات حاصرتنا

كانت فاطمة تعيش في العاصمة السريلانكية، كولومبو، وكانت تعاني صعوبات في التنفس عندما اشتبهت السلطات في إصابتها بفيروس كورونا المستجدّ.

ويقول محمد شفيق، زوج فاطمة، إن السلطات حاصرت العائلة يوم دخول فاطمة المستشفى … عناصر من الشرطة والجيش، فضلاً عن مسؤولين، كانوا على باب منزلنا.

ويضيف: "تم إجلاؤنا قبل رشّ المطهرات في كل مكان. كنا خائفين لكنهم لم يقولوا لنا أي شيء. حتى الطفل الرضيع ذي الثلاثة أشهر خضع للفحص الطبي وساقونا كالكلاب إلى مركز الحجر الصحي".

وهناك احتُجزت العائلة ليلة واحدة لكنهم أطلقوا سراحنا في اليوم التالي، وأخبرونا بضرورة الانعزال لمدة أسبوعين. ثم ماتت فاطمة في المستشفى وحدها.

إجبار على توقيع أوراق

كان على ابن فاطمة الكبير أن يذهب إلى المستشفى ليتعرف على جثة أمه. وهناك أخبروه أنها لن تعود إلى منزل العائلة لأن الوفاة كانت جراء الإصابة بـكوفيد-19.

يقول الابن إنه أُجبر على توقيع أوراقٍ ترخّص إحراق جثة أمه، على الرغم من أن ذلك محظور في الديانة الإسلامية التي تعتبر إحراق الموتى انتهاكًا لحُرمة الجسد الإنساني.

يقول الأب شفيق: "أخبروا ولدي أن أجزاء من جثة أُمّه بحاجة إلى التقطيع لإجراء مزيد من الفحوصات. ولكن لماذا الحاجة إلى ذلك إذا كانت قد ماتت بسبب كورونا؟".
 
عائلة فاطمة بين عائلات أخرى في المجتمع المسلم في سريلانكا تتهم الحكومة باستخدام الوباء للتمييز ضدهم.

إرشادات منظمة الصحة العالمية

وتقول عائلات المجتمع المسلم في سريلانكا إن السلطات تجبرهم على إحراق جثث موتاهم بسبب الفيروس، على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية تقول إن الضحايا يمكن دفن جثثهم.

وتقول هذه العائلات إن ذلك يأتي في إطار سلسلة من حلقات التخويف التي تتعرض لها الأقلية المسلمة على أيدي عرقية السنهالا التي تمثل أغلبية سكان سريلانكا.

وفي أبريل/نيسان 2019، استهدف إسلاميون ينتمون إلى جماعات محلية مغمورة عددا من الفنادق والكنائس في العاصمة كولومبو وفي شرقي البلاد أسفرت عن سقوط أكثر من 250 قتيلا بينهم أجانب.

الهجمات المروعة، التي تبنّاها تنظيم "داعش" الارهابي تركت البلاد في حالة من الصدمة. ويشعر الكثير من المسلمين أن هذه التفجيرات الانتحارية تركتهم في دائرة الاتهام والشيطنة من جانب السريلانكيين.

مخاطر الدفن

ومنذ الحادي والثلاثين من مارس/آذار ووفاة أول مسلم متأثرا بالفيروس في سريلانكا، تعمِد بعض النوافذ الإعلامية إلى تحميل المجتمع المسلم لائمة تفشّي الفيروس في البلاد، على الرغم من أن السلطات لم تعلن سوى عن إحدى عشرة وفاة فقط جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ.

وقد أُحرقت كل جثث هذه الوفيات، بما فيها جثث المسلمين.

ويقول كبير أخصائيي علم الأوبئة في الحكومة السريلانكية، سوغاث سماراويرا، إن كل ضحايا كوفيد-19 وأولئك المشتبه في أن تكون وفاتهم جراء الإصابة به – أُحرقت جثثهم، لأن دفنها قد يتسبب في تلويث التربة.

ويشير سماراويرا إلى أن الخبراء في وزارة الصحة ينتهجون سياسة إحراق جثث قتلى كوفيد-19 من أجل خير المجتمع.

لكن نشطاء مسلمين وقيادات مجتمعية وسياسيين يطالبون الحكومة بإعادة النظر في قرار إحراق جثث قتلى كوفيد-19، ولا سيما المسلمين.

البلد الوحيد

تُعدّ سريلانكا الدولة الوحيدة بين 182 دولة عضوة في منظمة الصحة العالمية، التي تحرق جثث قتلى كوفيد-19، بحسب علي زاهر مولانا، الوزير السابق والمرشح لخوض الانتخابات العامة المقبلة.

وقال زاهر مولانا إن المجتمع المسلم في سريلانكا يمكن أن يتقبل قرار الحكومة إذا كان هناك دليل أو سَند علمي بأن دفن الجثث يشكل خطرا على الصحة العامة.
 
ويرى قادة في هذا المجتمع أن الحكومة اتخذت قرارها في إطار أجندة سياسية مظلمة ترسّخ للتقسيم العرقي في البلاد.

حرمة حرق جثث الميت

وكان قد أفتى المفتي الأسبق الدكتور نصر فريد واصل عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بإنه لا خلاف بين المسلمين في أن للإنسان حرمة وكرامة حيًّا وميتًا، كما يشير إليه قول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء: 70]، ومن كرامته بعد موته دفنه في اللحد أو القبر بالكيفية الشرعية التي بيَّنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما ورد عنه من السنة الصحيحة، ودَرَجَ عليه أصحابه والتابعون وسائر المسلمين إلى الآن، فلا يجوز بحالٍ إحراقُ جثث موتى المسلمين، ولم يُعرَف الحرقُ للجثث إلا في تقاليد المجوس، وقد أُمِرنا بمخالفتهم فيما يصنعون مما لا يوافق شريعتنا الغراء.
 
المصدر: machahid24.com
captcha