
إنَّ المسيحيين على اختلاف مذاهبهم يجمعون على المجي الثاني للسيد المسيح حيثُ ورد ذلك في الاناجيل الاربعة، فعلى سبيل المثال: فقد ورد في انجيل "متى" البشير الاصحاح 24 الاية 29 حتّى الاية 31 تحدثت عن مجي السيد المسيح (وفي الحال بعد مصائب تلك الايام؛ تُظلم الشمس ولا يضيء القمر؛ وتتساقط النجوم من السماء؛ وتتزعزع قوات السماء وتظهر في ذلك الحين علامة ابن الانسان في السماء فتنتحب جميع قبائل الارض ويرى الناس ابن الانسان (المسيح ) آتياً على سحاب السماء في كل عزة و جلال فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت الى جهات الرياح الاربع ليجمعوا مختاريه من اقصى السماوات الى اقصاها).
وكذلك نرى في الاصحاح 24 من نفس الانجيل المقدس؛ الاية 39 حتّى الاية 44: وهكذا يحدث عند مجي ء ابن الانسان؛ فيكون رجلان في الحقل؛ فيؤخذ احدهما ويُترك الاخر؛ وتكون امرأتان على حجر الطحن؛ فتؤخذ إحداهما وتترك الاخرى.
فاسهروا؛ لانكم لا تعرفون أي ّ يوم يجيء ربكم؛ واعلموا ان رب البيت لو عرف في أية ساعة من الليل يجيء اللص؛ لسهر وما تركه ينقب بيته.فكونوا انتم ايضاً على استعداد لانَّ ابن الانسان يجيء في ساعة لا تنتظرونها.
اما في الاصحاح 25 من نفس الانجيل المقدس وفق الاية 31 حتّى 46: "ومتى جاء ابن الانسان في مجده؛ ومعه جميع ملائكته يجلس على عرشه المجيد؛ وتحتشد امامه جميع الشعوب؛ فيفرز بعضهم على بعض؛ مثلما يفرز الراعي الخراف عن الجداء؛ فيجعل الخراف عن يمينه والجداء عن شماله؛ ويقول الملك للذين عن يمينه :تعالوا يا من باركهم ابي؛رثوا الملكوت الذي اهيأه لكم منذ انشاء العالم؛ لاني جُعت ُ فأطعمتموني؛ وعطشت فسقيتموني؛ وكنتُ غريباً فآويتموني؛ وعرياناً فكسوتموني؛ ومريضاً فزرتموني؛ وسجيناً فجئتم اليَّ.
فيجيبه الصالحون :يا ربُّ ؛متى رأيناك جوعان فأطعمناك؟ او عطشان فسقيناك؟ومتى رأيناك غريباً فآويناك؟ او عرياناً فكسوناك ؟ومتى رأيناك مريضاً او سجيناً فزرناك؟
فيجيبهم الملك: الحق اقول لكم: كل مرة عملتم هذا لواحد من اخوتي هؤلاء الصغار؛ فلي عملتموه!
ثمَّ يقول للذّين عن شماله: ابتعدوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المهيأة لابليس واعوانه: لاني جُعت فما اطعمتموني؛ وعطشت فما سقيتموني؛ وكنت غريباً فما اويتموني؛وعرياناً فما كسوتموني؛ ومريضاً وسجيناً فما زُرتموني.
فيجيبه هؤلاء :يا رب ُّ؛ متى رأيناك جوعان او عطشان ؛غريبا ً او عرياناً ؛مريضاً او سجيناً ؛وما اسعفناك؟
فيجيبهم الملك: الحقَّ اقول لكم :كلّ مرة ما عملتم هذا لواحد من اخوتي هؤلاء الصغار ؛فلي ما عملتموه .فيذهب هؤلاء الى العذاب الابدي ؛والصالحون الى الحياة الابدية.
فالسيد المسيح بعد قيامته المجيدة وفق المسيحيين؛ فإنه صعد الى السماء؛ فوفق انجيل مرقس البشير؛ في الاصحاح 16 الاية 19 حتّى الاية 20 : "وبعدما كلّم الرب يسوع تلاميذه ؛رُفع الى السماء وجلس عن يمين الله؛ اما التلاميذ فذهبوا يبشرون في كل مكان والرب يُعينهم ويؤيد كلامهم بما يسانده من الايات."
وكان السيد المسيح قد طلب من تلاميذه بعد قيامته المجيدة قال لهم: "اذهبوا الى العالم كله واعلنوا البشارة الى الناس اجمعين ؛كل من يؤمن ويتعمد يخلص ؛و من لا يؤمن يهلك".
ووفق انجيل البشير "متى" الاصحاح 24 الاية 3 حتّى الاية 8 تناولت الاتي: (وبينما يسوع جالسٌ في جبل الزيتون ؛سأله احد التلاميذ على انفراد :اخبرنا متى يحدث الخراب ؟ وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟
فاجابهم يسوع:"انتبهوا لئلا يضللكم احد ٌ. سيجيء كثيرٌ من الناس منتحلين اسمي؛ فيقولون :انا هو المسيح ! ويخدعون كثيراً من الناس وستسمعون بالحروب وباخبار الحروب؛فإياكم ان تفزعوا ؛فهذا لا بُدَّ منه؛ ولكنها لا تكون هي الآخرة ؛ ستقوم امةٌ على امةٌ؛ ومملكة على مملكة ؛ وتحدث مجاعات وزلازل في اماكن كثيرة؛ وهذا كله بدء الاوجاع.
فالمسيح سيجيء في سحابة بكل عزة وجلال في المجيء الثاني وكل من رفضه سيأمر بذبحهم.
تأريخ ميلاد المسيح
فإنَّ ميلاد السيد المسيح فصل ما بين عهدين هما: العهد القديم والعهد الجديد، فالعهد القديم هو عهد التوراة الموسوية؛ والعهد الجديد هو عهد البشارة والخلاص، فالعهد القديم هو عهد الناموس وعهد الشريعة اما العهد الجديد فهو عهد النعمة والفداء ، وقد اصبح تاريخ ميلاد السيد المسيح مبدأً لتقويم ميلادي تبتدىء به السنة الجديدة وذلك مرده الى:
- ان المسيح هو بداية الحياة ونهايتها ؛وهذا التقويم تم في القرن السادس الميلادي عندما نادى احد الرهبان ويدعى "ديونسيوس اكسيجوس "بوجوب ان تكون السنة الميلادية هي المعيار؛ بدل التقويم الروماني القديم؛ حيثُ اعتبر ذلك الراهب ان السيد المسيح ولد سنة 754 لتأسيس مدينة "روما "؛ ولاجل ذلك تمّ اعتماد ذلك التقويم الجديد بدءاً من سنة 532 ميلادية؛ الموافقة لسنة 1286 لتأسيس مدينة "روما "وفق الاسطورة الرومانية القديمة التّي تفيد ان مدينة روما تمَّ تأسيسها على يد الاخوين التوأمين "رومولوس و ريموس "اللّذين ارضعتهما الذئبة الرمادية ؛سنة 753 قبل ميلاد السيد المسيح.
والتقويم الميلادي منقسم حول اثنين: الاول :تقويم يولياني ويعتمده المسيحيون المشرقيون( الاورثوذكس) كالروس واليونان وهذا التقويم سمي كذلك؛ نسبةً الى الامبراطور الروماني "يوليوس قيصر" والذي اعتمده سنة 46 قبل ميلاد سيدنا يسوع المسيح، اما التقويم المعمول به عالمياً فهو التقويم الغريغوري الذّي أخذ حيزاً واسعاً في اوروبا الغربية ابان سيطرة باباوات الكنيسة الكاثوليكية على الغرب الاوروبي؛ واللافت ان الفرق بين التقويمين هو 13 يوماً؛ لذلك نرى ان قسماً من المسيحيين يعيدون عيد الميلاد المجيد يوم 25 كانون الاول من كل عام بينما يعّيد بعضاً من الاورثوذكس الذين بقوا يحتفلون بعيد الميلاد يوم 7 كانون الثاني لانهم ظلوا يعتمدون "التقويم اليولياني "ومنهم الاقباط في مصر (مرد ذلك الى بقاء الاقباط المصريين متأثريين بإرث الامبراطور "يوليوس قيصر "الذّي اعجب وافتتن بجمال "كليوبوترا ") والروس والارمن.
فالتقويم الميلادي هو تقويم شمسي بعكس التقويم الهجري الذّي هو تقويم قمري يعتمد على الاشهر العربية القمرية؛ وهذا ما يبرز التفاوت ما بين التقويمين الميلادي والهجري تباعاً. فالتقويم الميلادي فيه 365 يوماً ؛مع احتساب 366 في حال كانت السنة كبيسة ؛اما التقويم الهجري فهو يتألف من 354 يوماً او 355 يوماً.
النبي عيسى (ع) لقب بالمسيح
والمتمحور حول لقب المسيح؛ فإنَّ السيد المسيح سُمي كذلك؛ ومردُّ ذلك الى: كان اليهود يمسحون الملك ورئيس الكهنة عند انتخابه بأنَّ يسكبوا زيتاً مقدساً على رأسه فيصير "مسيحاً" أو "مسيح الله" كما حصل مع الملك "داود "عندما تمّ َ مسحه من قبل النبي "صاموئيل "خلفاً للملك "شاول".
فهذا الاسم او اللقب اعطي لكل رجل من رجال الله المكلفين برسالة الخلاص (كما هو وارد في انجيل القديس لوقا البشير الاصحاح 4 الاية 18.
فالمسيح هو احد اسماء الملك المخلص لشعبه من ذنوبه ؛وكما هو معلوماً فإَّ اليهود كانوا وما زالوا حتّى يومنا هذا ينتظرون "المسيح المنتظر "او المخلص.
اما عند المسيحيين فقد آمن المسيحيون بإنَّ المسيح هو الملك المخلص المنتظر كما هو وارد في سفر اعمال الرسل الاصحاح 4 الاية 27 والتي جاء فيها :(نعم تحالف في هذه المدينة هيرودس وبنطيوس بيلاطس وبنو اسرائيل والغرباء على فتك "قتل "القدوس يسوع الذّي جعلته مسيحاً ).
لذلك نجد عند المسيحيين ما يسمى "مسحة الروح "وهي هبة وعطية الروح القدس في العهد الجديد لكل من نال الخلاص واعترف بالمخلص "يسوع المسيح ".
وهناك رأي آخر ايضاً مفاده: ان المسيح سمي كذلك ؛لانه هو الوحيد في العالم والذي كان ممسوحاً من الخطيئة الاصلية التّي حملها ادم وحواء الى الجنس البشري؛ فهو الوحيد الذّي كان باراً وخالياً من الخطايا والمعصيات والدنس.
وهذا مثبت عند المسلمين ايضاً ؛ففي سورة "مريم" جاء في قوله تعالى في الاية 31(وجعلني مباركاً اين ما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً ) .
شجرة الكريسماس
إنَّ الانجليز والالمان هم من اوائل الشعوب التي احتفلت بعيد الميلاد وبوجود شجرة الميلاد ؛حيثُ ان الشجرة ترجع الى عادات وثنية وترمز الى ايضاً الى عادات دينية مأثورة على السواء.
اما وفق الاسطورة القديمة ووفق الانتروبولوجيا “ANTHROPOLOGY (اي دراسة علم الانسان ) فإنَّ الشجرة ترجع الى شجرة الصنوبر في احدى غابات المانيا ؛حيثُ كان احد الامراء على وشك ان يتم ذبحه كقربان ؛وهو معلق على شجرة صنوبر ؛فأتى احد المبشرين المسيحيين وانقذه وادخل المسيحية الى القبائل الجرمانية الوثنية.
وهذا المبشر المسيحي اخذ معه قسم من الشجرة التّي كان معلقاً عليها ذاك الامير الذّي كان من المفترض ان يكون "قرباناً بشرياً "ولكنه تم انقاذه ؛وهذا القسم من الشجرة اُخذ الى منزل ذاك المبشر ؛الذّي وضعه في احتفال عيد الميلاد المجيد ؛حيث ان كان هذا الجذع هو رمز الى خلاص ذاك الامير الجرماني ؛كما ان المسيح الصليب المعمول من الخشب هو رمز للخلاص والفداء المسيحي .
اما وفق العادات الدينية المأثورة ؛فإنَّ الشجرة وردت في العهد القديم (التوراة ) حيثُ ورد في سفر التكوين الاصحاح 2 ؛الايات 8 و9 :" وغرس الرب الاله جنة في عدن شرقاً؛واسكن هناك آدم الذي جبله .وانبت الرب الاله من الارض كل شجرة حسنة المنظر ؛طيبة المأكل ؛وكانت شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر ّ في وسط الجنة.
وفي نفس السفر؛ الاصحاح 2: الاية 16و 17 :( واخذ الرب الاله آدم واسكنه في جنة عدن ليفلحها ويحرسها واوصى الرب الاله آدم ؛وقال :"من جميع شجر الجنة تأكل ؛واما من شجرة معرفة الخير والشر ؛فلا تأكل منها ؛فيوم تأكل منها موتاً تموت".
وقد ارتبط لاحقاً سقوط الجنس البشري من الجنة ؛عندما اُخرج آدم وحواء منها ؛عندما عصيا كلمة الله الخالق واكلا من تلك الشجرة التي قال لهما الرب ؛لا تأكلا منها ؛بعد ان اغوتهما الحية (الافعى).
اما في العهد الجديد (الانجيل المقدس) فقد ارتبطت الشجرة بخلاص الجنس البشري ؛حيث ورد في انجيل القديس يوحنا البشير الاصحاح 6 الاية 33 حيث ان "المسيح هو خبز الحياة الذّي ينزل من السماء ويعطي العالم الحياة الابدية ".
ومن خشب الشجرة تم ّ صنع الصليب المقدس الذّي تم صلب السيد المسيح عليه ليكون كفارةً لكل خطايا البشر .وفي سفر رؤيا القديس يوحنا الاصحاح 2 الاية 7:” اجعل الغالب يأكل من شجرة الحياة في فردوس الله ".
فالمسيح هو شجرة الحياة الابدية ؛والذي يأكل من ثمار شجرة المسيح ستكون له الحياة الابدية ؛حيثذان ورق تلك الشجرة هو بلسم لشفاء الامم (وفق سفر الرؤيا الاصحاح 2:22)
فالمسيح هو شجرة الحياة التي نأكل منها من "الافخارستيا ": الافخارستيا كلمة يونانية وتعني الشكر ؛حيث ان المسيحيين يأكلون القربان المقدس في القداس يوم الاحد ؛وهذا القربان يرمز الى المسيح ؛(العشاء السري الاخير بين السيد المسيح وتلاميذه (الحواريين في الاسلام ) قبل صلبه.
وظلت الكنيسة الكاثوليكية تعتبر "الشجرة عادة وثنية "حتّى سنة 1982 عندما تمّ وضع شجرة الميلاد في ساحة القديس بطرس قرب قصر ابوستليك الباباوي في حاضرة الفاتيكان ؛ابان حبرية الحبر الاعظم البابا القديس الراحل "يوحنا بولس الثاني ".
وكانت الملكة البريطانية السباقة الى وضع تلك الشجرة الميلادية في قصر باكنغهام سنة 1840 .
اما النجمة التي تعلق على شجرة الميلاد فترمز الى الى الرمز السماوي اي الوعد الالهي بإرسال المخلص لخلاص العالم .
فالنجمة كانت الدليل التي قادت المجوس من بلاد فارس الى مكان ولادة السيد المسيح "له المجد "وقد جاء في انجيل "متى "البشير الاصحاح 2 الايتين 1و 2 (ولما ولد المسيح في بيت لحم اليهودية على عهد الملك هيرودس ؛جاء الى اورشليم (اي بيت المقدس او القدس الشريف ) مجوس ٌ من المشرق وقالوا :"اين هو المولود ملك اليهود؟ رأينا نجمه في المشرق ؛فجئنا لنسجد له ".
وفي نفس الاصحاح الاية 9 و10( وبينما هم في الطريق اذا النجم الذي رأوه في المشرق ؛يتقدمهم حتى بلغ المكان الذي فيه الطفل فوقف فوقه .فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً).
ونور النجمة يرمز عند المسيحيين الى نور السيد يسوع المسيح الذّي هو نور للعالم ؛والذّي يقودنا الى ملكوت السماء.
ويستعمل في الميلاد اللونين الاحمر والاخضر؛ فاللون الاحمر يرمز الى التضحية والفداء وسفك دماء السيدالمسيح لاجل خلاص البشرية.
اما اللون الاخضر فيرمز الى التجدد والامل .(اما اللون الاخضر في الاسلام فيرمز الى اهل بيت رسول الله ع) .
اما شخصية "بابا نويل "فهي الشخصية الميلادية التي ترمز الى القديس "نيكولاوس"اليوناني والذّي كان يعيش في آسيا الصغرى (اليوم تركيا) والمتوفي سنة 343 ميلادية كان يوزع الهدايا والاموال على الفقراء والمساكين.
مكانة النبي عيسى(ع) في القرآن
فإنَّ السيد يسوع المسيح والذّي يسميه القرآن الكريم "بعيسى ابن مريم "؛حيثُ اعطاه مكانة خاصة وفريدة واستثنائية ؛حيثُ ان اسم السيد المسيح ورد في القرآن الكريم 25 مرة؛بينما رسول الاسلام ابو القاسم محمد بن عبدالله ورد 5مرات (4 مرات اسم ورد بإسم محمد ومرة واحدة بإسم احمد كما هو وارد في سورة الصف الاية 6) .
فالسيد المسيح " هو كلمة الله "كما ان المسيحيين يؤمنون بذلك ؛ لانه هو الكلمة "والتي جاءت وفق اليونانية "لوغوس "اي الكلمة ؛
ففي سورة النساء الاية 170 جاء في قلوله تعالى (انّما عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه ).
وهذا ما جاء في انجيل القديس "يوحنا البشير "الاصحاح 1 الايات 1و2و3 و 4
(في البدء كان الكلمة ؛والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ؛هو في البدء كان عند الله ؛به كان كل شيء ؛وبغيره ما كان شيءٌ مما كان .فيه كانت الحياة وحياته كانت نور الناس .)
وفي القرآن الكريم ؛نجد كلمة "وجيهاً "والتي تم منحها للسيد المسيح ؛{وجيهاً في الدنيا والآخرة } حيث ُ جاء في قوله تعالى في سورة آل عمران الاية 45 (إذ قالت الملائكة يا مريم إنَّ الله يبشرك بكلمةٍ منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين )
والشفاعة هي لقب الهي اعطي للمسيح ؛لانَّ الشفاعة في الاسلام هي فقط لله عزّ وجل ؛كما جاء في سورة الزّمر الاية 44( ولله الشفاعة جميعاً )
وكذلك فإنَّ السيد المسيح وفق القرآن الكريم هو "روح الله " حيثُ جاء ذلك سورة النساء الاية 170 (وكلمته القاها الى مريم و روح منه )
وبحسب ما فسر الامام الرازي كلمة "روح منه "اي انه روح الله لانه واهب الحياة للعالم في اديانهم ".
وكما وان السيد المسيح وفق القرآن الكريم هو عالم بالغيب وكما هو معلوم فإنَّ الغيب هو سر مختص بالله عزّ وجل ؛ولكن القرآن الكريم نسب للمسيح "علم الغيب "حيث قال القرآن الكريم بلسان السيد المسيح (وأنبئكم بما تأكلون و ما تدخرون في بيوتكم ) سورة آل عمران “49 “.
كما وان المسيح وفق القرآن الكريم "هو الغلام الزّكي "كما جاء في قوله تعالى في سورة" مريم " الاية “19” .
وقد اجمع العلماء المسلمون و المفسرون امثال الطبري والرازي والزّمخشري على ان "كلمة زكياً" تعني :
"صافياً و نقياً وبلا خطية "
كما وان الحديث عن السيد المسيح لا يمكن فصله عن امه "العذراء مريم " البتول ؛حيث ُ ان القرآن الكريم ؛افرد لها سورة خاصة بها ؛ولم يفعل الله ذلك مع امهات المؤمنين من زوجات الرسول الكريم محمد او بناته .
فولادة المسيح هي بحد ذاتها اعجوبة مقدسة حيث تم حمل السيدة مريم العذراء بقدرة الهية دون اي زرع رجل كما وان القرآن الكريم كرّم السيدة العذراء بقوله تعالى في سورة "التحريم" الاية 12 "ومريم ابنت عمران التّي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ".
فهي المحصنة الفرج والبتول ؛ولاجل ذلك هي سيدة نساء العالمين وهي اية مقدسة مع ابنها المسيح "وجعلنا ابن مريم وامه اية".
كما وان السيد المسيح هو اية ورحمة من الله وفق سورة مريم الاية 21 " ولنجعله ايةً للناس ورحمة منا وكان امراً مقضياً"، فالمسيح هو "رحمة "اعطاها رب العالمين للبشر .
(ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء).
والسيد المسيح هو الشافي في القرآن الكريم (وابرىء الاكمه والابرص واحيي الموتى بإذن الله) سورة آل عمران الاية 49، وكما وان التحرر والخلاص ارتبط ايضاً في التعاليم الزرادشتية برؤية "اهورمازدا "اله الخير ؛فإنَّ المسلمين ينتظرون ظهور السيد المسيح في آخر الزمان مع الامام محمد المهدي عجل الله فرجه الشريف ؛ليملأن الارض قسطاً وعدلاً بعد ان ملئت ظماً وجوراً .
فالمسيح هو نقطة الالتقاء ومحور اساسي لجميع الديانات ؛التّي تنتظر الخلاص الابدي.
بقلم الأستاذ الياس أفرام الحلبي