ایکنا

IQNA

الإمام الجواد(ع) أثبت جدارته من خلال تألقه الفكري في المحاججة

16:46 - July 10, 2021
رمز الخبر: 3481816
عواصم ـ إکنا: الامام محمد الجواد(ع) هو  الامام التاسع في سلسلة أهل البيت(ع)، ولد في المدينة المنورة سنة 195 هـ،في رعاية أبيه الامام الرضا(ع)، وفي ظروف سياسية متوترة بين أقطاب الخلافة العباسية وبالتحديد بين الأمين والمأمون.
أثبت الامام الجواد(ع) جدارته من خلال تألقه الفكري في المحاججة
واستدعى المأمون الامام الرضا عليه السلام الى «مرو» في خراسان وأجبره على قبول ولاية العهد، وكان من ذلك ان بقي ولده الامام الجواد عليه السلام في المدينة وهو لايزال صبياً، ويبدو أن في ذلك فلسفة توحي بالحرص على ضمان بقاء خط الامامة في الامة.

واغتيل ابوه (الامام الرضا عليه السلام) في خراسان، لتواجه الامة مشكلة حلول الامامة في صبي لم يتجاوز سبع سنوات من عمره فكيف يتحمل الامام الجواد عليه السلام مسؤولية الامامة وشؤونها وهو في هذه السن الصغيرة.

ولكن تألقه الفقهي والفكري في المحاججة والمناظرات أثبت جدارته وعاد الى الاذهان نبي الله تعالى عيسى عليه السلام عندما بعث رسولاً نبيًا وهو في المهد صبياً، وكذلك نبي الله تعالى يحيى عندما آتاه الله الحكم صبياً.

واستُدعي الامام الجواد عليه السلام الى  العاصمة العباسية "بغداد" وكعادة الخلفاء العباسيين في محاولة استقطاب الموالين لاهل البيت عليهم السلام فقد أقدم المأمون على تزويج ابنته ام الفضل من الامام الجواد عليه السلام مما أشعل المعارضة مرة أخرى في بيت الخلافة العباسية.

لكن المأمون نظم مجلس مناظرة بين الامام الجواد عليه السلام، وبين العلماء والفقهاء في الدولة وعلى رأسهم قاضي الدولة العباسية يحيى بن اكثم، حيث ألجمهم الامام(ع) بأجوبته التي تدل على فقهه وعلمه الواسع.

مارس الامام الجواد عليه السلام مسؤوليته في توعية الامة، وللتصدي للفساد والجهل، وانتهج ما يلي:

1-  التدريس  والحث على الكتابة والتدوين لأحاديث اهل البيت(ع) ونشرها عبر العلماء والرواة.
 
2- توزيع الوكلاء في القرى والامصار كدعاة وتبليغ للاحكام الشرعية.

3- أسلوب الحوار والمناظرة والمحاججة العلمية أمام الجمهور.

وهكذا هم آل النبي الائمة الكرام عليهم السلام أقطاب رائعة في الفقه والعقيدة والفكر الاسلامي بذلوا جهوداً جبارةً في حماية الاسلام والمسلمين من الانحرافات بصورها، ولكن مصيرهم ما بين محارب أو مقتول أو مسموم، وكان هذا مصير الامام الجواد(ع) في مثل هذه الايام سنة 220هـ.
 
بقلم الكاتب والصحفي الكويتي "د. عبدالهادي عبدالحميد الصالح"
captcha