ایکنا

IQNA

فتاة مصرية تتحدى إعاقتها بحفظ القرآن وتعلم نفسها ذاتياً + فيديو

14:02 - October 03, 2021
رمز الخبر: 3482770
القاهرة ـ إکنا: تحدّت الفتاة المصرية التي تبلغ من العمر 16 عاماً وتعيش في منطقة قروية بمحافظة "قنا" المصرية، "ندا أحمد برديسي" إعاقتها بحفظ 7 أجزاء من القرآن الكريم وتسعى لاستكمال حفظ القرآن كاملاً.

والتحدى لم يكن للإعاقة التى حرمتها من حياة طبيعية فحسب، لكن التحدى الأكبر كان موجهاً لفئات مريضة من المجتمع ترى أن ذوى الإعاقة ليس لهم أن يحيوا حياة طبيعية كأقرانهم من الأصحاء، وتحبط محاولاتهم للإبداع والخروج من قوقعة العزلة التى تفرضها الظروف الصحية للإعاقة، وهو ما تجسد واقعياً فى نموذج "ندا أحمد" صاحبة الـ 16 عاماً والتى تعيش فى منطقة قروية بمحافظة "قنا" المصرية.

وبلوغها سن الـ 16 عاماً كان بمثابة الإعلان الرسمى عن موهبة مدفونة مثل مئات المبدعين المنسيين داخل النجوع والقرى بقنا، فكان أول قراراتها بعد الحصول على بطاقة الرقم القومى، هو التقدم لهيئة تعليم الكبار بقنا، للحصول على شهادة محو الأمية بعد أداء الامتحان والاستكتاب حتى تتمكن من استكمال تعليمها والالتحاق بالشهادة الإعدادية تمهيداً لاستكمال تعليمها الجامعى.
 
وحصولها على شهادة محو الأمية ونجاحها فى الاختبار من أول مرة لم يكن هو التحدى، لكن التحدى كان فى إصرارها على تعليم نفسها دون الإعتماد على أى مدرس أو مساعدة من أحد، حيث استطاعت من خلال الهاتف المحمول تعليم نفسها ذاتياً، حتى تمكنت من إجادة القراءة والكتابة، لتثبت لنفسها وغيرها أنها قادرة على تحقيق المستحيل وسطر صفحات مضيئة من النجاح.

وتحدى الأمية والتحرر من ظلمات الجهل، لم يكن الأول لـ"ندا" لكنها تمكنت من حفظ 7 أجزاء من القرآن الكريم بأحكامهم وتسعى لاستكمال حفظ القرآن كاملاً، فضلاً عن إتقانها التسويق الشبكى عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة وكلها أمل أن توفر من وراء ذلك عائد يمكنها من أداء العمرة وزيارة قبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

رغم الإعاقة التى تصنفها من "قصار القامة" والتى تجعلها من أوائل المستحقين لدعم الدولة، إلا أنها لم تحصل حتى الآن على أى معاش من الضمان الاجتماعى أو الخدمات التى خصصتها الدولة لذوى الإحتياجات الخاصة، ليس تقصيراً من الدولة، بقدر ما هو جهل بالخدمات التى تقدمها الدولة لهذه لفئة ذوى الإعاقة.

وقالت ندا أحمد عطاالله برديسى، 16 عاماً ، شاء الله تعالى أن أكون من فئة ذوى الإعاقة، لكنها طالما بعيدة عن العقل فلابد أن يكافح الإنسان و يصر على التحدى و تحقيق المستحيل، وأكرمنى المولى عزوجل  بحفظ 7 أجزاء من القرآن الكريم حتى الآن، إضافة إلى تعليم نفسى القراءة والكتابة ذاتياً من خلال الهاتف المجمول الذى حصلت عليه من خلال مشاركتى فى التسوق الشبكى.

وتابعت " ندا" خلال رحلتى مع الكُتاب وحفظ القرآن الكريم كان ومازال والدى هو من يتولى حملى وتوصيلى إلى كُتاب القرية وينتظرنى حتى انتهى من حصة الحفظ، لذلك أتمنى أن توفر لى الدولة كرسى متحرك يساعدنى على التنقل من المنزل إلى مكتب تحفيظ القرآن الكريم أو التنقل داخل قريتى لتخفيف العب ء عن والدى.

وتتمنى "ندا" أن تتمكن من أداء العمرة وأن يكون لديها مكتب لتحفيظ القرآن الكريم وأن تحظى بمقابلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فضلاً عن تفعيل الدولة لقوانين مكافحة التنمر حتى يتمكن ذوى الإعاقة من ممارسة حياتهم بعيداً عن أى مضايقات يسببها الآخرين بكلماتهم أو نظراتهم.

فيما قال أحمد عطاالله برديسى" مدرس لغة عربية" تأخرت فى إلحاق ابنتى " ندا " لفصول محو الأمية للحصول على الشهادة حتى حصلت على بطاقة الرقم القومى بعد إتمامها سن الـ 16عاماً، و خلال الفترة القادمة سوف أقدم لها أوراق الالتحاق بالمرحلة الإعدادية حتى تستكمل رحلتها التعليمية التى تحلم بها.

وأضاف برديسى بأن "ندا " رغم عدم التحاقها بمدارس، إلا أنها تجيد التحدث باللغة الانجليزية والتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى، لدرجة أنها من أنشأت لى حساب على موقع " فيس بوك" ، فضلاً عن حفظها لـ 7 أجزاء من القرآن الكريم وتعليم نفسها القراءة و الكتابة.

وقال ياسر السمهودى، مدير فرع تعليم الكبار بمحافظة "قنا" المصرية، نستقبل بشكل دائم الراغبين فى التحرر من الأمية، وخاصة الحالات والنماذج الفريدة من ذوى الهمم التى تحظى باهتمام ورعاية من الدكتور عاشور عمرى، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، والتى نسعى لتذليل كافة العقبات أمامهم ومساعدتهم فى استكمال رحلتهم التعليمية.
المصدر: صدى البلد
کلمات دلیلیة: فتاة ، مصریة ، ندا أحمد ، حفظ القرآن
captcha