ایکنا

IQNA

الحكومة الفرنسية تقصي مجلس الديانة الإسلامية

15:02 - December 17, 2021
رمز الخبر: 3483836
باريس ـ إکنا: في خطوة مفاجئة، وقعت الحكومة الفرنسية شهادة وفاة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ومن ثم عدم التعامل معه، وذلك بعد نحو 19 سنة من الشراكة، وهو القرار الذي قوبل برفض واستهجان من قبل هذا المجلس، الذي يرأسه الفرنسي من أصل مغربي، محمد موسوي.

والقرار أعلنه وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، في حصة يبثها بالشراكة كل من راديو وتلفزيون لوكسمبورغ "آر تي آل" وقناة "آل سي إي" وصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.

وقال المسؤول الفرنسي: "لقد مات المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية، التمثيل القنصلي للإسلام ـ المغربي والجزائري. لم يعد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، موجوداً بالنسبة للسلطات الفرنسية، لم يعد هو الممثل للجالية المسلمة بالنسبة للجمهورية".

والقرار قوبل بالرفض من قبل المجلس، الذي أصدر بياناً هاجم فيه وزير الداخلية الفرنسي: "هذا التصريح غير مقبول، لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون"، وقدّر البيان بأن قرارا من هذا القبيل، لا يمكن أن يحسم فيه وزير في رد على سؤال صحفي.

وأوضح مجلس الديانة في البيان الذي وقعه رئيسه محمد موسوي، أنه لم يتلق إخطارا بهذا القرار، واعتبر الأمر معيباً في تعامل السلطات العمومية مع هيئة تمثيلية للدين الإسلامي، وشدد على أن المجلس سيبقى ممثلاً للديانة الإسلامية أمام مختلف اللجان الوطنية والأوروبية، وكذا بقية الديانات الأخرى، وسيستمر في التواصل مع السلطات العمومية في القضايا التي تهم الديانة الإسلامية، والاحتفاليات الرسمية، وفق البيان.

ومعلوم أن مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا، تم إنشاءه في عام 2003، ويضم مختلف فدراليات المساجد، غير أنه دخل في أزمة صراعات، منذ إعلان الحكومة الفرنسية عن رغبتها في إنشاء ميثاق مبادئ للإسلام في فرنسا، يحظر تدخل الدول الأجنبية (…) في إدارة الشأن الإسلامي في فرنسا، وكذا سعي باريس إلى قولبة الإسلام بما يتماشى وحساباتها السياسية، وهو الميثاق الذي تم رفضه من قبل بعض الفدراليات، قبل أن تنسحب من المجلس.

ويأتي القرار المفاجئ للسلطات الفرنسية، بعد نجاح مسجد باريس الكبير، الذي يرأسه الجزائري شمس الدين حفيظ، وثلاث منظمات إسلامية فرنسية في انتخاب "المجلس الوطني للأئمة"، وذلك بالرغم من رفض المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية.

ووصف الإنجاز الذي حققه مسجد باريس بـ”التاريخي” حينها، واعتبر تحد ناجح للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي عبّر عن رفضه لهذه الخطوة، التي سحبت منه إمكانية تنصيب مجلس مواز في 12 ديسمبر الجاري، وقد حاول عرقلة تنصيب المجلس المنتخب، عن طريق العدالة، غير أنه فشل.

وبانتخاب مسجد باريس ومعه، مجلسا وطنيا للأئمة، تم سحب البساط من تحت أقدام المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، لأن المجلس المنتخب هو الذي بات يملك صلاحية منح الاعتمادات للأئمة الناشطين في فرنسا، والذين باتوا خلال السنوات الأخيرة محل مساومات من قبل السلطات الفرنسية، التي تريد تكوينهم وفق اعتبارات تتماشى ورؤيتها لتسيير هذا القطاع الحساس في المستعمرة السابقة، والتي لا تنسجم بالضرورة مع حقيقة الديانة الإسلامية، شعائر ومعتقدات.

بعض القراءات الإعلامية التي خاضت في هذه التطورات الدراماتيكية، رأت في قرار السلطات الفرنسية باعتبار "مجلس الديانة الإسلامية" ميتاً، عربون ثقة من قبل باريس للتصالح مع الجزائر، لاسيما وأن القرار جاء بعد أيام قلائل من زيارة وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، إلى الجزائر.

المصدر: الشروق
captcha