وتعليقاً على المجزرة التي ارتكبها النظام السعودي بحق العشرات من السجناء لديه، أصدر تجمع العلماء المسلمين في لبنان البيان التالي:

لم يعد هناك من شك أبداً بأن النظام في المملكة العربية السعودية خاصة في أيام ولي العهد الحالي محمد بن سلمان هو نظام مجرم وإرهابي وعدو للإنسانية وظالم ويفتقد لأدنى مستويات العدالة، فبعد جريمته المروعة بحق الصحافي جمال خاشقجي وتقطيعه بالمناشير وإذابة جسده بالأسيد، ها هو اليوم يقوم بإعدام العشرات من أبناء الجزيرة العربية المظلومين والمحتجزين في سجونه وأقبيته السوداء، والتي تعرضوا فيها لأشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ما لم يقم به حتى أعتى الأنظمة الديكتاتورية، كل ذلك على مرأى من العالم الذي لم يحرك ساكناً ولم تبادر مؤسساته التي تصف نفسها بالإنسانية لاتخاذ إجراءات بحق هذا النظام الظالم، والأبشع من ذلك كله أن هذا النظام ما زال يحتفظ بمقعد في مؤسسات إنسانية دولية ويسعى لترؤس بعضها، ما يؤكد أن هذه المؤسسات لا قيمة لها ولا تعبر حقيقة عن العنوان الذي تتخذه الذي بات شعاراً خالياً من أي مضمون.

إن الشعب في الجزيرة العربية ينظر اليوم بكثير من الأسى والاستهجان والاستغراب لسياسة الكيل بمكيالين التي يتبعها من يسمي نفسه بالعالم الحر، فتراه يقيم الأرض ولا يقعدها عما حصل في أوكرانيا وتعمى أعينه عما يحصل في فلسطين واليمن وسوريا والعراق واليوم وكل يوم في المملكة العربية السعودية.

إن هذه الجريمة النكراء تؤكد أن النظام السعودي لم يتخلَ عن العقيدة الوهابية التي ترفض الآخر وتكفره وتقتله، والتي كانت سبب مصائب الأمة منذ أن أنتجتها المخابرات البريطانية وإلى يومنا الحالي، وهنا نؤكد أن هذه العقيدة لا تفرق بين أي مذهب من مذاهب المسلمين بل تطال بتكفيرها لهم كل المذاهب بما فيها مذاهب أهل السنة والجماعة، فكل الآخر خارج عن الدين وهي بذلك تشابه الفكرة الصهيونية التي هي بدورها سبب بلاء أمتنا ولن ترتاح الأمة إلا باقتلاعهما من الجذور.

إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ ندين هذا العمل الجبان والإجرامي والذي يعبر عن ضعف هذا النظام، ندعو شعوب الأمة الإسلامية والشعب في الجزيرة العربية للتعبير عن سخطهم على هذه الجريمة النكراء، وندعو مؤسسات حقوق الإنسان لملاحقة النظام السعودي وحكامه أمام المحاكم الدولية باعتبار ما ارتكب يمثل جريمة ضد الإنسانية.

ويتوجه تجمع العلماء المسلمين في هذه المناسبة لعوائل الشهداء بالتحية والعزاء ويعتبر أولادهم شهداء الرأي الحر والموقف الصلب والشجاع، ويدعو الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم الفسيح من جناته.