وتدور أحداث الرواية حول رحلة ينتقل فيها تلميذ القرآن بصحبة معلمه إلى المستقبل، حيث تعم الهداية الأرض جميعاً، وتعم معها البركات والخيرات والتطور العلمي والتقني، لكن لا يُسمح لتلميذ القرآن بتسجيل أي شيء ما عدا المعارف القرآنية، وما عدا الأوصاف العامة لمظاهر التحضر العلمي والأخلاقي.

وفي الرواية يسافر تلميذ القرآن عبر المراكب العجيبة، إلى العواصم الكبرى للعالم، ليسمع الحوارات والندوات القرآنية، فيراها، وكيف عم فيها الهدى والصلاح والتقوى، وكيف كان القرآن الكريم هو الملهم والمحرك والدافع لكل ذلك التطور والتحضر.

والكتاب عبارة عن تفسير موضوعي مختصر لمواضيع القرآن الكريم جميعاً، وقد اكتفى فيه بذكر المواضيع القرآنية، وما ورد فيها من الآيات الكريمة، مع انتقاء بعضها وذكر تفسيره المختصر الذي يحدد معناه بسهولة ويسر، اهتداء بهدي القرآن الكريم الذي اختصر جميع مواضعه في سورة الفاتحة، ليكون القارئ على تبصرة بكل المحتويات، قبل الخوض في التفاصيل.

والكتاب ـ كما يذكر المؤلف ـ المقدمة الضرورة السادسة لسلسلة [التنزيل والتأويل]، ويتناول القسم الأول من خصائص القرآن الكريم، وهي خاصية الهداية، وقد ذكر أنه ـ من خلال استقراء ما ورد في القرآن الكريم بشأنها ـ تتضمن أربعة معان كبرى، خص كل معنى منها بفصل خاص:

أولها: الأسس التي تقوم عليها الهداية، والتي لا يمكن أن تتحقق من دونها، وقد أشارت إليها كل الآيات التي تذكر الهداية القرآنية، فهي تقصرها على من لم تحل بينهم وبينها الحجب، وتجعلها خالصة لمن وفروا لأنفسهم الأهلية والقابلية.

وقد ذكر المؤلف في هذا الباب ما ورد في القرآن الكريم من التحذير من الحجب التي تحول بين الإنسان وتنزل الهداية عليه، وهي عشرون حجاباً، منها حجاب الهوى، وحجاب الذنوب، وحجاب الحرص، وحجاب الرفاه‏، وحجاب الكبر، وحجاب الجهل، وحجاب النفاق‏، وحجاب الكفر، وحجاب التقليد، وحجاب الأماني‏، وحجاب الإعراض‏، وحجاب الاعتداء، وحجاب العجلة، وحجاب الكذب.. وغيرها.

ثم ذكر الآيات الكريمة التي تتحدث عن معارج الهداية، أو السبل والوسائل التي يستعملها من يريد أن تتنزل عليه الهداية بصورتها الابتدائية أو الكاملة، وقد ذكر الكثير من المعارج، منها معراج التقوى والورع، ومعراج الإيمان والإسلام، ومعراج المواجيد والمشاعر، ومعراج العلم والمعرفة، ومعراج المدارك الحسية، ومعراج المدارك العقلية، ومعراج الاتباع والاقتداء، ومعراج الاعتبار والتبصر، ومعراج المجاهدة والإلهام.

ثانيها: الهداية للحقائق الكبرى، ابتداء من معرفة الله وانتهاء بمعرفة الكون والحياة والإنسان وكل العوالم التي ذُكرت في القرآن الكريم، وكيفية التعامل معها، وقد ذكر فيه سبع معارف قرآنية كبرى، وأولها: معرفة الله، وقد تطرق فيه للتقديس والتنزيه، والكمال والعظمة، والرحمة والعناية، والربوبية والحاكمية.. ثانيها: معرفة النبوة، وقد تطرق فيه للنبوة والهداية، والوحي والبشرية، والصلاح والإصلاح، والآيات والبينات.. ثالثها: معرفة الإنسان، وقد تطرق فيه للخلافة ومؤهلاتها، والتكريم والعناية.. رابعها: معرفة الكون، وقد تطرق فيه للكون والله، والكون والحياة، والكون والعبادة، والكون والتسخير.. خامسها: معرفة السنن، وقد تطرق فيه للسنن والثبات، ومدرسة السنن.. سادسها معرفة الملائكة، وقد تطرق فيه للملائكة والهداية، والعبودية والطاعة، وخصائص وطاقات، وتكاليف ووظائف.. سابعها: معرفة المعاد، وقد تطرق فيه للموت والبرزخ، والبعث والنشور، والحشر والحساب، والجزاء والعقوبة.

ثالثها: الهداية للقيم والوظائف التي كُلف الإنسان بمراعاتها، والتي لا يمكن التعرف الدقيق عليها من دون هداية إلهية، وقد تطرق فيه إلى أربع أركان كبرى لهذا النوع من الهداية، وأولها: التهذيب والتصفية، وقد ذكر فيه: الجحود، والإعراض، والضلال، والكذب، والخداع، والافتراء، والاستعلاء، والعجب، والكبر، والعداوة، والحسد، والقتل، والنهب، والقذف، والمنع، والخذلان، والاحتقار، واللؤم، والفحش، والنجوى، والإسراف، والمجاهرة، والنجاسة، والحرام، والفاحشة.. وثانيها: الشعائر التعبدية، وقد تطرق فيه للشعائر التعبدية الكبرى، وهي: الصلاة، والتلاوة والذكر والدعاء، والصوم، والحج.. وثالثها: المقامات الروحية، وقد تطرق فيه لمنازل السلوك الروحي، وهي: الخشية، والرجاء، والتوبة، والإخلاص، والتوكل، والشكر، والمحبة.. ورابعها: الأخلاق السامية، وقد تطرق فيه للقيم الأخلاقية الكبرى التي وردت في القرآن الكريم من الصدق، والأدب، والسماحة، والسخاء، والعدل، والشجاعة، والإحسان.

رابعها: غايات الهداية، ذلك أن لكل طريق غايات تحدد مساره، وتجعل السائر فيه أكثر اندفاعاً ونشاطاً وحماسةً، وقد ذكر فيه أربع غايات كبرى للهداية، وأولها: الحقيقة الخالصة، وتطرق فيه إلى ردود القرآن الكريم على أسباب التيه والضلال، والنظريات المرتبطة بها.. وإلى الهدى والنور الذي وضعه الله تعالى في كتابه ليجلي الحقائق بأجمل صورة وأكملها.. ثانيها: الكمال الإنساني، وتطرق فيه ـ أولا ـ لنماذج عن الكمال الإنساني في القرآن الكريم، والمتمثلة في الآيات التي جمعت أوصاف المؤمنين، وهي: المسلمون، والمؤمنون، والمتقون، والمكرمون، والأبرار، والصادقون، والمجاهدون، وأولو الألباب، والمفلحون، والمتوكلون، والسابقون، وعباد الرحمن.. ثم ذكر صفات وخصائص المجتمع الفاضل، وهي: التعارف، والتواصل، والتكافل، والتناصح.. ثم ذكر صفات وخصائص الحكومة العادلة، والمتمثلة في الحاكمية، والخلافة.. ثالثها: السعادة الأبدية، وتطرق فيه ـ أولا ـ  للسعادة الدنيوية، والتي تتمثل في الطمأنينة، والتمكين، والرفاه، والإشراق.. ثم السعادة الأخروية، وما ورد في القرآن الكريم عن أهل الجنة، ومشاهد النجاة والفوز.

وقد ذكر المؤلف أنه لم يطرح في هذا الكتاب، وعند بيان معاني الآيات الكريمة التفاصيل المرتبطة بمعانيها إلا ما تمس الحاجة إليه، لأن تفاصيل ما ذكره سيتحدث عنه في الأجزاء الخاصة بكل موضوع.

ويذكر المؤلف أنه انتقى في تفسير الآيات أسهل التفاسير وأبسطها مع التصرف فيها طبعا، بحسب الشروط التي ذكرها في الأجزاء السابقة، فابتعد عن كل ما يثير الحساسيات الطائفية، أو يحول القرآن الكريم إلى مادة للجدل والسجالات التي لا تفيد القارئ سوى الصراع، ولهذا كانت مصادره من مدارس مختلفة، وتصرف فيها بحسب ما تقتضيه الضرورة.

وننبه في الأخير إلى أنه يمكن تحميل الكتاب الجديد من موقع المؤلف ـ كسائر كتبه ـ وهذا رابط الكتاب بجزئيه:
https://www.aboulahia.com/c120.html
https://www.aboulahia.com/c121.html
أو من خلال تطبيقه المجاني، والذي يحوي هذه السلسلة وغيرها من كتبه القرآنية، وهو على الرابط التالي:
 https://play.google.com/store/apps/details?id=com.aboulahia.noure

بقلم الباحثة الجزائرية "نورا فرحات"