کل منّا یمر بلحظات بؤس ویعیش مرارة تجعله یشعر بغم شدید لایجد مخرجاً منه حتی إنه یفقد السیطرة علی نفسه وکأنما تنتهي الحیاة في عینه.
وفي مثل هکذا لحظات یبحث الإنسان عن ملاذ لیجد فیه الإطمئنان ویناجیه و یطلب منه الإغاثة.
ویناجیه قائلاً: "أَنْتَ إِلٰهِى أَوْسَعُ فَضْلاً، وَأَعْظَمُ حِلْماً مِنْ أَنْ تُقايِسَنِى بِفِعْلِى وَخَطِيئَتِى، فَالْعَفْوَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ، سَيِّدِى سَيِّدِى سَيِّدِى، أنَا يا رَبِّ الَّذي لَم أستَحيِكَ فِي الخَلاءِ، ولَم اُراقِبكَ فِي المَلاءِ، أنَا صاحِبُ الدَّواهِي العُظمى".
إن العبارة في الأعلی رفعها الإمام علی بن الحسین(ع) عام 714 للميلاد فخاطب بها رب العالمین مضیفاً "إِلٰهِى رَبَّيْتَنِى فِى نِعَمِكَ وَ إِحْسانِكَ صَغِيراً، وَنَوَّهْتَ بِاسْمِى كَبِيراً، فَيا مَنْ رَبَّانِى فِى الدُّنْيا بِإِحْسانِهِ وَتَفَضُّلِهِ وَنِعَمِهِ وَاَشارَ لي فِي الاْخِرَةِ، اِلي عَفْوِهِ وَكَرَمِهِ مَعْرِفَتي يا مَوْلاي دَليلي عَلَيكَ وَحُبّي لَكَ شَفيعي، اِلَيكَ وَاَنـَا واثِقٌ مِنْ دَليلي بِدَلالَتِكَ وَساكِنٌ مِنْ شَفيعي اِلي، شَفاعَتِكَ اَدْعوُكَ يا سَيدي بِلِسان قَدْ اَخْرَسَهُ ذَنْبُهُ رَبِّ اُناجيكَ، بِقَلْب قَدْ اَوْبَقَهُ جُرْمُهُ".
ثم یقول (ع) "إِلٰهِى إِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلىٰ مِنْكَ بِالْعَفْوِ ؟ وَ إِنْ عَذَّبْتَ فَمَنْ أَعْدَلُ مِنْكَ فِى الْحُكْمِ ؟ ارْحَمْ فِى هٰذِهِ الدُّنْيا غُرْبَتِى، وَعِنْدَ الْمَوْتِ كُرْبَتِى، وَفِى الْقَبْرِ وَحْدَتِى، وَفِى اللَّحْدِ وَحْشَتِى، وَ إِذا نُشِرْتُ لِلْحِسابِ بَيْنَ يَدَيْكَ ذُلَّ مَوْقِفِى، وَاغْفِرْ لِى مَا خَفِىَ عَلَى الْآدَمِيِّينَ مِنْ عَمَلِى".
ثم يقول الامام زين العابدين(ع): "لا ذَنْبَ لي فَرَبّي اَحْمَدُ شَيء عِنْدي وَاَحَقُّ بِحَمْدي اَللّـهُمَّ اِنّي اَجِدُ، سُبُلَ الْمَطالِبِ اِلَيكَ مُشْرَعَةً وَمَناهِلَ الرَّجآءِ اِلَيكَ مُتْرَعَةً، وَالاِْسْتِعانَةَ بِفَضْلِكَ لِمَنْ اَمَّلَكَ مُباحَةً وَاَبْوابَ الدُّعآءِ اِلَيكَ، لِلصّارِخينَ مَفْتوُحَةً وَاَعْلَمُ اَنَّكَ لِلرّاجي بِمَوْضِعِ اِجابَة وَلِلْمَلْهوُفينَ".
الإمام علی بن الحسین (عليهما السلام) أبدع في مناجاة ربّه في الدعاء الذي سمی بدعاء أبي حمزة الثمالي" وهو سبیل نحو عودة الإنسان إلی ربّه ومن أجل أن یلوذ الإنسان به إلی ربه کلما إنقطع منه الأمل.