ایکنا

IQNA

الدراسات القرآنیة في تونس والدبلوماسیة القرآنیة الإیرانیة ـ التونسیة

10:30 - May 11, 2022
رمز الخبر: 3485891
طهران ـ إکنا: شرح عدد من الأكاديميين والباحثين في العلوم القرآنية من إیران وتونس الدراسات القرآنیة وسابقتها في تونس مطالبین جمیعاً بتعزیز الدبلوماسیة القرآنیة بین إیران وتونس، وإقامة العلاقات القوية بين الأكاديميين في البلدين.

ونظمت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) ندوة "الدراسات القرآنیة في تونس؛ التیارات والتوجهات"   بالتعاون مع الدائرة العامة الدولية للتبليغ التابعة لرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامیة والمستشاریة الثقافیة الإیرانیة لدی تونس في مقرّها بالعاصمة الايرانية طهران. 

وحاضر في هذه الندوة التي أقیمت  عبر الفضاء الافتراضي، كل من الأکادیمی المدرس في فرع الحضارة الإسلامیة بجامعة الزیتونة التونسیة، و رئیس هيئة تحریر مجلة "مداد" القرآنیة الدولیة "الدكتور علي محمد المخلبي"، والكاتب والباحث الايراني في الدراسات القرآنية، والمستشار الثقافي الايراني الاسبق لدى تونس "سيد حسن عصمتي".

وقال الدكتور علي محمد المخلبي إن مجلة "مداد" القرآنية الدولية مجلة فصلية تصدر في تونس وتتطرق الى الدراسات القرآنية، قائلاً: "تحتوي هذه المجلة  على مقالات قرآنية من المراكز العلمية المرموقة في العالم الإسلامي كالأزهر، كما تضمّ العديد من المقالات من مراكز البحوث غير التونسية".

وأشار الى أنه "قد تم نشر مقالات من بعض المراكز اللبنانية وشخصيات علمية إيرانية مهمة كالدكتور "محمود واعظي"، و"الدكتورة زينب السادات قوام" في هذه المجلة"، مبيناً: "نولي اهتماماً خاصاً بالمراكز البحثية، وخاصة المراكز التي تتعامل مع مستقبل الأمة الإسلامية، بما في ذلك الجامعات المغربية والمصرية".

وأضاف أن مجلة "مداد" القرآنية الدولية هي فصلية متخصصة حيث قرائها أكاديميون، كما أننا نعمل علی إصدارها بطریقة إلکترونیة لتصبح في متناول ید الجمیع في العالم.

وأشار الى أن مجلة "مداد" القرآنية تتخذ توجهاً نقدیاً في الدراسات القرآنیة التونسیة وإنها تسلط الضوء علی روح القرآن بغض النظر عن الأسالیب والمناهج والتوجهات الغربية.
الدراسات القرآنیة في تونس والدبلوماسیة القرآنیة الإیرانیة ـ التونسیة
وصنّف مدير وحدة البحوث القرآنية بمركز "مسارات" لدراسات العلوم الانسانية في تونس الدراسات القرآنیة التونسیة إلی ثلاثة أقسام رئیسیة من حیث التفسیر وهي ما تسمی بالتفسیر "السلامي"(محمد المختار السلامي) و"تفسیر یوسف الصدیق" و"التوجه التفسیري لـ الطالبي". 

وفي معرض اشارته إلى القضايا العامة التي تطرح على مستوى المجتمع، كقضايا الأسرة والميراث وخصائص الدولة الإسلامية والقرآنية النموذجية، قال الدكتور مخلبي: "تعتمد جامعة الزيتونة في تونس على نهج تفسير "السلامي" في مناقشة مثل هذه القضايا".

ووصف تفسير "السلامي" بتفسير بسيط وبعيد عن أي تعقيد وقال: "هذا التفسير يسعى إلى تقديم شرح عام للكلمات والآيات القرآنية ويشرح القضايا الشخصية والاجتماعية للمواطنين وقد لعب دوراً مهماً في مواجهة المتطرفين في تونس".

وقال المخلبي إن الاتجاه الثاني للدراسات القرآنية في تونس يقوم على تفسير الحركة الاستشراقية، ومن أمثلة ذلك تفسير يوسف الصديق حیث يسعى الصديق فی تفسیره إلى تطبيق المناهج العلمية الغربية ويؤكد ضرورة التمييز بين نصوص القرآن ومعانيه.

واعتبر الأكاديمي التونسي هذا أن الاتجاه الثالث لتفسير القرآن في تونس يقوم على تفسير الطالبي، وقال: "هذا الاتجاه هو نتيجة الاتجاهين الأول والثاني ويريد حلّ مشاكل المسلمين بالرجوع إلى القرآن، بينما يؤكد تفسير الصادق على ضرورة تفسير القرآن على أساس النهج الغربي".

وإستطرد رئیس هيئة تحریر مجلة "مداد" القرآنية التونسیة قائلاً: إن إستراتیجیتنا في المجلة هي تنویع البحوث العلمیة الصادرة في مجال العلوم القرآنیة. 

وتحدث بعده المستشار الثقافي الإیراني الأسبق لدی تونس "عصمتي"، مشيراً الى مكانة القرآن في تونس تاريخياً، قائلاً: "إن المدرسة الإفریقیة في الدراسات القرآنیة وضع أساسها مع "عقبة بن نافع" في مدينة "القيروان" التونسية وهذا دلیل علی الجذور التأریخیة للدراسات القرآنیة في تونس". 

وأشار عصمتي إلی إصدار تفاسیر شهیرة في تونس منها تفسیر "تحریر المعنی السدید وتنویر العقل الجدید من تفسیر الکتاب المجید" لـ "محمد طاهر بن محمد"(توفي عام 1393 للهجرة) من کبار الفقهاء المالکیین وهو تفسیر إجتماعي وأخلاقي وتربوي وسیاسي ومن خیرة التفاسیر وضمن أکثرها عصریة في العالم الإسلامي.

واعتبر الباحث الايراني في الدراسات القرآنية دور الصوفية مهم للغاية في تعزيز وتوسيع فهم القرآن في تونس، قائلاً: "قد استفد العديد من مشايخ الصوفية من التفاسير الشهيرة للقرآن الكريم بما في ذلك "مجمع البيان في تفسير القرآن" الذي يعدّ من أهم التفاسير الشيعية للقرآن الكريم، وهو من تأليف الفقيه والمفسر الشيعي الفضل بن الحسن الطبرسي (469 - 548هـ).

وفي معرض حديثه عن مستقبل العلاقات القرآنية بين إيران وتونس، أكد عصمتي ضرورة تعزيز التواصل بين الباحثين الايرانيين والتونسيين في الدراسات القرآنية، مطالباً بتفعيل الدبلوماسية القرآنية بين البلدين، كما شدد على ضرورة إتاحة ترجمة نظريات العلماء والباحثين الإيرانيين في الدراسات القرآنية للباحثين في تونس والمراكز العلمية والبحثية في الدولة التونسية الشقيقة.
الدراسات القرآنیة في تونس والدبلوماسیة القرآنیة الإیرانیة ـ التونسیة

4052234

captcha