وعقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الأسبوعي وتدارست الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة وصدر عنها البيان التالي:

برز اليوم إلى العلن الخلاف الذي حذرنا منه أثناء الحديث عن تشكيل حكومة أبان ولاية فخامة الرئيس ميشال عون، حيث قلنا أنه ستنشأ عن عدم تشكيلها خلافات حول دستورية انعقادها ودستورية القرارات التي ستصدر عنها، وكان يمكن أن نتلافى هذا الإشكال بأن يُعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية غير أن المصالح الحزبية الضيقة تقدمت في تلك المرحلة على مصلحة الوطن العليا. واليوم هناك حاجة ماسة إلى قرارات تصدر عن الحكومة بغض النظر عن مشروعية جلساتها تتعلق بأشياء مصيرية يحتاجها المواطن ولا يمكن تأمينها إلا بقرارات تصدر عن مجلس الوزراء، وكان من الممكن أن نتجاوز مشكلة المشروعية في عقد الجلسات فيما لو حضر جميع الوزراء، أما مع اعتراض بعضهم وعدم حضورهم الجلسة فإن ذلك سيسبب مشكلة تتعلق بقانونية القرارات الصادرة مع العلم أنها قرارات ضرورية لمصلحة الوطن والمواطنين، وبالأخص موضوع الاستشفاء والدواء خاصة أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة، لذلك فإن تجمع العلماء المسلمين يدعو الفريق المقاطع لتجاوز الإشكال الدستوري وحضور الجلسات وعدم تمرير سوى القرارات التي تتعلق بحاجات المواطنين الضرورية والتي يشكل عدم تأمينها خطراً على صحتهم العامة، فإن الحس الوطني والمسؤولية الوطنية تفرض اتخاذ هكذا موقف.

إن تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع هيئته الإدارية ومناقشتها للأمور المستجدة على الساحتين المحلية والإقليمية تعلن ما يلي:

أولاً: يدعو تجمع العلماء المسلمين الفريق المقاطع لجلسات الحكومة بالتراجع عن هذا القرار لمصلحة المواطن التي ستتعرض للخطر في حال عدم عقد هكذا جلسة، ويعتبر أن حضور هذا الفريق سيمنع من إصدار قوانين أو قرارات لا تتعلق بالقضية الضرورية التي لا يمكن أن تؤمن سوى بقرار صادر عن مجلس الوزراء. 
 
ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام جنود العدو الصهيوني بإطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين المنتفضين في مخيم الدهيشة اعتراضاً على إجراءات العدو الصهيوني ما أدى إلى استشهاد الشاب عمر مناع بعد إصابته برصاصة في الصدر، ويدعو التجمع إلى مواجهة إجراءات العدو الصهيوني بموقف واحد ومن خلال القوة العسكرية والانتفاضة الشعبية، فهذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الصهيوني.

ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام مملكة البحرين ومن بعدها الإمارات العربية المتحدة باستقبال رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ، في الوقت الذي يقوم العدو الصهيوني بارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، ويعتبر تجمع العلماء المسلمين أن هذه الزيارة طعنة لإرادة الجماهير العربية التي عبرت عن رأيها بوضوح برفض التطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف بوجوده والذي ظهر جلياً في مباريات كأس العالم.

 رابعاً: يؤكد تجمع العلماء المسلمين على أن ما يحصل في الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو من إعداد أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والموساد، وأن هذه الأخيرة تستغل بعض المطالب التي يمكن تحقيقها من خلال التواصل مع الحكومة لإشعال فتنة مذهبية وقومية وهذا الأمر لم ينجح ولن ينجح وما حصل من خلال الزيارة الناجحة لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي إلى كردستان خير دليل على ذلك، إضافة إلى أن تمسك الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحقوقها في الحصول على التكنولوجيا النووية لن تتأثر بهذه الأحداث ولن تقدم إيران أي تنازلات تحت الضغوط وأمام التهديدات.