وعقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين في لبنان اجتماعها الأسبوعي وتدارست الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة وصدر عنها البيان التالي:

"مرت عطلة الأعياد ومن المفترض أن يتحرك السياسيون باتجاه العمل على إيجاد حلول للأزمة المستعصية التي هم في أغلبهم أحد الأسباب الأساسية لها، فهم لم يتوافقوا على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهم يعلمون علم اليقين أن هذا الانتخاب هو مفتاح الحل للأزمة والذي يترتب عليه انطلاق المؤسسات الدستورية في عملها، وهم أنفسهم يضعون العراقيل أمام قيام حكومة تصريف الأعمال بواجبها بتسيير أمور البلاد والعباد ضمن الحدود الدنيا، وتأمين المستلزمات الضرورية التي لا يمكن للبلاد أن تعيش من دونها كالكهرباء والدواء والغذاء، وها هو البلد اليوم يدخل في العتمة الشاملة لأن أطراف الحكومة مختلفين فيما بينهم حول كيفية إدارة البلد في هذه الفترة إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية ما أدى إلى بقاء ناقلات النفط في عرض البحر وتفرض عليها ضرائب تأخير يومية بآلاف الدولارات تُدفع من جيب المواطن، وقد يتبين من خلال التحقيقات أن بعض من يساهم في عدم إطلاق سراح هذه الناقلات هو شريك في الشركة المالكة للناقلات ويستفيد من ضرائب التأخير كما اعتدنا في هذا البلد الذي ينخره الفساد في كل جوانب إداراته.

وفي المنطقة وبالخصوص في القضية الفلسطينية تشتد هجمة المتطرفين الصهاينة والتي ظهرت من خلال الاقتحام الذي قام به وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، في حين أن الشباب الفلسطيني يسجل أروع المواجهات البطولية الأسطورية في الضفة الغربية، أما السلطة الفلسطينية فما زالت تتمسك بالاتفاقيات التي مزقها العدو الصهيوني منذ زمن بعيد وجاراها العالم المستكبر في ذلك وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية بدلاً من التضامن مع شعبها وحمايته.

إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع الهيئة الإدارية ودراسة الأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية نعلن ما يلي:

"أولاً:يدعو تجمع العلماء المسلمين إلى مبادرة القوى السياسية خاصة صاحبة الكتل البرلمانية الكبرى في المجلس النيابي لخوض حوارات ثنائية وأخرى جماعية من أجل التوصل إلى التوافق على رئيس يمكن له أن يحظى بأكثرية توصله إلى سدة الرئاسة، وينطلق العمل بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على وضع الحلول للأزمات المستعصية.  

ثانياً: يدعو تجمع العلماء المسلمين الأطراف المشاركة في الحكومة لتجاوز الخلافات الشخصية والفئوية والحزبية، والخروج من المناكفات السياسية وتسجيل النقاط على بعضهم البعض، وتقديم مصلحة المواطنين والاجتماع ولو لمرة واحدة حالياً لوضع علاج للقضايا المستجدة وعلى رأسها مسألة إدخال الفيول إلى معامل الإنتاج الكهربائية، إذ لا يجوز إدخال البلد في العتمة الشاملة، وقد وعدتموهم بعشرة ساعات تغذية.

ثالثاً: يبارك تجمع العلماء المسلمين للأسير المحرر كريم يونس نيله الحرية بعد أربعين عاماً قضاها في السجن، ويدعو التجمع لوضع حل لمسألة الأسرى الباقيين خاصة الذين طالت مدة أسرهم، ويدعو التجمع الجمعيات الدولية لمنع الحكومة الصهيونية من إقرار قانون إعدام الأسرى الذي يعتبر انتهاكاً لكل المواثيق والقوانين الدولية التي ترعى حقوقهم في فترة أسرهم.

 رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للشعب الفلسطيني البطل الذي خرج فجر اليوم للالتحاق بصلاة الفجر في المسجد الأقصى رغم إجراءات العدو الصهيوني المشددة، ويتوجه التجمع بالتحية للمرابطين داخل المسجد ويدعوهم لليقظة ومواجهة الاقتحامات الفجائية للمتطرفين الصهاينة وطردهم من باحات المسجد الأقصى منعاً لتكريس واقع التقسيم الزماني والمكاني الذي يسعى له العدو الصهيوني.