وهناك بعض ممن یعارض الدین ویعارضون کل معرفة أساسها العقل والفطرة الزکیة یزعمون أن أساس الإیمان بالله هو الجهل ویعتقدون أن الإنسان کلما شعر بالعجز في حیاته وواجه معاناة لم یقدر علی حلّها آمن بمن هو قادر علی حلّ کل المشاکل وهو الله.
وللردّ علی هؤلاء یجب القول التالي:
أولاً: لو کان الجهل أساس الإیمان بالله کان یجب علی الجاهل أن یکون أکثر إیماناً من العالم.
ثانیاً: لو کان أساس الإیمان بالله الجهل کان یجب أن تدعو الکتب السماویة الناس إلی الجهل ولیس العلم ولکن بالفعل نری أن الدیانات تدعو إلی العلم فقال تعالی "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"( المجادلة، 11) وقال تعالی "هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"(الزمر / 9).
ثالثاً: لوکان أساس الإیمان الجهل لکان العلماء أکثر الناس جهلاً.
من الواضح أن اكتشاف القوانين الطبيعية ومعرفة أسرار الوجود فعالان للغاية في توجه الإنسان نحو الله والإيمان به.
مقتطفات من كتاب "أصول العقيدة(التوحيد)" بقلم المفسر الايراني للقرآن "الشيخ محسن قرائتي"