وجود القيامة ضرورة لابدّ منها وإنها دليل على أن الله سوف يحاسب الخلق على أعمالهم وأن خلق الكون ليس عبثياً سيحاسب الإنسان على أعماله.
ولنفترض أن هناك ضيافة قام بها رجل ثري وعين فريقاً للضيافة والحراسة وبالتالي دخل بعض الأشرار وعبثوا في الضيافة فساداً وقتلوا ودمروا و خرجوا ألا يجدر بالمضيف معاقبتهم؟
هكذا هو الكون الذي خلقه الله وجعل فيه نعماً كثيرة کما جاء في القرآن الكريم: "بَدِیعُ السّمواتِ والاَرض"(الأنعام/ 101) و"الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ"(السجدة / 7)، "و كلّ شَى عنده بِمقدار"(الرعد / 8)، "كَتَبَ على نَفسِه الرّحمَة"(الأنعام / 12)، و"خَلَقَ لَكم ما فِى الاَرضِ جَمعیا"(البقرة / 19)، اِنّا زَیّنَا السّماءَ الدّنیا بِزِینَةٍ الكَواكِب(الصافات / 6)، و"فَالمقَسّماتِ اَمرا"(الذاريات / 4)، و"فَالمُدبّراتِ اَمرا"(النازعات / 5) حتى برز أشرار واستولوا على نعم الله وسرقوها من العباد.
فلم يخلق الله الخلق عبثاً ولا لعباً، وإنما خلق الخلق جميعه لحكمة كما جاء في الآية الـ191 من سورة "آل عمران" المباركة "رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ".
وخلق هذا العالم يكون على أساس الحق ومن أجل نمو وابتلاء الناس على أساس القوانين والسنن، وينتهي طريق الانسان إلى الله، كما جاء في الآية الـ165 من سورة "البقرة" المباركة "اِنّا لِلّه و اِنّا اِلَیه راجِعون".
ويؤكد الله تعالى أن الدنيا مزرعة سيكتب كل ما فيها "وَلِتُجزى كلّ نَفسٍ بِما كَسَبَت"(الجاثية / 22) وأن هناك يوم حساب لا مفر منه "كلّ نَفسٍ بما كسبت رهینة"(المدثر / 38).
وكما قال لقمان لإبنه یا بُنىَّ اِنّها اِن تَكُ مِثقالَ حَبَّة مِن خَردَلٍ فتَكُن فى صَخرة أو فى السّموات أو فى الاَرض یَأتِ بهَا اللّه"(لقمان / 16).
مقتطفات من كتاب "أصول العقائد الاسلامية" بقلم الباحث الايراني في الدراسات القرآنية " الشيخ محسن قرائتي"