ایکنا

IQNA

من مميزات الرسالة الإسلامية السمحاء

15:01 - April 24, 2023
رمز الخبر: 3490265
بيروت ـ إکنا: إن رسالة الإسلام سمحاء سهلة متوافقة مع الفطرة والعقل والعلم والحياء وهي تتميز بأصالة الرحمة، وأصالة الانسانية، وأصالة الحرية، وأصالة العزة، وأصالة السلم.

من مميزات الرسالة الإسلامية السمحاءوإن رسالة الإسلام سمحاء سهلة متوافقة مع الفطرة والعقل والعلم والحياء وهي تتمتع بميز عديدة:

أولاً : أصالة الرحمة: فكل هذا الوجود مغمور بالرحمة الإلهية من لباس الوجود مروراً بلباس الجود وصولاً إلى لباس الخلود.

فهذه الألبسة الثلاثة ـ إن صح التعبير ـ تدل على أصالة الرحمة الإلهية التي يعتبرها الإسلام أصلاً أصيلاً وركناً ركيناً وعماداً ثابتاً ومدماكاً راسخاً في صلب الرسالة الإسلامية.

إن الله المتعال البسنا لباس الوجود بعدما كنا في كتم العدم من باب الرحمة والتفضل ولو كان أمر الإيجاد بيد غيرنا لابقونا في كتم العدم ولبخلوا علينا بهذه النعمة الكبرى.

ومن مظاهر الرحمة الأخرى بعد نعمة الوجود هناك نعمة الجود، فللإنسان في الإسلام حق الطعام والشراب واللباس والدفء والزواج وقضاء الشهوات المحللة والسكن والعمل والإستشفاء والإستقلال والأمن والرفاه والعلم والراحة والإستقرار وحرية التنقل.

وكل هذه الأمور هي من الجود الإلهي الذي ينبغي وصوله إلى كل أحد، وما نراه عكس ذلك الأن إنما هو بسبب السرقة والإحتكار والنصب والإحتيال والربا والغش والخداع والبطش واستخدام القوة والإغتصاب والإستكبار والإستعمار والعنصرية.

ومن مظاهر الرحمة أيضاً نعمة الخلود، فالإنسان متى حاز على نعمة الوجود صار من الخالدين والموت إنما هو عملية انتقال إلى عالم آخر، قد يقول قائل ماذا تقول إن كان الخلود في النار؟ وللجواب نقول: إن الأصل هو الخلود في الجنة. وإنما الخلود في النار هو بسبب شقاء العبد وخروجه من ربقة الإنسانية إلى ظلمة اللاإنسانية، بل إن النار مطهرة للذنوب والمعاصي.

إن كل شيء بنظارة الاسلام تشمله الرحمة الآلهية، الرزق والصحة والأمان وحب الأبوين لولديهما وحب الطيور والحيوانات لصغارها والطعام والشراب والأشجار والثمار والأراضي والماء والهواء والعبادات و... كل هذا رحمة من الله وكل شيء غير هذا بسبب سوء اختيار الناس وبسبب سوء استخدامهم لهذه النعم.

ثانياً: أصالة الانسانية: فنحن عندما نصف النبي(ص) بالوصف العالي نقول: الانسان الكامل، فالإنسانية ينبغي لحظها ومراعاتها في الاسلام بسائر الوضعيات والظروف، فمثلاً كل انسان له حق  الهداية، وكل كبد له حق الطعام والشراب فإن (الاكباد حرى).

لاحظوا الاحاديث عن الكبد الحرى مختلفة الالفاظ، كل كبد له حق في الاسلام حتى لو لم يكن إنساناً.

وممنوع في الإسلام مواجهة الفطرة الإنسانية والتضاد معها وحديث وأبصة خير شاهد، وممنوع في الإسلام تحميل أي أحد أي  مسؤولية إلا مع العلم، وممنوع تكليف الناس بما لا يطاق، وحرمة الدم والمال والعرض مصانة، وتبقى الأصول الإنسانية محفوظة حتى في حالات الحرب، فعدم الإجهاز على جريح من المسلمات وإطعام الأسير من المسلمات.

فمن الأمثلة مثلاً عدم قبول الرسول الأعظم(ص) بالتفريق بين أحد الأسرى مع آخر للرحم الجامعة بينهما، وأمير المؤمنين(ع) أمر بإطعام قاتله قبل استشهاده، وهكذا رفض الرسول الأعظم(ص) تسميم المياه للأعداء، والإمام السجاد(ع) أجار وآوى عائلة مروان بن الحكم بالرغم من غدره بأمير المؤمنين(عليه السلام) وطلبه من والي المدينة بقتل الامام الحسين عليه السلام، وشماتته بقتل الحسين(ع) وهكذا.

ثالثاً: أصالة الحرية: ففي الإسلام الحرية أصل أصيل، فمن يقول ان الإنسان ممنوع أن يكون عبداً طالما ان أمه ولدته حراً هو مخطئ جداً، لأن هذا القول يفسح المجال للقول بأن أمه مستعبدة فولدها من العبيد وليس حراً. والصحيح أن الله المتعال خلقه حراً فلا إستعباد للأم من رأس وأصالة الحرية في الإسلام تعني كل الحريات وهي حريات مطلقة وغير مقيدة البتة ومن يضع قيوداً للحرية هو يقصد تبدل مفهوم الحرية إلى مفهوم آخر هو الفساد، فهنا صار فساداً ولم يعد حرية.

إن الحرية في الإسلام قيمة وليست حقاً، والقيمة لا تقبل الاسقاط كما الحق، فانت لديك مال وهو حقك من الممكن أن تعطيه لغيرك من باب الإسقاط، بينما هذا ليس مسموحاً بالمطلق في الإسلام بالنسبة للحرية فلا يحق لك إعطاء حريتك لأحد.

رابعاً: أصالة العزة: فمن غير المسموح جعل النفس في دائرة الذل في الاسلام والعزة قيمة من القيم كالحرية وممنوع التنازل عن هذه القيمة وكلمات الامام الحسين(عليه السلام) تطرق أسماعنا دائماً بإزاء الموقف من الذل.

خامساً: أصالة السلم: فالسلم هو الأصل في الإسلام والجهاد في سبيل الله المتعال إنما هو لإفشاء السلام والمحبة.

وبتعبير علمي: الجهاد إنما هو لازالة الموانع، فهناك من يريد قتل الحياة والجهاد وظيفته إزالة مانع القتل، وهناك من يريد اغتصاب الأرض والجهاد وظيفته إزالة مانع الاغتصاب، وهناك من يريد إنتهاك العرض والجهاد وظيفته إزالة هذا المانع، وهناك من يريد منع نور الإسلام من الدخول إلى عقول وقلوب الناس والجهاد وظيفته إزالة هذا المانع من الهداية، وهكذا.

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية "الشيخ توفيق حسن علوية"

captcha