وأشار عالم الاجتماع والباحث الايراني في الشؤون الدينية "الدكتور عماد أفروغ" في المحاضرة الـ21 من سلسلة محاضراته حول "مقتطفات من نهج البلاغة" بعنوان "التفكير في الموت" إلى بعض خطب الامام علي(ع) في نهج البلاغة، موضحاً وجهة نظر أمير المؤمنين (ع) في أسرار الموت.
وقال إنه يجب أن يكون تصورنا للموت صحيحاً. إذا كان الموت مسأل وجودية، ووفقاً للمرجع الشيعي الكبير آية الله العظمى جوادي الآملي، فنحن نذوق الموت، فهو مسألة وجودية تماماً ونوع من الكمال.
وأضاف أن الإمام علي (ع) کان موقناً(على اليقين) من الموت كاملاً أي أن الامام(ع) كان يعرف الموت وعلى اليقين منه أي أنه نظر إلى الموت من موقف كأنه ذاقها وكان عالماً بالقيامة والآخرة، وحدثنا من هذا الموقف.
ومن خطبة له عليه السلام: "فإنكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منكم، لجزعتم ووهلتم وسمعتم وأطعتم، ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا، وقريب ما يطرح الحجاب! ولقد بصرتم إن أبصرتم وأسمعتم إن سمعتم، وهديتم إن اهتديتم، وبحق أقول لكم: لقد جاهرتكم العبر، وزجرتم بما فيه مزدجر، وما يبلغ عن الله بعد رسل السماء إلا البشر".
كما قال الامام علي(ع) حول الموت في الخطبة الـ21 من نهج البلاغة: "فَإِنَّ الْغَايَةَ أَمَامَكُمْ وَ إِنَّ وَرَاءَكُمُ السَّاعَةَ تَحْدُوكُمْ تَخَفَّفُوا تَلْحَقُوا فَإِنَّمَا يُنْتَظَرُ بِأَوَّلِكُمْ آخِرُكُمْ".
بشأن الموت على أنه حقيقة لا يمكن إنكارها، أشار الدكتور عماد أفروغ إلى الخطبة الثامنة والثلاثين لنهج البلاغة حيث قال الامام(ع): "فَمَا يَنْجُو مِنَ الْمَوتِ مَنْ خافَهُ وَ لايُعْطَى الْبَقاءَ مَنْ أَحَبَّهُ".
وأكد عالم الاجتماع الايراني أنه لاينبغي أن نخاف من الموت، وقال: "من لديه فهم دقيق للموت، والذي يعتمد بالطبع على أفعال الإنسان ونوع نظره، فهو أيضاً يرحب بالموت، وفي هذا السياق، قال الامام علي(ع) في الخطبة الـ28 من نهج البلاغة: "أَلَا وَ إِنَّكُمْ فِي أَيَّامِ أَمَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ فَمَنْ عَمِلَ فِي أَيَّامِ أَمَلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ فَقَدْ نَفَعَهُ عَمَلُهُ وَ لَمْ يَضْرُرْهُ أَجَلُهُ وَ مَنْ قَصَّرَ فِي أَيَّامِ أَمَلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ فَقَدْ خَسِرَ عَمَلُهُ وَ ضَرَّهُ أَجَلُهُ.أَلَا وَ إِنِّي لَمْ أَرَ كَالْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا وَ لَا كَالنَّارِ نَامَ هَارِبُهَا. أَلَا وَ إِنَّهُ مَنْ لَا يَنْفَعُهُ الْحَقُّ يَضُرُّهُ الْبَاطِلُ وَ مَنْ لَا يَسْتَقِيمُ بِهِ الْهُدَى يَجُرُّ بِهِ الضَّلَالُ إِلَى الرَّدَى".
ومن كلام له (علیه السلام) قبلَ مَوته كما جاء في الخطبة الـ149 من نهج البلاغة "أَيُّهَا النَّاسُ، كُلُّ امْرِئٍ لَاقٍ مَا يَفِرُّ مِنْهُ فِي فِرَارِهِ، الْأَجَلُ مَسَاقُ النَّفْسِ وَ الْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ. كَمْ أَطْرَدْتُ الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هَذَا الْأَمْرِ، فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا إِخْفَاءَهُ، هَيْهَاتَ عِلْمٌ مَخْزُونٌ".