ایکنا

IQNA

قارئ لبناني لـ"إکنا":

العلاقة بالقرآن علاقة تربية وتأديب وتحسين سلوك وتعبّد لله تعالى

10:15 - April 19, 2023
رمز الخبر: 3490693
بيروت ـ إکنا: صرّح القارئ اللبناني البارز "حسان علي بيلون" أن العلاقة بالقرآن الكريم علاقة تربية وتأديب وتحسين سلوك وتعبّد لله تعالى، فلابدّ لهذه الصفات القرآنية الحسنة أن تترك آثارها على شخصياتنا نحن المسلمون.

العلاقة بالقرآن علاقة تربية وتأديب وتحسين سلوك وتعبّد لله تعالىوأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً   مع القارئ اللبناني البارز "حسان علي بيلون".

و بدأ القارئ حديثه بالتعريف عن نفسه، قائلاً: "إسمي "حسان علي بيلون" مواليد العام 1980 م،  عائلتي موالية لأهل البيت عليهم السلام وسائرة على نهجهم".

وأضاف: "بدأتُ الدراسة الأكاديمية في بلدة "جويا" اللبنانية، ومن ثمّ توجهت نحو المعهد الفني. أكملت دراستي ونلت شهادة الإمتياز الفني في الكهرباء العامة، دخلت عالم القرآن الكريم  من عُمُرٍ مبكّر أي بعمر سبع سنوات تقريباً وكان ذلك في العام 1987م مع تشجيع من الأهل كنا نسمع التلاوة عبر المسجل k7 ونحفظ الألحان ونؤديها وبقيت على هذا الحال أسمع وأؤدي في المساجد والحسينيات والمناسبة الدينية من ولادات الأئمة وشهاداتهم (ع)".

 وتابع القارئ "حسان": "دخلت جمعية القرآن الكريم في البلدة وخضعت لدورة تجويد إبتدائية، وبعدها بحوالي سنة شاركت في دورة صوت ونغم في نفس المركز أيضاً في بلدة "شحور" وكنت موفقاً جدّاً الله الحمد حيث نلت المرتبة الأولى فيها بدرجة ممتاز بعد ذلك وفقني الله تعالى بأن أكون من المشاركين في دورة صوت ونغم في الجمهورية الإسلامية في إيران، على أيدي أساتذة أخصائيين في المجال وذلك طبعاً بجهود الإخوة في جمعية القرآن الكريم وعلى رأسهم فضيلة "الشيخ علي"(رحمه الله) وباقي الأخوة، كانت مدة الدورة 37 يوماً تقريباً وقد كان عدد القراء في تلك البعثة حوالي 30 قارئاً لبنانياً، اجتزنا الدورة بنجاح جميعاً الله الحمد، بعد ذلك توالت الدورات في العديد من الاختصاصات القرآنية من تجويد ومخارج حروف وصوت ونغم وعلوم عامة في القرآن الكريم، وكان لي أيضاً مشاركة في دورة كادر قرآني وهذه الدورة تؤهّل المشاركين فيها لتدريس القرآن الكريم  أيضاً استمرت اللقاءات الحوارية والدراسية لتبادل الخبرات ولاسيما الأمسيات القرآنية في المناطق اللبنانية كافة...".

وفي معرض ردّه على سؤال حول إنعكاس القيم القرآنية على شخصية القارئ؟  أجاب القارئ "حسان بيلون": "الواضح والصريح والذي لايقبل الشك هو أنه ومن الضروري لا بل من الطبيعي أن تنعكس القيم والمفاهيم والصفات القرآنية الطيّبة على شخصية القارئ وإلّا فهذا القارئ لديه مشكلة ومعضلة فيما خصّ علاقته بالقرآن الكريم. وقد يكون ذلك عبارة عن عدم التوفيق في السير على نهج القرآن وتكون تلك القراءة قراءة بدون تدبّر اذا إن الله سبحانه وتعالى والرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين من بعده قد أمرونا بالتمسك بالقرآن لأجل تحسين سلوكنا وعاداتنا ورفع مستوى الأخلاق إجتماعياً وعائلياً".
العلاقة بالقرآن علاقة تربية وتأديب وتحسين سلوك وتعبّد لله تعالى
وأضاف القارئ "حسان" لقد أوصانا رسول الله (ص) بأن يكون القرآن الكريم وأهل بيت العصمة مصدر التربية الخلقية وحاكمية العدل بين الناس وإصلاح ذات بيننا حيث قال(ص): "إنّي تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما فلن تضلّو بعدي أبداً".

وفي معرض ردّه على سؤال عن كيف يكون القارئ رسول القرآن أي المبلغ؟ قال القارئ "حسان بيلون": من حيث أن علاقتنا بالقرآن نحن المسلمون وبشكل عام هي علاقة تربية وتأديب وتحسين سلوك وتعبّد لله تعالى فلابد لهذه الصفات القرآنية الحسنة أن تترك آثارها على شخصياتنا نحن المسلمون فكيف الحال اذا أردنا الكلام عن أهل القرآن وحَمَلَته من قرّاءٍ وحفظةٍ ومفسرّين ومدرّسين، هنا لابد أن تكون علاقة هؤلاء الذين ذكرناهم أكثر متانةً مع القرآن ولابد لنا نحن حملة كتاب الله وخدمته أن نكون أكثر تحلّياً بصفات القرآن الذي يجب أن نجعل قلوبنا أوعيةً تحوي هذا الفكر العظيم وهذه المعجزة لذلك يجب علينا أن نكون من الذين يتدبرون في آيات كتاب الله فنأتمر بما يأمر به وننتهي عمّا ينهى عنه وتتكون قراءتنا قراءة بتدبّر من حيث أن كلّ إناءٍ ينضح بما فيه سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا وإياكم لخدمة كتابه العزيز، وأن يجعل القرآن ربيع قلوبنا".

 وعندما سأل القارئ "حسان بيلون"  عن قصص واقعية حصلت (مشكلة وما شابه) معه وتم حلّها من خلال آية قرآنية؟ أجاب: "يحضرني في هذا المقام رواية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في حادثة حدثت في مسجد رسول الله (ص) حيث دخل المسجد الشريف رجل من المسلمين مخاطباً الخليفة الذي لطالما قال لا أبقاني الله لمعضلة ليس فيها أبا الحسن، فقال الرجل إنّي لأكره الحق وأحب الفتنة، فانتفض الخليفة المنصّب بأمر الناس واعترض على قول الرجل وأراد أن يُقيم عليه الحد، في هذه الأثناء يدخل أمير المؤمنين علي (ع) فيسأل ما الأمر فأخبره بقول الرجل، فقال عليٌّ (ع): قد صدق الرجل فيما قال، فَسَألوه وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟!

فقال (ع): إن الرجل يحب الفتنة والله تعالى يقول في محكم كتابه العزيز عزّ من قائل: "إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ"(سورة التغابن / 15).

فالرجل يحب ماله وولده وليس في ذلك كفرٌ ولا إثم  ويكره الحق: والموت حق، فهو يكره الموت وهذا أمرٌ طبيعي فكم من انسان يكره الموت.

وعن كيفية ترسيخ الأنغام القرآنية لتحلّ مكان ألحان أهل الفسق وخاصة عند الشباب والصبايا اليافعين؟ أجاب القارئ "حسان بيلون": "جاء في موضوع تلاوة القرآن الكريم العديد من الأخبار حول طريقة تقديمه للناس وتُعتبر تلاوة كتاب الله من أهم الأدوات التي توصل الآيات الكريمة إلى مسامع الناس من المسلمين وغير المسلمين، ومن هنا نرى أنّ مسؤولية القارئ عظيمة جدّاً في تصويره لواقع الآية الكريمة التي يتلوها ومن هنا يبدأ الكلام عن دور الصوت والنغن".

وأشار الى أنه من الطبيعي أن الأذن تألف الكلام الجميل ولكنها على حساسية عالية اتجاه الطريقة التي يُقال فيها هذا الكلام، كيف الحال اذا كان هذا الكلام هو كلام الله تعالى، هنا المسؤولية تصبح أعظم، فنحن كمبلغين مهمتنا إيصال كلام الله عز وجل إلى الناس".

وصرح القارئ اللبناني "حسان علي بيلون": نتكلم عن العوامل المساعدة في إيصال رسالة رسول الله(ص) فمن هذه العوامل هي الصوت بحدّ ذاته إذ لابدّ له أن يكون حسناً جميلاً، ثم بُعد جمالية وحُسن الصوت نأتي إلى كيفية استخدام هذا الصوت إستخداماً صحيحاً من حيث طبقات الصوت مخارج الحروف النبر أحكام القراءة (أي التجويد) ... 

وتابع القارئ "حسان" حديثه بقوله أخيراً نتوقف عند موضوع الصورة اللحنية التي يجب أن تُعطى للآية الكريمة لحنها بالصورة المناسبة لها بما معنى ذلك إذا الآية حزينة يجب أن تصل بحزن إلى المستمع واذا كانت مفرحة أيضاً على القارئ أن يبرز فيها الفرح وكذلك إذا كانت تشعره بالندم أو الخطأ فالنغم مهم جداً لإيصال الآية بشكل مسموع ومفهوم. فلهذا نرى أن القارئ الذي يقرأ ضمن هذه الضوابط سوف يكون من المساعدين على ترسيخ الألحان والمعاني والأخلاقيات القرآنية لتحلّ محلّ ألحان اهل الفسق والفجور أجورنا الله واياكم منها ولاسيما في مجتمع الشباب.

وعن  تطوير قدرات القارئ في اللغة العربية من خلال كتابة النص والصياغة والقراءة والفصاحة من خلال القرآن الكريم؟ قال القارئ "حسان بيلون" إن العيش مع القرآن وتلاوته وحفظه أو حفظ بعض من سوره وآياته الكريمة والتدبر فیها، يترك آثاراً إيجابيةً على القارئ في عدة جوانب من حياته وشخصيته نذكر منها:

وأشار الى أن التلاوة تفيد القارئ في تطوير قدراته في اللغة العربية على سبيل النحو والصرف مثلاً، فضلاً عن مساعدته في الكتابة على انسيابية الأفكار وترابطها، كما وتفيد القارئ في خوض النقاشات مع الآخرين، لأنها تدعمه بالأدلة الواضحة والبراهين الثابتة التي لاتقبل الشك من حيث أن مصدرها هو أصدق كتاب على وجه هذه الأرض وهو القرآن الكريم، من هنا ومن قوة المعاني والحكمة الموجودة في قلب هذا الكتاب العظيم سيستمدّ القارئ قوة شخصيته واثبات نفسه من خلال هذه الآيات الكريمة وبهذا الشكل سيتبلور دور القرآن في صقل وتقوية شخصية قارئه، كما أنه هنالك التفاتة إلى أن القارئ المتمكّن والمتمرّس سيصقل مخارج حروفه بالشكل الصحيح  100% خصوصاً بعد ان يصبح قارئً متمكّناً.
العلاقة بالقرآن علاقة تربية وتأديب وتحسين سلوك وتعبّد لله تعالى

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

twitter

facebook

whatsapp

captcha