وأشار خطيب جمعة بغداد إلى سبب ضرورة تخصيص الخطبة الثانية في صلاة الجمعة للمواضيع السياسية، موضحاً أن هذا الأمر كان منذ عهد حضور الائمة الطاهرين إلا أنه لم يكن ممكناً بسبب سيطرة الحكومات الطاغوتية.

وأضاف أن الخطبة الأولى تختص بالمواضيع الدينية والتقوى وهذا الحديث يتم بسهولة لأنه لم يشكل تحدياً للحكومات الظالمة ولكن الخطبة الثانية هي تحدي لهذه الحكومات، فنحن كشيعة في العراق كنا نعيش "تقية مكثفة" -بحسب تعبير الشهيد الصدر- في عهد صدام وحسن البكر، فكان من الصعب على الشباب الشيعي أن يذهب الى المسجد لأنه كان يتعرض لمتابعة ومعاقبة.

وأوضح آية الله السيد ياسين الموسوي أن الوضع اليوم تغير، مبيناً أن الشيعة على مدى قرون مروا بمراحل فكان عددهم قليل جدا وكانوا يتعرضون لهجمات كبيرة حتى في عهد الائمة الطاهرين لكن اليوم عدد الشيعة بات يفوق أربعة مئة مليون ويزداد هذا العدد يوماً يعد يوم وهذا الأمر يضع مسؤولية كبيرة على عاتقنا.

وتسائل، كيف تغير الوضع وكيف وصل الشيعة إلى هذه الحالة؟، موضحاً عند ثورة الامام الحسين (ع) وقف الامام منادياً هل من ناصر ينصرني؟ ولكن لم يجيبه أحد، ولكن اليوم في الزيارة الاربعينية يأتي الملائين من المؤمنين ويشاركون في المسيرة، فاذا نادى الامام الحسين (ع) اليوم يطلب المناصرين، ألم يجيبه الملائين من هؤلاء المؤمنين، ألم نصرخ لبيك يا حسين؟

وصرح امام جمعة بغداد أن المعادلة اليوم تغيرت، مبيناً قبل ستين سنة لم يسمع أحد بمطالب الشيعة لكن اليوم سمع الكثير من الناس أن الشيعة يطالبون بحكومة عالمية أكبر من أمريكا وروسيا والصين، وهذه الدولة سيقودها بقية الله الأعظم.

وأوضح سماحته في الماضي كانت لدينا أمنيات إلا أنها تحققت اليوم، فصار اليوم لدينا دول وحكومات تملك مقومات كبيرة منها السلاح والطائرات لنصرة الامام المهدي (عج)، فهناك مؤمنين في العراق وايران واليمن ولبنان وسوريا ينتظرون كلمة عن الامام (عج) في الكعبة وهو يقول أنا بقية الله.

وحذر المؤمنين بالعقيدة المهدوية من الوقوع في فخ الفرق المنحرفة التي تدعي أنها جزء من ظهور الامام (عج) وان هذا هو اليماني وذاك هو فلان ويركض بعض الناس خلفهم، فعلى المؤمنين أن يكونوا واعين عقدياً وسياسياً.

وختم آية الله السيد ياسين الموسوي، قائلاً: تقترب ساعة الظهور إلا أننا يجب أن نعرف جيدا أن وظيفتنا اليوم هي إتباع المراجع الكرام لأن الائمة الطاهرين أمرونا باتباعهم في عصر الغيبة.