"ويشير الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم الى الكرامة الانسانية وفي هذا الاطار، قال تعالى في الآية الـ70 من سورة "الاسراء" المباركة "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"، كما جاء في الآية الـ13 من سورة الحجرات "يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَ أُنْثي وَ جَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبيرٌ".
وندرك من خلال التأمل في الآيات القرآنیة أن الله تعالى خلق جميع المخلوقات كريمة، لأن الله عز وجل كريم ويخلق مخلوقات كريمة، والكرامة هي مبدأ قرآني.
عندما نطلق لقب "كريم" على مخلوق، فيجب إظهار كرامته، أي عندما نقول إن الانسان كريم فیجب أن نذكر الصفات التي جعلته كريماً؟
ومن القضايا التي يوجد بها الكثير من الخلاف بين العلماء أن الكرامة التي عبر عنها الله للإنسان مرتبطة بطبيعة الإنسان أم يجب أن يكتسبها الإنسان تدريجياً؟
حسب فهمي للآيات القرآنية، فإن كرامة الإنسان أمري فطري.لأن الإنسان بغض النظر عن كل صفاته ومعتقداته، له صلة لاتنفصم بهذه الكرامة، والتي بالطبع تصبح هذه الكرامة أكثر اكتمالاً مع القضايا الأخرى.
وفقًا للآيات القرآنية، فإن تفاعل الله مع الإنسان تفاعل خاص. وبحسب معنى الكرامة في اللغة العربية، احترم الله كل صفات الإنسان في مختلف الآيات القرآنية واعتبره سائلاً، وثقافة التساؤل لدى الانسان صفة فريدة من نوعها في جميع الأوقات حتى أمام الله وأوامره ، ويمكن للناس أن يكونوا متسائلين.
ويحظى تفكير الإنسان وفهمه باحترام كبير في القرآن، فالإنسان مخلوق نبيل من خلق الله وعندما يسعى وراء الكمال فيكتسب المزيد من الكرامة.
والكرامة الإنسانية هي أعمق بكثير مما يعبر عنه في حقوق الإنسان لأن كرامة الإنسان صفة أعلى من الحقوق. الكرامة الإنسانية هي طريق وسطي يأخذ في الاعتبار التساؤل وحقوق الإنسان، ويتضمن مسؤولية الإنسان والتزامه، كما أن أول نتاج للكرامة الإنسانیة هو الحرية التي تعبر عن حرية الإنسان في الفهم واتخاذ القرارات".
مقتطفات من الأكاديمي الايراني "مهدي مهريزي" في ندوة "الحرية والكرامة الانسانية"
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: