"هل يمكن لأحد أن يقرأ سورة التوحيد والآية "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" ولا يفكر فيها تفكيراً فلسفياً؟ من ناحية أخرى، عندما يؤكد القرآن على أنه إذا تعددت الآلهة فسيحدث الفساد، فهل يمكن أن نكون غير مبالين بها؟
لماذا نعتقد أن المدينة الفاضلة التي أنشأها نبي الإسلام (ص) تحتاج إلى غيرها لتظل قائمة؟
وخلق رسول الله (ص) هوية وثقافة جديدة في مدينة النبي(ص)، وهذه الثقافة الجديدة نقلت الناس إلى هذه الفكرة أنه قد تم انشاء مدينة جديدة، كما كان لهذه الهوية العديد من المستجدات في حد ذاتها.
وسورة التوحيد تحثّ الناس على التفكير الفلسفي كما أن الآية ال22 لغاية الآية الـ24 من سورة "الحشر" المباركة "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" تجعل الناس أن تفكروا في الآيات تفكيراً فلسفياً.
إن جزءا من الهوية لها بُعد معرفي وعقلاني، رغم أن جزءا منها سياسي والجزء الأهم منها هو الثقافة والحركة العامة للمجتمع.
وكانت الهوية التي قدّمها النبي(ص) فلسفة، لكنها لم تكن الفلسفة السائدة آنذاك.
واحتج البعض للنبي(ص) على ما هي طريقة الحكم وعاداته؟ يجب أن يكون للحكومة قصر وأن تكون منفصلة عن الناس. لهذا السبب، کان يعترضون على النبي(ص)ویقولون إننا يجب أن نتبع طرق الملوك مثل قيصر، لكن أسلوب النبي(ص) لم يكن هكذا وعاش مع الناس ومثل الناس. رغم أن هذه الطريقة تلاشت بعد رسول الله(ص).