ونظمت معاونية الشؤون الثقافية والاجتماعية التابعة لجامعة الأديان والمذاهب في إیران أمس الاثنين 12 يونيو / حزيران 2023 للميلاد، الندوة الثقافية الخامسة بعنوان "الفكر الوحدوي للامام الخميني(قده) في نهج العلامة الشيخ سعيد شعبان".
وتحدث في هذه الندوة التي جمعت بين الحضور والافتراض، كل من الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي في لبنان "فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان"، وعضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان "فضيلة الشيخ مصطفى ملص"، ورئيس المنتدى الإسلامي للدعوة والحوار في لبنان "فضيلة الشيخ محمد خضر"، وعضو مجلس الأمناء في حركة التوحيد الإسلامي الاستاذ عمر الأيوبي،ونائب رئيس جامعة الأديان والمذاهب في الشؤون الدولية "فضيلة الشيخ محمد مهدي التسخيري"، ونائب رئيس الجامعة في الشؤون الثقافية والاجتماعية "الدكتور عباس خامه يار".
وأكد عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان "فضيلة الشيخ مصطفى ملص" في الكلمة التي ألقاها في هذه الندوة أن دعوة الشيخ سعيد شعبان كانت تتميّز بالحكمة وتنضح بالإخلاص وكان همّه الأوّل هو توحيد المسلمين.
وبدوره، صرّح الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي في لبنان "فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان" أن الشيخ سعيد شعبان منذ شبابه بدأ داعية إلى الله تعالى ودعوته كانت تتميّز بالحكمة وتنضح بالإخلاص ثم تنقلت به الحياة في بلاد المسلمين بعد تخرّجه من الأزهر الشريف عملاً وجهاداً حتى استقرّ به المقام مرّة أخرى في موطنه طرابلس فعاد كما كان داعية إلى الله ثم نشبت الفتنة الأهلية وكان همّه الأوّل توحيد المسلمين وظلّ صامداً في مكانه يدعو ويعمل بدأب وإصرار, وصراحته تجرح أحياناً لأنه لا يعرف المجاملة على حساب الحقّ، جرأته تصدم أحياناً ولكنها هي التي تجمع الناس من حوله كلّما تجدّدت الأزمات.
وأضاف: لقد حقق الإمام الخميني(رحمة الله عليه)، في مدى عشر سنين ما تعجز عن تحقيقه أكبر الثورات وأكبر الأمم. استطاع الإمام(قده) بثورته أن يعيد للأمة ثقتها بنفسها وبدينها، واستطاع(رحمة الله عليه) أن يحررها من الارتباط والتعبية بالدول الكبرى حين رفع شعار لا شرقية ولا غربية، وأعاد للأمة وحدتها حين رفع شعار لا سنية ولا شيعية، إٍسلامية إسلامية، هذان الشعاران اللذان رفعهما الإمام كان يميزان ثورته عن باقي الثورات التي قامت بالعالم الإسلامي بعد سقوط الخلافة الاسلامية بالوضوح، كانت هذه الشعارات واضحة لا تحتاج إلى تفسير ولا إلى تأويل، فأعاد بهذه الشعارات التي رفعها لثورته الأمة إلى الاتجاه الصحيح وضرب بثورته الإسلامية أوضح المثل على قدرة الأمة الإسلامية على تغير مسار التاريخ وتغير مراكز القوى فيه.
وما زلنا نتمنى أن تعيد إيران علاقاتها بكل الدول العربية والإسلامية، لذلك نحن نبارك عودة العلاقات السعودية ومصر لابد وأن نبارك تلك العلاقات لأن هذا يجعل إيران قريبة من الجميع، ومؤثرة في الجميع، ورحم الله تعالى الإمام ورحم جميع الذين أعانوه على انتصار الثورة من الشهداء السابقين، ونسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يرحم جميع أموات المسلمين عبر التاريخ كله والحمد الله رب العالمين".
وبدوره، قال عضو مجلس الأمناء في حركة "التوحيد الإسلامي" في لبنان الاستاذ عمر الأيوبي إن سماحة العلامة الشيخ سعيد شعبان كان يتجاوز كل الخطوط الحمر عندما تتعرض الأمة لخطر لأنه يفكر على مستوى العالم الإسلامي وقضاياه، فالصراع داخل الصف الإسلامي محرم والمحافظة على وحدة الصف مقدمة على كل مصلحة ومنفعة ولا تتحقق مصالحنا إلا بوحدة الصف على الله.
وأضاف: كان العلامة الشيخ سعيد شعبان يحدثنا في مجالسه عن الإمام الخميني(رحمه الله تعالى) فيقول إنه كان قليل التكلم وكثير التأمل والتفكر، لا يتكلم إلا حيث تدعو الحاجة للكلام، أنيساً في مجلسه حسن الاستقبال لزواره، يبتسم بوجهٍ يبدي لك عما تحمله جوانحه من حبٍ ورحمةٍ وأملٍ بعودةِ الإسلام والمسلمين إلى سابق مجدهم.
وقال: كنت إذا حدثت الامام الخميني رحمه الله تعالى فلا يكاد يسمع صوته إلا محدثه. كان يرضى أن يعيش في بيت لا يرضى أن يسكن فيه كثير من الناس، وفي منطقة أكثر ساكينها من الفقراء، كان أقل الناس تمتعاً بالدنيا وزيتها زخرفها ولكنه كان لا يرضى إلا أن يعيش حياة الأتقياء الأصفياء.
وأكد أن حلم الإمام(ره) هو على مساحة الإسلام، ومساحة الإسلام هي الساحة الدولية والعالم وكان رحمة الله عليه يعرف أن ثورته ليست ثورة الشعب الإيراني إنها ثورة المسلمين في العالم بتعدادهم الكبير بل أنه كان يقول بأن ثورته هي ثورة كل المستضعفين في العالم، كان رحمة الله عليه يحلم بالوحدة الإسلامية، لذلك كان يرفع شعار لا سنية لا شيعية فكان يرى المسلمين من شرق آسيا إلى غرب أفريقيا أمة واحدة، ورفع شعار "يا أيها المسلمون اتحدوا"، فكنت ترى ذلك في كل توجيهاته وأحاديثه يؤكد بأن قوة المسلمين في وحدة صفهم، وأنهم لو اجتمعوا على كلمة واحدة لاستطاعوا أن يزيلوا إسرائيل من الوجود ولاستطاعوا أن يزيلوا التسلط الاستكباري عن العالم، إن الدعاة إلى الوحدة كثيرٌ ولكن العاملين لها ندرة قليلة.
وفي هذا الصدد، قال رئيس المنتدى الإسلامي للدعوة والحوار في لبنان "فضيلة الشيخ محمد خضر" إن الامام الخميني(قده) وسماحة العلامة الشيخ سعيد شعبان رفعا شعارات الوحدة الإسلامية كأصل من أصول الدين لأن الله تعالى يؤكد هذا في قوله "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً"، مبيناً أن هذين العالمين هما العاملان للاسلام والمسلمين.
بدوره، تحدث نائب رئيس جامعة الأديان والمذاهب في الشؤون الدولية "فضيلة الشيخ الدكتور مهدي التسخيري" عن علاقة الشيخ سعيد شعبان بالجمهورية الإسلامية الايرانية ومؤسسي مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية سماحة العلامة الشيخ واعظ زادة وسماحة العلامة الشيخ محمد علي التسخيري، كما أكد على ضرورة التواصل مع هذا الخط الوحدوي الجهادي.
وكلمة الختام كانت لنائب رئيس الجامعة في الشؤون الثقافية والاجتماعية الدكتور عباس خامه يار تحدث عن شخصية استثنائية رافقها في عشرات المؤتمرات في إيران وسوريا ولبنان فقد جمع الشيخ سعيد بين الجرأة والبساطة والشجاعة وحب الخير للجميع وكان داعية وحدة قولاً وعملاً.
جواد بارسامهر