واقتحم قطعان من المستوطنين مساء الأربعاء الماضي مسجداً ومزقوا مصاحف أثناء هجومهم على قرية "عوريف" جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وفقاً لما أظهرته تسجيلات كاميرات المراقبة.
ووثق مقطع فيديو تداولته منصات التواصل الاجتماعي ـ ونشرته الخارجية الفلسطينية ـ اقتحام المستوطنين المسجد برفقة كلب وسرقتهم عدداً من المصاحف التي مزقوها وألقوها على الأرض أثناء خروجهم من المسجد.
وفي هذا الاطار، قامت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) باجراء المقابلة مع أمين سر ملتقى دعاة فلسطين، "الدكتور سلمان السعودي" للكشف عن أهداف الصهاينة من تمزيق المصحف الشريف وتدنيسه.
فيما يلي نصّ الحوار:
ما هي أهداف الصهاینة من تدنيس القرآن والمساجد وتمزيق المصاحف وعدم الالتزام بأي خطوط حمراء في انتهاك المقدسات الدينية والتعدي عليها؟
إن الصهاينة المحتلين لفلسطين يمارسون نشاطهم الاستيطاني باستراتيجية مدروسة، وهي " التخطيط - جس النبض ـ والتنفيذ لتحقيق الهدف" فالهدف الأساس هو قيام دولة يهودية على كافة الأرضي الفلسطينية، وتكون القدس عاصمة لها باعتراف كل العالم، وفرض الواقع على الأمة العربية والإسلامية.
أما بالنسبة لعمليات الاقتحامات للمسجد الأقصى وتدنيسه، والاعتداء على المساجد والمقدسات، والبيوت والممتلكات الفلسطينية، وتمزيق المصاحف وغيرها من الأعمال الاستفزازية، ما هي إلا جس نبض للشارع العربي والإسلامي ومدى ردات الفعل، وتحقيق الخطوة الأولى من هدف التهويد الكلي، وهو واقع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
ما هي سبل مواجهة هذا السلوك العدواني الخطير من قبل الكيان الصهيوني المحتل؟
أما سبل المواجهة لهذا السلوك العدواني الإرهابي، فعلى الصعيد الفلسطيني: فسبل المواجهة مفتوحة أمام كل الخيارات، ولن يثني المقاومة والشعب الفلسطيني كل هذا الإرهاب عن مواصلة التصدي والمقاومة حتى دحر الاحتلال عن كامل تراب فلسطين.
أما على صعيد الأمة العربية والإسلامية فلابدّ من أن تستيقظ الأنظمة من غفوتها وتنبذ كل اتفاقيات العار مما تسمى باتفاقيات السلام وكذلك إغلاق ملف التطبيع، وطرد السفراء والممثلية والقنصليات الاسرائيلية من بلادهم، وعلى الأمة العربية والإسلامية أن تثور في وجه هذه الغطرسة الصهيونية المدعومة عالمياً بالمقاطعة لكل أشكال التطبيع وعلى كل المستويات.
هل یمکن أن نحدّ الکیان الصهیوني بتصعيد كل وسائل وأدوات المقاومة في وجه الاحتلال؟
نعم ..بإمكان الأمة العربية والإسلامية أن تحدّ من هذه الممارسات الإرهابية لهذا الكيان المحتل، بل وتجبره على الرحيل، أو على الأقل الإنسحاب الفوري لحدود ما قبل عام ١٩٦٧م، فالأمة العربية والإسلامية تملك من مقومات القوة ما يجبر العالم على فرض عقوبات على هذا الكيان المحتل وإلزامه بالقرارات الدولية التي أتخذت في مجلس الأمن والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية.
هل هذا صحیح بان صمت الحکومات الغربیه تجاه هذا الاجرام الصهیوني یدعم صفاقة الکیان الصهیوني الوحشي؟
ليس صمت الحكومات الغربية هو الذي يدعم الكيان الغاصب، بل الدعم العلني وتبني الحفاظ والدفاع عن أمن إسرائيل، هذا إلى جانب الصمت العربي والذي تمثل بداية عام ١٩٦٩م عندما تم إحراق المسجد الأقصى وكان الكيان المحتل ورئيسة وزراءه "جولدا مائير" متخوفة عشيتها من انتهاء دولتها على يد العرب والمسلمين الذين سيزحفون من كل صوب غضباً لحرق مسرى نبيهم، ولكنها ضحكت بصوت عال في صباح اليوم الثاني لأنها علمت يقيناً أنه ليس من العرب والمسلمين كأنظمة إلا الشجب والاستنكار.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
twitter