واقتحم قطعان من المستوطنين مساء الأربعاء الماضي مسجداً ومزّقوا مصاحف أثناء هجومهم على قرية "عوريف" جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وفقاً لما أظهرته تسجيلات كاميرات المراقبة.

ووثق مقطع فيديو تداولته منصات التواصل الاجتماعي ـ ونشرته الخارجية الفلسطينية ـ اقتحام المستوطنين المسجد برفقة كلب وسرقتهم عدداً من المصاحف التي مزقوها وألقوها على الأرض أثناء خروجهم من المسجد.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان "الإعلامية ريما فارس" حواراً  مع أمين سر العلاقات في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان "هيثم أبو الغزلان".

برأيكم هل يمكن القول إن تدنيس المصحف وتمزيقه وحرقه من قِبل المستوطنين في قرية عوريف جنوب نابلس، تصعيد لحرب دينية؟

إنّ تصعيد الاحتلال ومستوطنيه جرائمهم عبر تدنيس المصحف الشريف وتمزيقه وحرقه من قِبل المستوطنين في قرية عوريف جنوب نابلس، هو تصعيد إجرامي خطير، ويعكس رغبة الاحتلال في إشعال حرب دينية تستهدف العقيدة والدين. وفي هذا السياق نؤكد أن المقاومة لن تتأخر في ردع الاحتلال وجرائمه وانتهاكاته، التي لا يمكن السكوت عنها أو تجاوزها.

وهذه الحرب المسعورة التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني ومستوطنوه، والتي تستهدف المقدسات والهوية الفلسطينية، تستوجب النفير الدائم والتصدي لانتهاكات الاحتلال المفتوحة حتى النصر على الاحتلال.

كما تعلمون أن السلوك الهمجي من المستوطنين المدعوم من جيش الاحتلال يعتبر استفزازاً لمشاعر الشعب الفلسطيني، برأيكم هذا السلوك إلى أين يؤدي؟

هذا السلوك الهمجي الذي قام به المستوطنون بحماية جيش الاحتلال الصهيوني، يشكل إستفزازاً ليس للشعب الفلسطيني وحده، إنما للأمة العربية والإسلامية، وإعتداءً سافراً على كل القيم الإنسانية والدينية، وهذا يتطلب أعلى درجات التكاتف والوحدة لصدّ هذه الاعتداءات الخطيرة.

وبالتأكيد إن هذه الجرائم لن تمرّ مرور الكرام، وأن شعبنا ومقاومتنا ستصعد بكل وسائل وأدوات المقاومة في وجه الاحتلال لتدفّعه ثمن عدوانه.

ما هو واجب فصائل المقاومة ضد هذه الجريمة الصهيونية؟

لللفصائل الفلسطينية دور مهم في مقاومة الاحتلال الصهیونی، وفي ظلّ ما يجري من اعتداءات هذا يتطلب، بل يستوجب الوصول إلى برنامج وطني فلسطيني جامع أساسه المقاومة المسلحة لمواجهة الاعتداءات، ومواجهة الاحتلال حتى كنسه عن كل أرضنا. 

كيف تقيمون موقف جامعة الدول العربية بالنسبة الى اعتداء المستوطنين على أحد مساجد نابلس وتمزيق نسخ القرآن؟

بالتأكيد إن جامعة الدول العربية يقع عليها مسؤولية كبرى في هذا السياق، ويجب أن تقوم بدور فعال نصرة لفلسطين، وسعياً لوقف هذه الاعتداءات وتقديم مرتكبيها إلى المحاكم الدولية. 

 برأيكم هل ستزداد عمليات الثأر لاقتحام المسجد وإحراق وتمزيق المصاحف؟

إن ما يحصل من جرائم ضد المسجد الأقصى المبارك، وإحراق وتمزيق المصاحف، يستثير كل حرّ وشريف للردّ على هذه الجرائم التي يندي لها جبين الإنسانية. والجميع يعلم أن شعبنا الفلسطيني لم يصمت يومً على جرائم الاحتلال، وهو اليوم بمقاومته لن يصمت وسيلقن العدو درساً ان جرائمه لن تمر دون رد وعقاب.