وبمناسبة حلول شهر محرم الحرام وبغية دراسة مكانة أبي عبدالله الحسين(ع) في الفكر المسيحي، أجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع الدكتور "ميشال كعدي".
وفي معرض ردّه على سؤال حول معرفته بالامام الحسين(ع)، قال الدكتور "ميشال كعدي": "معرفتي بالحُسين(ع) معرفة مؤمنٍ بقدّيسٍ وبمواقفهِ وجرأَتِهِ وإيماني بقدس الكلمةِ وسلطانها وزادت معرفتي بالإمام الحسين (ع) عندما قرأتُ عنهُ في مكتبات أوروبا وإيطاليا وأيّدت بكل صراحةٍ عنهُ عبر محاضرة لي في كربلاء كانت تحت عنوان "عالمية الإمام الحُسين(ع)"وبحضور الآلاف من الناسِ الذين وفدوا من الغرب وكان بينهم الكثير من رجال الدين المسيحين والرهبان ومن ثم وضعتُ كتاباً عن "الامام الحسين" (ع) بعنوان "الحسين(ع) قدوة ورسالة" وهنا أشير الى أن أطروحة الدكتوراه التي أخذت معي 5 سنوات عبارة عن 7 كيلو ورق بعنوان "الإمام علي(ع) نهجٌ وروح وفقه" و اليوم لديّ الكتب الكثيرة عن آل البيت(ع) يعني كتبي بعدد أهل البيت(ع) تماماً عدا القصائد الكثيرة الّتي كتبتها عن الجميع من دون استثناء في ديوان شعر عنوانه "رياحين الإمامة" واليوم تحت طبع ديوان شعر جديد بعنوان "أنوار الإمامة".
وفي معرض ردّه على سؤال حول ما هو أكثر شيء شدّ الدكتور "ميشال كعدي" في شخصية الإمام الحسين(ع) وما هي أكثر كلمات والاقوال التي رأها قريبة منه كشخصية مسيحية مرموقة، قال: "شدّتني شخصية الإمام الحسين (ع) فباتَ قريباً من حالي ونفسي لأنه عاش قرب الأديار المسيحية والرهبان من هنا وجدنا أن الشاب وهب ومعه أكثر من 60 شاباً مسيحياً استشهدوا طبعاً مع الحسين وليعلم كل الناس بأن الحسين(ع) طرق بساحة الجرأة والجهاد والنضال وحدهُ مع أكثر من 60 شاباً وقفوا الى جانبه وقضوا معه شهداء وحكاية الإمام الحسين(ع) مع الرهبان واضحة تماماً هنا أذكر بالراهب "أغابيوس" عندما أتته الرؤية زار الامام الحسين (ع) وقال له وهو يبكي ليتني مكانك يا بني يوم غد لأنه عرف بأن المشكلة ستحل بالإسلام ولكن أقول بأن استشهاد الامام علي والامام الحسين(عليهما السلام) والقضاء على آل البيت(ع) كان سبياً من بقاء الإسلام الى الوجود طبعاً استقبل الحسين(ع) الراهب "أغابيوس" بقبلة على يده وقال له الإمام الحسين(ع) ما قاله المسيح لمعذّبي ما كتب قد كتب يا أبتي ماذا يعني هذا القول الحسين(ع) عرف أيضاً بانه في اليوم التالي سيكونُ شهيداً والامام الحسين(ع).
وأكد المفكر المسيحي اللبناني أن جميع الأئمة هم أقرب الناس الى المسيحيين والمسيحية وهنا أدعو المسلمين ليقرؤا القرآن الكريم وسورة مريم المباركة طبعاً وبعض السور ليروا القرابة الحسينية والإسلامية التي وجدت بين الإسلام والمسيحية.
وقال إن الحالة الحسينية ليست مقتصرة على الشيعة فحسب إنما هي عامة وشاملة، لذلك نجد أن ارتباط الثورة الحسينية بمبدأ مقارنة الظلم يجعلها قريبة جداً من الانسان، وأنا شخصياً كراهب عرف المقاربة بين المسيح والحسين(علیهما السلام} في هذا السياق وكتبت مقالةً في إطار عالمية الإمام الحسين(ع) عن المقاربة بين "المسيح" و"الحسين" فقال أحد كبار الدين المسيحيين لو كنتُ حسينياً لأمرتُ بحبّه وقال الباحث "أنطوان براق" ما تعذبّه المسيح عشر ما تعذبه الحسين(ع).
وأكد أن محبة الامام الحسين(ع) ستبقى أبدية في كل الديانات والعقائد، أما نظرتي بالمجالس الحسينية أكثر من ضرورة وأطلب من المسؤولين عن الحسينيات أن يكون هناك مشاركة حسينية في مجالس عاشوراء أنا لا أنكر أن بحثي امتاز بشيئن وهما البحث العلمي والديني والحقيقة وهناك أيضاً العاطفة ولأن الحسين(ع) ظلم وسأبقى أدافع عن حق الحسين(ع) عبر عاطفتي أيضاً ما دام هناك ظالم ومظلوم فمحبتي لهذا القدّيس هي أبدية كتبت بفرح عن آل البيت وأحببت المسيحية من خلال تصرفاتهم ومن خلال القرآن الكريم طبعاً أحببت مسيحيتي من الإسلام تحديداً من خلال ما عرفتُ بالإسلام ولم أجد الا التقييد من الاديار والمجتمعات المسيحية كلهم كانوا معي فنحن المسيحيين نتذكر واقعة الطف حيث قتل الامام الحسين (ع) مع عدد من أفراد عائلته عام 680م وهنا أيضاً أذكر ما قلته كثيراً لولا الامام علي والحسين وآل البيت (ع) لم يرى الإسلام وجوداً على الاطلاق كتبي عن آل البيت طبعت 7 مرات مع العلم أن أحسن الكتب لم تطبع أكثر من 3 أو 4 مرات الامام الحسين(ع) في حضور دائم لم يغب عن الوعي في التاريخ الاسلامي والعربي والعالمي وفي هذا السياق أذكر ما قاله رسول الله(ص) قال: "أحبَّ الله مَن أحبَّ حسيناً" وأقول بكل صراحة ما قلته مراراً اذا كان بكائكم في عاشوراء يمتاز بالحزن فإن بكائي يمتاز بالفرح لماذا لان استشهاد آل البيت(ع) هم سبب واضح لبقائهم في هذا الوجود طبعاً و وجود الإسلام الذي سيبقى أبداً للعالم قدوةً ورسالةً وايماناً.
هذا ويذكر أن الدكتور "ميشال كعدي" من مواليد بلدة "قوسايا" بقضاء "زحلة" في محافظة "البقاع الاوسط" اللبنانية، والحائز على شهادة الدكتوراة في فقه اللغة العربية والإجازة في الصحافة من جامعة "القاهرة" حیث قد ترأس عدة مناصب في تجمع الادباء والمفكرين وغيرها من دور الثقافة والشعر وله عشرات المؤلفات والدواوين وقد أبدع بمؤلفاته عندما كتب عن الائمة الأطهار (ع) ومنها "رياحين الإمامة"، و"في رحاب الوجدان"، و"الإمام الحسين(ع) قدوة ورسالة"، و"في حضرة الإمام الحسن(ع)"، و"الإمام زين العابدين(ع) والفكر المسيحي"، و"الزهراء(س) أولى الأديبات" وغيرها من الكتب لم يكتمل نشرها.