أولاً: من يخشى الموت عليه أن يعرف أن طريق التوبة مفتوح وإن الله وصف نفسه ما يقارب الـ 300 مرة بـ "الرحمن" و"الرحيم" و"الغفار" و"الغفور" و"الودود".

ووعد الله تعالى بأنه يتقبل توبة التائبين وقال في الآية الـ222 من سورة البقرة المباركة " اِنّ اللّه یُحِبُّ التّوّابِین".

ثانياً: إن التوبة ليست نصيحة أو توصية أخلاقية بل هي واجب ديني وشرعي حيث أمر القرآن الكريم بها بقوله تعالى "توبوا".

ثالثاً: التوبة يجب أن تكون فورية وسريعة وألايتم تأجيلها إلى قبل الموت وعندما يكون الإنسان على فراش الموت لأنها ستأتي قسراً وليس اختياراً لقوله تعالى "فَلمّا رَأوا بأسَنا قالوا آمَنّا بِاللّه... فَلَم یَك یَنفَعُهم اِیمانُهُم لَمّا رأوا بأسَناً...". كما جاء في الآية الـ18 من سورة النساء المباركة "وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ".

رابعاً: لكل خطيئة طريق للتوبة، فمن لم يصلي فالتوبة هي القيام بأداء قضاء الصلاة واذا انتهك شخص أعراض الناس ودمّر ممتلکاتهم فعلیه أن يعتذر لمن ظلمه ويرضيه.

الف) تصبح الحياة حلوة وجيدة كما جاء في الآية الثالثة من سورة "هود" المباركة "تُوبوا الیه یُمتِّعكُم مَتاعاً حَسَناً".

ب)  بالإضافة إلى مغفرة الذنوب، فإن السئيات تبدّل بالحسنات. "الاّ مَن تابَ و آمَنَ وعَمِل صالِحاً فَاُولئِك یُبَدّلُ اللّهُ سَیّئاتِهم حَسَناتٍ"(الفرقان / 70).

ج) التوبة تؤدي إلى نزول الرحمة وتزيد من القوة. "ثمّ تُوبُوا الیه یُرسِل السّماءَ عَلیكُم مِدراراً و یَزِدكُم قُوّةً الى‌ قُوّتِكم"(هود / 52).

د) التوبة تؤدي الى نزول البركات: اِستَغفروا ربّكم اِنّه كانَ غَفّاراً یُرسِلِ السّماء علیكم مِداراً ویُمدِدكُم باَموالٍ و بَنینَ و یَجعَل لَكم جَنّاتٍ و یَجعَل لَكُم اَنهاراً(نوح / 10 ـ 12).

فكما أن التوبة الحقيقية تؤدي إلى كل هذه النتائج الحسنة، فإن تاب أحد ظاهرياً، لكنه استمر في أفعاله الخاطئة كأنه استهزأ بالله، وفي هذا السياق روي عن الامام الباقر(ع) "اَلمُقیمُ علىَ الذّنبِ و هو یَستَغفِرُ منه كالمستَهزِء".

مأخوذ من كتاب "أصول العقائد الاسلامية(المعاد)" بقلم المفسر الايراني للقرآن "الشيخ محسن قرائتي"