ایکنا

IQNA

عالم دين لبناني لـ"إکنا":

الزيارة الأربعينية عمل ثقافي توجيهي وتوعوي لإرشاد الناس

7:26 - September 06, 2023
رمز الخبر: 3492598
بيروت ـ إكنا: صرّح عالم الدين اللبناني والأستاذ في الحوزة العلمية "الشيخ فادي شمس الدين" أن الزيارة الأربعينية للامام الحسين(ع) عمل ثقافي توجيهي وتوعوي لإرشاد الناس واستثمار العواطف الجياشة لتعريفهم بكل تلك القيم.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع الأستاذ في الحوزة العلمية والمشرف على وحدة القرآن في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم في لبنان "سماحة الشيخ "فادي شمس الدين".

وفي معرض ردّه على سؤال حول كيفية تطوير خطاب الأربعين الحسيني؟ قال: "على مدار العام يتوافد الملايين من أتباع أهل البيت(عليهم السلام) ومحبيهم من داخل العراق وخارجه لزيارة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء خصوصاً في مناسبة أربعينیة الامام الحسين (ع).

وأضاف أن هذه الزيارات لها دلالات كثيرة، عقائدية وثقافية واجتماعية وسياسية، وتعتبر من أهم الشعائر الدالة على الهوية الشيعية وقد حث أئمتنا الموالين على زيارة مولانا أبي عبد الله (ع)، مبيناً أنها دعوة كانت تحمل ملامح فكرية وسياسية واضحة إضافة الى ما تحمله من بُعد ديني، فكانت زيارة الامام الحسين (عليه السلام) تحمل عنوان الولاء لأهل البيت(ع) وأحقيتهم، وتستبطن معارضة لمن سار على نهج الامويين ومن جاء بعدهم في استهدافهم لأهل البيت(ع)، الذين كانوا يمثلون القيادة البديلة المؤسسة على ثقافة وشرعية مختلفة.

وأشار سماحته الى أن لزيارة الأربعين دوراً مهماً في تحريك الجماهير للأهداف السامية التي مثلها الامام الحسين (عليه السلام) وثار من أجلها وهي قيم الايمان والحرية والعدالة والانسانية.. لذلك نحتاج الى أن تكون الزيارة عملاً ثقافياً توجيهياً وتوعوياً لإرشاد الناس واستثمار العواطف الجياشة لتعريفهم بكل تلك القيم.

وأكد المشرف على وحدة القرآن في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم في لبنان أنه ينبغي علينا العمل على ترسيخ فكرة المجهود التطوعي والخدمي على مدار العام وترسيخها كثقافة عامة مستدامة داخل الوسط الشيعي، والعمل على تنويع البرامج التي تقدمها الفضائيات الشيعية في هذه المناسبة، وربط التاريخ العظيم المشبع بقيم الكرامة والتحرر بحاضر الشيعة ومستقبلهم.


وأكد الشيخ فادي شمس الدين ضرورة التشجيع على ممارسات البذل والعطاء الإنساني والعمل الطوعي في نفوس الشباب من أجل بناء روح التضحية والتكافل.

وعن الخطوات التي يجب  إتباعها في المدارس تحت ظل ما يحصل من فرض برامج مخالفة لدين النبي محمد (ص)؟ قال الشيخ "فادي زين الدين" إن الهدف الأساسي عند المتعلم إضافة الى البناء المعرفي والتعليمي هو البناء التربوي بالمعنى الواسع والذي يشمل التربية على القيم والأخلاق ومن هنا يجب على القيمين على المؤسسات التعليمية والتربوية أن يكون هدفهم تربية الانسان خصوصاً ما نعانيه في هذا العصر من انهدام للقيم والأخلاق وهذا الأمر ضمن سياسة ممنهجة وحرب ثقافية تجتاح بلادنا ومجتمعاتنا أن نكون على استعداد لتوضيح كل الإشكاليات من أجل التمسك بالقيم الدينية التي أرساها رسول الله (ص).

وأضاف: يريدون أن يهدموا البناء القيمي والسلوكي الذي جاء به رسول الإنسانية محمد(ص) تحت عناوين خداعة وجاذبة كما يريد الأعداء ان يهدموا البناء الأسري بحجة الحريات الشخصية بينما يريد الإسلام تماسك المجتمعات من خلال التماسك الاسري.
الزيارة الأربعينية عمل ثقافي توجيهي وتوعوي لإرشاد الناس

وعندما سئل الشيخ فادي زين الدين عن تقييمه لدور التقنيات الحديثة وقنوات التواصل الاجتماعي في تعليم القرآن في لبنان؟ أجاب: إن من نعم الله علينا أن يسر لنا تعليم وتعلم القرآن كما قال تعالى "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"(القمر 22)  ولا شك أن وسائل تحفيظ وتعليم القرآن تطورت تبعاً للزمان الذي نعيشه ومواكبة هذا العصر بتقنياته وهذا الأمر من العوامل المساعدة في تعليم وحفظ القرآن لمختلف الفئات العمرية، فكما كانت الاستفادة من هذه التقنيات في مختلف العلوم كان لتحفيظ القرآن حصة في ذلك من خلال تعدد الوسائل والطرائق المتنوعة مما سهل عملية التحفيظ.

فمثلاً في الظروف التي مرّ بها بلدنا جائحة كورونا وما بعدها تمت الاستفادة بشكل واسع من هذه المنصات لاستمرار عملية التحفيظ، فتنوع التقنيات يسهل عملية التعليم والحفظ وخصوصاً ان هذا الجيل بالتحديد يملك مهارة واسعة في استخدام هذه التقنيات.

وعن رأيه حول حرق نسخ من القرآن في هولندا وقبلها في السويد والدنمارك، والخطوات الرادعة لهذا العمل الشنيع؟ أجاب الشيخ "فادي شمس الدين": لا شك ان القرآن هو كتاب الهي منزل على نبينا الأكرم (ص ) وهو خاتم الكتب السماوية المنزلة على أنبيائنا(عليهم السلام) وهو دستور المسلمين يحتوي على جميع ما يحتاجه البشر على مستوى القيم والسلوك والمعتقدات ونحن كمسلمين نعلم أجيالنا كيفية التعامل مع القرآن ككتاب مقدس  يجب التمسك به والعمل بمضمونه لأنه الموصل الى الله تعالى من خلال الالتزام به.

وإن ما تقوم به بعض الدول الغربية من السماح لبعض الأفراد لهتك هذا المقدس وتدنيسه بذريعة الحريات الشخصية ما هو إلا إساءة لجميع المسلمين وجرح مشاعرهم الدينية والانسانية وهذا يمثل سلوكاً عدوانياً منظماً الهدف منه الفتنة بين المسلمين والمسحيين فيجب التعامل معه بخطوات رادعة ومؤثرة كي لاتتكرر هذه الإساءة مرة ثانية.

وتابع الشيخ "فادي" كلامه المطلوب:

أولاً: يجب إظهار الاحترام والتقديس من جميع المسلمين لهذا الكتاب المقدس وإعلام العالم اجمع أننا سنحمي القرآن  بكل ما نملك من قوة وسنضعه تاجاً على الرؤوس.
ثانياً: الاستنكار الواسع على مستوى الحكومات والدول والشعوب بشتى الطرق على ما جرى من إساءة للقرآن.
ثالثاً: التدرج في الاستنكار وصولاً الى المقاطعة الواسعة لهذه الدول سياسياً واقتصادياً وحري بنا أن ننوه بما قامت به الدولة العراقية من طرد السفير السويدي. 
رابعاً: التوعية الدينية وخصوصاً الأجيال الصاعدة وتقوية التمسك بالقرآن من خلال الالتزام بقيمه وأحكامه. 
خامساً: العمل على وعي المسلمين من خلال وحدتهم وتقوية شوكة المسلمين وتمسكهم بالقرآن لأن الجامع المشترك بين المسلمين هو القرآن والخروج بموقف موحد ومشترك لردع هذه الدول التي تريد أن تهدم القيم الدينية والإنسانية بين المجتمعات.

المزيد من التفاصيل بالمقطع الصوتي المرفق...

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

أخبار ذات صلة
captcha