مسيرة الأربعين هي واحدة من أعظم التجمعات البشرية وأكثرها تميزًا في التاريخ المعاصر، حيث يشارك فيها أحيانًا أكثر من عشرين مليونًا من الشيعة ومحبي الإمام الحسين (ع) من جنسيات مختلفة. هذه المسيرة رمز للحب والإيثار والتضامن والروحانية، تظل حية ومتوهجة في القرن الحادي والعشرين، في مواجهة عالم مادي وعَلماني. ومع ذلك، تتجاهل وسائل الإعلام العالمية الكبرى، وخاصة الغربية وبعض وسائل الإعلام العربية، هذا الحدث الضخم عمدًا، أو تتناوله بتغطية محدودة للغاية، بينما تسلط الضوء بزخم كبير على أحداث أصغر بكثير وأقل أهمية.
تسعى وسائل الإعلام الغربية، المتأثرة غالبًا بسياسات الإسلاموفوبيا ومصالح القوى الاستكبارية، إلى تصوير المسلمين بصورة عنيفة ومخيفة وغير متحضرة. وهي لا ترغب في إبراز مسيرة الأربعين لأنها تقدم صورة مغايرة وإيجابية تمامًا عن الإسلام: ملايين البشر يتحدون بحب وشوق، في تضامن أخوي وسلوك إنساني لا مثيل له، مدفوعين بدوافع روحية وعدالة، يصنعون هذه الملحمة العظيمة.
إقرأ أيضاً:
في مواجهة هذا الصمت والحظر، يقع على عاتق أهل الحق، واجب أن يكونوا هم الإعلام. لا يمكننا انتظار وسائل الإعلام الكبرى؛ بل يجب علينا، بحسب طاقتنا، أن نبين فلسفة الأربعين: إنه تذكير بانتفاضة الإمام الحسين (ع) ضد الظلم، قائم على العدالة والحرية ومقاومة الاستكبار ونشر السلام، ونتائجه تعزيز التضامن الإسلامي، إحياء القيم الإنسانية، وإحداث تحولات روحية وعادلة في العالم. يجب إبراز خصائصه الفريدة مثل كرم الضيافة المجانية، الأمن التطوعي، والمشاركة المتنوعة من الجنسيات، وجمالياته مثل شغف العشق والإيثار، ليراها العالم.
مواجهة الإسلاموفوبيا: نشر الأربعين يكشف الوجه الحقيقي للإسلام ويبطل الدعاية السلبية.
جذب القلوب: قد ينجذب ملايين الناس حول العالم لهذا الحدث لينضموا إلى صفوف الحقّيين ودعاة العدالة، مما يُحدث تغييرات إيجابية في العالم.
الحفاظ على إرث الإمام الحسين (ع): الأربعين وسيلة قوية للتشيع، وعلينا واجب تعميمه عالميًا، خاصة في الفضاء الدولي وبلغات مختلفة.
خلق القوة الناعمة: من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والفيديوهات، والصور، والمقالات، يمكننا إبراز هذه القوة العظيمة والاستفادة منها في سبيل العدالة العالمية.
على كل فرد، بحسب طاقته، أن يتحمل المسؤولية: من النشر على وسائل التواصل الاجتماعي إلى إنتاج المحتوى وترجمته ونشره خارج الحدود. لا ينبغي أن نملّ؛ بل علينا أن نظهر جماليات الأربعين للعالم، منتظرين تحولات مبشرة بالخير. «أليس الصبح بقريب؟»
بقلم الفیلسوف المحقق الإيراني: محمد فنائی اشکوری