ایکنا

IQNA

قائد الثورة الاسلامية الايرانية:

الجهاد الفكري هو أحد السمات الفريدة للمفسر الايراني "العلامة الطباطبائي"

11:34 - November 15, 2023
رمز الخبر: 3493459
طهران ـ إکنا: أكد قائد الثورة الاسلامية الايرانية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي أن الجهاد الفكري هو أحد السمات الفريدة للمفسر الايراني للقرآن المرحوم "العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي".

وقال قائد الثورة الاسلامية الايرانية، "آية الله السيد علي الخامنئي" لدى استقباله القائمين على المؤتمر الدولي للعلامة الطباطبائي ان احدى السمات الفريدة للسيد الطباطبائي هي الجهاد الفكري في خضم غزو الأفكار المستوردة والأجنبية، في خضم الغزو بما لهذه الكلمة من معنى.


وتابع سماحته في كلمته هذه التي ألقيت في 8 نوفمبر خلال إجتماعه بمنظمي مؤتمر العلامة الطباطبائي الدولي وقرئت اليوم الأربعاء 15 نوفمبر 2023 للميلاد في الملتقى الذي عقد بمدينة قم المقدسة، قائلاً: "ربما من لم يفهم تلك الأوقات، لاينتبه لما كان عليه الوضع في البيئة الشبابية والفكرية في البلاد في ذلك اليوم، كان هناك غزو بكل ما لهذه الكلمة من معنى؛ من الأفكار المستوردة مثل الماركسية، والتشكيك في العديد من المجالات؛ وفي خضم هذه الأحداث، استطاع المرحوم السيد الطباطبائي (قدس سره) أن يخلق قاعدة فكرية قوية ذات تكوين تهاجمي.

العلامة الطباطبائي عالم بارز في تفسير القرآن والعلوم القرآنية

وأضاف آية الله الخامنئي: "المرحوم العلامة الطباطبائي نادر حقاً من حيث المعرفة، فهو فقيه، أصولي، فيلسوف، لديه باع طويل في العرفان النظري، وهو منجم وعالم رياضيات، وهو عالم بارز في تفسير القرآن والعلوم القرآنية، وهو شاعر، وهو كاتب، وهو شخص ماهر ونشط في علم الأنساب، أي يلاحظ الناس فيه تنوع علمي غريب، الآن، على سبيل المثال، قلت الرياضيات والنجوم؛ وأنتم تعلمون أنه هو الذي رسم مخطط المدرسة الحجتية الحالية؛ يعني أنه مهندس معماري بكل معنى الكلمة ومعماري كامل".

وتابع قائلاً: "تربيته للطلاب أيضا أمر غريب، وهذه من مواهب أي عالم؛ لدينا من العلماء من يربي الطلاب، ويكون طلابه كثيرين؛ المرحوم السيد الطباطبائي هو من هذا القبيل، تربيته لفلاسفة مثل الشهيد مطهري، والشهيد بهشتي، والمرحوم العلامة مصباح اليزدي وغيرهم، ومثل بعض العظماء الموجودين اليوم، تعليم أمثال هؤلاء والذين استفادوا من دروس المرحوم السيد الطباطبائي، لا أعرف شخصاً يماثله في هذا المجال، لقد أحيا الفلسفة وربى فلاسفة حقاً".
الجهاد الفكري هو أحد السمات الفريدة للمفسر الايراني
واستطرد قائد الثورة بالقول: "غالبية طلاب العلامة الطباطبائي كانوا من بين اللاعبين الذين لعبوا دوراً كبيراً في الثورة الإسلامية. في مجلس خبراء القيادة الذي تولى كتابة الدستور، كان هناك عدد كبير من طلاب المرحوم السيد الطباطبائي".

وأضاف: "سواء في مجلس الخبراء أو قبل مجلس الخبراء في تلك المجموعة التي كتبت الدستور، كان من بينهم المرحوم الشيخ مطهري، وهؤلاء هم من تلامذة المرحوم السيد الطباطبائي".

وتابع: "بعض أشهر شهداء الثورة الإسلامية هم تلاميذ السيد الطباطبائي؛ الشهيد مطهري هو تلميذه، الشهيد بهشتي هو تلميذه، الشهيد قدوسي هو تلميذه، الشهيد الشيخ علي حيدري نهاوندي هو تلميذه".

وقال قائد الثورة: "المرحوم العلامة الطباطبائي، في مجال التعاليم التوحيدية والمفاهيم العرشية التي وصل إليها في ذهنه، لم يولّد أفكاراً فحسب؛ لقد تحققت تلك الحقائق والمعارف في نفسه الكريمة وقلبه الكريم، وعمل بما أدرك حلمه، وتواضعه نابع من تحقق المعارف السامية في نفسه. ثقف نفسه، واستطاع أن يرتقي ويرفع نفسه فوق هذه المستويات الإنسانية والمعرفية الرفيعة؛ ولهذا كان بين الناس، لكنه مع الله.

السيرة الذاتية للمفسر الايراني الكبير العلامة الطباطبائي 

هذا ويذكر أن السيد محمد حسين الطباطبائي، المعروف بـالعلامة الطباطبائي (1321 - 1402 هـ)، مفسّر، ومتكلم، وفقيه، وأصولي، وعارف. من كبار علماء الشيعة في القرن الرابع عشر الهجري الذي ترك بصمات واضحة على الساحة العلمية والفكرية في إيران وفي العالم الإسلامي.

وخطّ قلمه الكثير من المصنفات، ويقع في مقدمتها موسوعته التفسيرية تحت عنوان "الميزان في تفسير القرآن"، فضلاً عن الكتب الفسلفية كبداية الحكمة ونهاية الحكمة وكتابه المعروف أصول الفلسفة والمنهج الواقعي الذي تصدى تلميذه الشهيد مطهري لشرحه والتعليق عليه.

تخرج من حلقة دروس العلامة الطباطبائي الكثير من الأعلام كالشهيد مطهري والشيخ جوادي الآملي والشيخ مصباح اليزدي والشهيد بهشتي وغيرهم من التلاميذ. وقد لعبت مناظراته مع الفيلسوف الفرنسي والمتخصص بالشأن الشيعي "هنري كاربن" دوراً مهما في إيصال الفكر الشيعي وصورة التشيع إلى المجتمع الأوربي.

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha