الأخلاق الإسلامیة تتضمن حلولاً للتحدیات المعاصرة
وفي هذا الإطار، تحدث مراسل وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) مع المفکّر والأکادیمی الإسلامي الأمریکي من أصل لبناني ومؤسس ورئیس جمعیة "إقرأ" الدولية للبحث القرآنی والمدرس بجامعة "جورج میسون" بولایة "فیرجینیا" الأمریکیة "الدكتور صافي قصقص"(Safi Kaskas).
وأشار الدكتور صافي قصقص إلی أهمیة الفلسفة الإسلامیة المعاصرة من منظور القرآن الکریم، قائلاً: إن التحدي الأبرز أمام الفلسفة الإسلامیة المعاصرة هو أنه کیف یمکننا تربیة فلاسفة مسلمین یستطیعون التعامل مع الحداثة والعقلانیة وحقوق الإنسان من خلال القرآن الکریم والمیراث النبوی الشریف.
وأضاف قائلاً بأن هناك تساءلات معاصرة کثیرة في هذا المجال منها کیف یمکن إعادة فهم القرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة من منظور العلوم الحدیثة والنقد التاریخي والتحلیل اللغوي، وعلم التأویل؟
وأجاب قائلاً: بأن هناك مدارس فلسفیة تسعی إلی الردّ علی هذا التساءل المهم منها المدرسة الفکریة الإصلاحیة والتي تدافع عن مبدأ العودة إلی المصادر الإسلامیة الرئیسیة والعمل على تأویلها من جدید والمدرسة الأخری هي المدرسة العلمانیة والتي تدافع عن مبدأ الفصل بین الدین والسیاسیة والمدرسة التالیة هي المدرسة اللیبرالیة والتي تدافع عن تأویل التعالیم الإسلامیة من منظور الحداثة.
ووصف الأخلاق الإسلامیة بالجزء المهم من الفلسفة الإسلامیة التي تحمل الخطوط الرئیسیة التي حددها الرسول (ص) في سنته الشریفة للأخلاق الإسلامیة.
وقال الدكتور صافی قصقص بأن الأخلاق الإسلامیة تتکون من المزج بین تعالیم القرآن الکریم والسنة النبوية الشریفة وإجماع العلماء والقیاس المنطقي وأیضاً إعتبار غایة التشریع الإسلامي.
وأشار إلی بعض التحدیات التي ترید الأخلاق الإسلامیة التعامل معها منها أصل وغایة التقنیات الحدیثة ومدی تأثیرها والقوانین التي تعمل علی تحدیدها وتأطیرها وأیضاً التوازن بین الجانبین المادي والمعنوي للتقنیات الحدیثة.
دور وأهمیة الفلسفة الإسلامیة في نشأة الحضارة الإسلامیة
وفي معرض ردّه علی سؤال حول دور وأهمیة الفلسفة الإسلامیة في نشأة الحضارة الإسلامیة، قال الأکادیمي الأمریکي بأن الفلسفة لها دور مهم في تطور بعض العلوم منها علم الکلام والأخلاق والعرفان والفن والسیاسة والتعلیم والتربیة.
وحول أبرز الأدوار التي قامت الفلسفة الإسلامیة بأداءها من أجل التأسیس للحضارة الإسلامیة، قال: إن ذلك یتمثل في حفظ ونقل الإرث الثقافي والتفسیر العقلي والمعنوي للمصادر الإسلامیة والمزج بین أنواع المعرفة والتأثیر في نشأة الحضارة والثقافة البشریة وغیرها من الأدوار.
