ایکنا

IQNA

السيد حسن نصرالله:

تظهير إرث الفقيد العلامة مصباح اليزدي أمانة في أعناق العلماء

14:00 - December 30, 2023
رمز الخبر: 3493992
طهران ـ إکنا: أكد الأمين العام لحركة حزب الله اللبنانية أن تظهير إرث سماحة الفقيد العلامة المفكر الشيخ مصباح اليزدي (رضوان الله عليه ) بما يحتويه من علم زاخر ومنارات معرفية زاهرة، ومناهج جديدة على مستوى العديد من العلوم، هو أمانة في أعناق العلماء والباحثين وطلاب الحقيقة.  

فيما يلي نصّ كلمة الأمين العام لحركة حزب الله اللبنانية "السيد حسن نصرالله" إلى المؤتمر الدولي الثالث لتخليد ذكرى سماحة العلامة المفكر الشيخ مصباح اليزدي (رضوان الله عليه) في إیران:
 
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
 
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ(الممتحنة / 6).
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

الأعزاء أسرة فقيد العالم الإسلامي والفكر الإنساني. سماحة العلامة المفكر الشيخ مصباح اليزدي (رضوان الله عليه). 


السادة العلماء والباحثون والمشاركون في المؤتمر الدولي الثالث لتخليد ذكرى هذه الشخصية العلمية الكبيرة. 

السادة مدير وأعضاء لجنة إحياء الذكرى السنوية الثالثة لرحيل المفكّر العلّامة مصباح اليزدي (قده). 
 
السلام عليكم جميعاً وتقبّلَ الله أعمالكم بأحسن القبول. 

إننا نعتقد أنّ تظهير إرث سماحة الفقيد الكبير بما يحتويه من علم زاخر ومنارات معرفية زاهرة، ومناهج جديدة على مستوى العديد من العلوم، هو أمانة في أعناق العلماء والباحثين وطلاب الحقيقة.  

وليس ذلك تخليداً لفكر سماحته فحسب، وإنما هو أيضاً خدمة جليلة للأمة المتعطشة إلى فكره الصافي الزلال، وخصوصاً أجيال الشباب التي جذبها سماحته بإسلوبه ودفقه المعرفي وهو ما أتقنه قلّة عبر تاريخنا المعاصر. 

والحقّ أن سماحته شكّلَ معرفياً وسلوكياً، تلك القدوة المشرقة الأخاذة للعلماء وللأجيال في أعظم وأقدس المهام نصرةً للدين وذوداً عنه وتمهيداً لإمامنا المهدي (عج). 

لقد كان سماحته في عتمة الفكر مصباحنا وصباحنا، ينهمر غيثاً مع كل قيظ، فعندما كان الكثيرون من السالكين يبحثون عن الحق والحقيقة على ضفاف معارف الأنفس والآفاق، كان سماحته يستخرج من الأعماق درر الحكمة ونقاوة المعرفة، ويترجم سلوكياً خارطة طريق الوصول.
 
لقد وهبَ الحياة للعقول فإزدهت بالمعرفة، وللنفوس فإنتشت بالطمأنينة، وكأنه كان موكلاً بإستحضار الآفاق البعيدة، فإذا هي أمام العين واللبّ بداهة محقَّقَة، ولذلك كان يُؤتَى عند القلق والشكّ والحيرة وإنسداد الآفاق.

نتصوره اليوم كما كان دائماً، حارساً للعقيدة عند بوابة قلعة الإسلام، حاملاً سيف الكلمة، ودرع الثقة بالله، ومجللاً بِسِمَة اليقين وبحرٍ من العطف والأبوّة والهداية. 

فلقد كانت حياة سماحته تجسيداً سلوكياً لمكارم الأخلاق ورسالات الأنبياء، ولقد أعطى الدروس العظيمة قولاً وعملاً في الذوبان في الولاية والولي وكان دليلاً إليها ودرعاً لها، وعمل على إمدادها، وصبَّ جهوده المباركة الطيبة في ترسيخ نهجها وتجذيرها في نفوس المؤمنين. 
 
لا شكّ أنّه مع إرتحال الكبار تتحسس الأمة يُتمها وتتوسل الإرث الفيّاض لتعوّض شيئاً من عطر الأبوّة. 


إلا أننا في لبنان فقد حفر رحيل سماحته فينا عميقاً، وقد ثُكلنا برحيله ثكلاً مضاعفاً، مرة بخسارة الفكر الوثّاب والحكمة المتعالية والحضن والملجأ والمرجع، وأخرى في خسارتنا لرعايته وعطفه وأبوته ونُصحه ودعائه. 

إنَّ الإرث الكبير الذي خلّفه سماحته وهو الإرث الضارب في الأعماق وفي غرر المعارف، ما كان ليكون لولا إخلاص وصفاء سماحته ولولا التسديد الإلهي وتوفيقه سبحانه وتعالى خدمةً لعباده وأوليائه. 

لقد إرتوينا من معين نتاجه الفكري بدءاً من النتاجات الأولى، من كتبه في معرفة الله وذكره والزاد والسير إليه. 

ومضينا مع نتاجه نحو الكون والإنسان والسبيل والدليل والقرآن والأخلاق، ثم خضنا في حنايا المجتمع والتاريخ والحرب والجهاد والإمامة والولاية وشفاء الروح والأسفار ونهاية الحكمة، والجديد في منهجية تعليم الفلسفة ودروسها وخلاصتها.

أما في المواعظ الإلهية فقد كان سماحته بحق موعظة بليغة. لقد دلّتنا كتبُه كيف ننهل من كأس كوثره، وكيف نتدثّر شمس الولاية، وعرّفَنا سماحته الذاتَ وكيف تُبنى، وأضاء بعمق على الثورة الإسلامية وجذورها وطاف بنا حول الشباب ومشاكلهم وشبهاتهم والردود، وغاص بنا في رحلته إلى بلاد الألف ملة، ورسونا معه في تأملات في الحكمة والإشراق.

إنه كان وسيبقى تلك الشجرة المثمرة الوارفة التي تؤتي أكلُها كلّ حين بإذن ربها، وذلك الفيء البهّي الذي نستظله ونركن إليه. 

لقد كانت المقاومة الإسلامية في لبنان محلّ رعايته وسؤاله ودعائه وآماله، إذ كان يُدرك سماحته أن المقاومة خيار أوحد لصمود الأمة وتحقيق عزّتها، وتحرير مقدساتها. 

وحبّذا لو كان حاضراً بيننا ليرى بأمّ عينيه ما تصنعه المقاومة في فلسطين من إنتصارات وبطولات عزَّ نظيرها، فتطمئنّ نفسه الزكية بمشاهد الهزيمة والإذلال المدوّي الذي يتكبده الصهاينة في غزّة الأبيّة. 

في الختام .. عهدٌ لما أراد ودعا... الإخلاص والإستقامة على خط الولاية. 
 
والحمد لله رب العالمين 
۱۱ ٫ جمادى الآخرة ١٤٤٥هـ

من هو الراحل الكبير آية الله محمد تقي مصباح اليزدي؟


توفي عالم الدين والمفكر والفيلسوف الإيراني الكبير" آية الله محمد تقي مصباح يزدي"، الأول من يناير 2021 للميلاد عن عمر ناهز الـ 86 عاما بعد صراع مع المرض.

ولد آية الله الشيخ محمد تقي مصباح يزدي عام 1935 ميلادي في مدينة "يزد" الايرانية، وشارك في دروس الامام الخميني الراحل (قدس سره)، وفي الوقت ذاته تلقى دروساً في تفسير القران الكريم، والشفاء لابن سينا، والأسفار لملاصدرا على يد العلامة الطباطبائي (رحمة الله عليه).

تصدى سماحته لاجراء دراسات متعددة في المباحث الاجتماعية في الاسلام منها بحث الجهاد، كذلك القضاء و الحكومة الاسلامية.
تظهير إرث الفقيد العلامة مصباح اليزدي أمانة في أعناق العلماء
وبعد انتصار الثورة الاسلامية العظيمة و باسناد و تشجيع من الامام الخميني (قدس سره) قام بانشاء عدة مدارس و مؤسسات اهمها قسم التعليم في مؤسسة في طريق الحق ومؤسسة باقرالعلوم (ع)، وترأس مؤسسة الامام الخميني قدس سره للتعليم و البحث العلمي في قم المقدسة، بتعيين من السيد القائد آية الله السيد علي الخامنئي( دام ظله).

كما انتخب عام 1990 للميلاد نائباً عن محافظة خوزستان في مجلس خبراء القيادة في إیران، كما انتخب مؤخراً نائباً عن أهالي طهران فى المجلس ذاته، له مؤلفات و كتب عديدة في الفلسفة الاسلامية والمقارنة والالهيات والاخلاق والعقيدة الاسلامية.

4190736

captcha