وترتبط تعاليم الله سبحانه وتعالى لهداية الإنسان بالنفس البشرية وإن التوكل هو معتقد وعمل ديني وفضيلة شريفة لما له من أهمية في الحياة الدينية.
والتوكل هو ليس إلا الثقة القلبية والباطنية بالله تعالى مع اعتبار أهمية الأسباب دون التمسك بها كـ الأمر الحاسم بل لايعني التوكل على الله الجلوس وعدم العمل إنما يعني التوكل هو جزء من العمل الذي يقوم به المؤمن.
على سبيل المثال عندما بُشّرت السيدة مريم(س) بميلاد المسيح(ع) وأصبحت تعاني الضعف والهوان أثر الولادة قال لها تعالى في سورة مريم المباركة الآية 25 "وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا". من خلال هذه الآية يتبين أن جهود السیدة مريم (ع) نفسها في تلك الظروف ضرورية للحصول على التمر، وإذا لم تتحرك وجلست في مكان ما، فلن يظهر التمر.
ورغم أهمية التوكل على الله، فعلى الإنسان أن يقوم بكل ما يستطيع فعله لقوله تعالى في سورة النجم المباركة "وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى"(النجم / 39 و40).
وقال تعالى في أهمية التوكل على الله "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا" (الطلاق / 3).
وعندما يتأثر ظاهر الإنسان وباطنه وأفكاره وأفعاله بالتوكل على الله والثقة به، فإن نفس الإنسان وروحه تبلغ الطمأنينة، والعلو والكمال، كما قال الله سبحانه وتعالى في الآيتين الـ27 و28 من سورة "الفجر" المباركة "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ"، و"ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً".