ایکنا

IQNA

الجنة في القرآن / 7

ملکوت النهر المائي في الجنة

11:13 - February 05, 2024
رمز الخبر: 3494481
طهران ـ إكنا: حقيقة الأنهار في الجنة هي التعاليم والمعارف التي يحيى بها القلب كما أن المؤمنين في الدنيا تحيى حياتهم الروحانية بالتعاليم الإلهية التي أتى بها الأنبياء (علیهم السلام).

ملکوت النهر المائي في الجنةوأشار القرآن الكريم إلى أنهار الجنة في سورة محمد (ص) المباركة "مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى" (محمد / 15).

أول نهر في الجنة هو نهر من ماء غير آسن ولكن ما هو الماء في القرآن الكريم؟ يقول تعالى في الآية 30 من سورة الأنبياء المباركة "وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ‌ءٍ حَيٍّ" ما يؤكد بأن الماء هو حقيقة وأساس كل أنواع الحياة، إذا لم يكن ماء، فلن تكون هناك حياة. ومن خلال هذه الآية يمكننا أن نفهم أن وراء كلمة "الماء" حقيقة تعتمد عليها كل حياة.


كما قلنا سابقاً فإن الحياة الحقيقية للبشر تبدأ بعد إيمان الانسان بالتعاليم الإلهية التي جاء بها الأنبياء (عليهم السلام) قوله تعالى في الآية الـ24 من سورة "الأنفال" المباركة "اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ"،  لأن الإنسان دون الهداية يعيش كـ الانعام، ولن يكون مدركاً لقدراته الفكرية والروحية، وفي هذا الاطار، قال الله تعالى في الآية الـ179 من سورة "الأعراف" المباركة "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ".

وفي معنى الماء أيضاً يستفاد من الأية 16 من سورة الجن المباركة "وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا" بأن المقصود بالماء الغدق في هذه الآية هو الإيمان والمعرفة الإلهية.

حقيقة الأنهار في الجنة هي التعاليم والمعارف التي تحيى بها قلوب المؤمنين كما أن المؤمنين في الدنيا تحيى حياتهم الروحانية بالتعاليم الإلهية التي أتى بها الأنبياء (علیهم السلام)، وفي الواقع إن الحیاة الحقيقية للمجتمع البشري تسقى من العلوم والمعارف التي أتى بها الأنبياء والأوصياء (ع) حيث قال الله تعالى في الآية الـ30 من سورة "الملك" المباركة "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ".

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha