إن الحج رحلة إلهية عظيمة تهدف إلى تزكية الذات ولكنها كما قال تعالى في الآية 125 من سورة البقرة المباركة "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ" ممزوجة بجهود إبراهيم وزوجته وابنه (عليهم السلام).
على سبيل المثال عندما يرى الحاج ذبح الحجاج للمواشي قد يتسائل كيف أصبح الذبح جزء من فريضة الحج؟ ولكن هذا الأمر يتضح له عندما يطلّع على سيرة إبراهيم (ع) وإنه أراد التضحية بإبنه في سبيل الله.
فإن الضحية في الحج هي رمز التضحية بكل شيء ورمز لإخراج كل ما دون الله من القلب ولا يمكن الانتفاع من هذه المناسك إلا إذا كان الحاج يعرف سيرة إبراهيم (ع) وما جرى له مع إبنه.
وعندما يشاهد الحاج رمي الجمرات قد يتساءل عن جدوى هذا الفعل ولكنه إذا علم بسيرة إبراهيم (ع) وعرف بأن الشيطان قد اعترض طريقه ثلاث مرات ليحول بينه وبين التعاليم الإلهية سيعرف بأن لا يرمي الحجر بل يرمي النفس والشيطان.
وعندما يشاهد الحاج السعي بين الصفا والمروة قد يتساءل عن السبب؟ ولكن يتضّح له الأمر عندما يعرف بأن "هاجر" (ع) كانت تقوم بالسعي هناك بحثا عن الماء لابنها.
وهكذا تأتي مناسك الحج ممزوجة بسيرة إبراهيم (ع) حتى لو عرفها الحاج لعرف معنى كل ما يقوم به خلال رحلته الإلهية إلى بلاد الحرمين.