أشار إلى ذلك الأكاديمي المدرس في جامعة طهران الدكتور "محمد علي آذر شب" خلال ندوة "الحج ومركزية القرآن والتضامن مع غزة" الدولية التي أقيمت صباح اليوم 10 يونيو في وكالة "إكنا" في طهران.
وقال في معرض رده على سؤال حول فلسفة الحج: "إن الإسلام بكل تعاليمه لديه هدف واحد وهو الإحياء " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ" وهنا علينا التوقف عند معنى الإحياء."
وأضاف: "إذا نظرنا إلى الإسلام والمناسك الدينية الإسلامية من هذا المنظور سنحفّز المجتمع الإسلامي على السير التكاملي. لحسن الحظ الآن بعض تفاسير القرآن تسير في هذا الإتجاه وتنظر إلى القرآن من منظور إحياء وبناء الحضارة ويبدوا أن هذا يُلائم هدف القرآن الكريم والحاجة الماسّة للعالم المعاصر."
ورداً على سؤال حول مكانة البراءة من المشركين في تفسير الحج من منظور "الإحياء" قال محمد علي آذر شب: "دعوني أشير إلى الآية الكريمة " وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ" التي تشير إلى جميع الناس وإلى المجتمعات البشرية والمجتمعات التي تبحث عن إزالة موانع السير نحو الكمال."
وأضاف: "أولا: علينا الأخذ بالمعنى العام للبراءة وثانيا: لا يجب أن يكون الحجاج وحدهم معنيين بـ البراءة و كم هو جميل أن يتحرك العالم الإسلامي برمته نحو البراءة من المشركين في يوم الحج الأكبر ويوم عيد الأضحى."
وفيما يخص معنى البراءة من المشركين قال: "البراءة ليست بالقول بل تحصل من خلال إدانة هذه الحركة ويجب أن يتوصل العالم الإسلامي إلى أمرين بهذا الخصوص؛ أولا: إن البراءة من المشركين ليس خاصا بيوم الحج الأكبر بل يجب أن يمارسه المسلمون طوال العام والبراءة تعني إننا نرفض خططكم ولا نرضخ لكم ونطمح إلى برنامج الكمال الإلهي بينما أنتم تسيرون في الاتجاه المناهض للبشرية.
وثانيا: إن البراءة يجب أن تبدأ من الداخل "إِنَّ اللهَ لاَ یُغَیِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى یُغَیِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ" وهنا يبدوا أن هناك مسئولية كبيرة على عاتق وكالة الأنباء القرآنية لتزرع قضية البراءة في نفوس البشر وأن تعزز وعي البشر بكل ما يمنع حركة الارتقاء البشري."
وأردف الأكاديمي المدرس في جامعة طهران قائلا: "إن لفظ المشركين يشتمل على المسلمين التابعين إلى قوى الهيمنة العالمية وإنهم أيضا من الأسباب التي تحول دون حركة المسلمين ويجب التبرأ منهم."
هذا ويذكر إن وكالة الأنباء القرآنية الدولية (إكنا) برعاية مجلس التخطيط والتنسيق التابع إلى بعثة سماحة قائد الثورة الإسلامية ومنظمة الحج والزيارة قامت صباح اليوم الإثنين بتنظيم ندوة "الحج ومركزية القرآن والتضامن مع غزة" عبر الشاشة المباشرة بمشاركة كل من الأستاذ في جامعة طهران الدكتور "محمد علي آذر شب" ورئيس أمانة المجالس الإسلامية الماليزية الشيخ "عزمي عبد الحميد" ورئيس مجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ "غازي حنينة" ورئيس اتحاد علماء أهل البيت (ع) في تركيا "قدير أكاراس" والباحث الإسلامي الأمريكي "جان أندرو مورو".