وبمناسبة العاشر من محرم الحرام، ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الأبرار في معركة كربلاء، أجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان، الإعلامية "ريما فارس"، حواراً مع  رجل الدين المسيحي اللبناني ورئيس مركز الكاثوليكي للإعلام "الأب عبدو ابو كسم".

 

 

 

عاشوراء هي مناسبة دينية مهمة لدى الشيعة تمثّل رمزاً للوقوف ضد الظلم والفساد. الإمام الحسين{ع} يُعتبر بطلاً شجاعاً وقف من أجل الحق والعدالة في وجه الطغيان. ورغم أن عاشوراء هي مناسبة حزينة، إلا أنها تحمل رسالةً قيمةً إنسانيةً عامةً، مثل الوقوف ضد الظلم والتضحية من أجل العدالة، والشرف وهذه القيم يمكن أن تكون مفهومة ومقدرة من قبل أي شخص بغض النظر عن دينه أو معتقداته.

 

 مفهوم فداء الامام الحسين{ع} عن أمته هو مفهوم يدلّ على التضحية في سبيل الآخرين، السيد المسيح ضحّى بنفسه من أجل الإنسانية كلها، ومن أجل خلاص البشرية، نحن نؤمن بأنه افتدانا بموته على الصليب وبآلامه وبقيامته افتدنا من عبودية الخطيئة. ربما قد يكون هناك أوجه شبه في الحدث التاريخي الذي حصل لكنه كان يختلف من ناحية المفهوم الإيماني بين فداء السيد المسيح بالبشرية جمعاء، وما حدث في واقعة عاشوراء هي تضحية الإمام الحسين{ع} من أجل أمته ليمنع عنها كل أشكال الفساد والظلم.

 

 

كما ذكرت التضحية، والألم، وتقدمة الذات من أجل الآخرين، والدفاع عن المظلومين، والدفاع عن الأمة، هذه الأحداث حدثت في عاشوراء ويشابهها في الدين المسيحي آلام السيد المسيح صلبه على الصليب موته من أجل شعبه ليرفع الظلم والخطيئة عن شعبه، هناك أوجه شبه بهذا الموضوع يمكن للمسحيين أن يفهموا عاشوراء من هذا الباب.

 

 

علينا أن نفهم ونقرأ خلفية واقعة عاشوراء حتى نستطيع أن نتفاعل معها، البعض يفهم عاشوراء أن الشيعة تتعاطف مع الحسين{ع} بالضرب على رؤوسهم حتى تسيل الدماء لكن في الواقع  ليس هذا هو الهدف، واقعة عاشوراء كانت انطلاقة للإمام الحسين{ع} من أجل الاصلاح في أمة جده، هذه المسيرة كلفت الامام الحسين{ع} بأن يقدم ذاته عن أمته ويفدي شعبه ويخسر عائلته مع انه قُدمت له النصائح بأن لا يذهب الى كربلاء لكنه أبى إلا أن يذهب مع أنه كان يعلم بما سيجرى عليه  وانه سيواجه وجه الفساد والتعديات التي كانت تنتظره ومع ذلك لم يخف من هذا المنطلق الإمام الحسين{ع} لم   يكن له هدف شخصي إنما كان يريد الإصلاح.

وهذا الأمر دفع أيضاً غير المسلمين أن يكونوا معه ومنهم الخادم جون وإمرأة مع ابنها تدعى "أم رجب" كانوا من المسيحيين قاتلوا مع الحسين{ع} وقُتلوا معه الحسين{ع} من هنا نستطيع القول إننا كمسيحيين علينا أن نتفاعل مع هذا الحدث وأن نسير سوياً لبنانيين مسيحيين ومسلمين شيعة ودروز وكل الطوائف في مواجهة كل  أشكال الفساد والظلم  حتى نبني مجتمعاً سليماً وهذا حلمنا لكن علينا أن نمتلك الشجاعة حتى نفوز.