ایکنا

IQNA

عالم دين لبناني لـ"إکنا":

إحياء عاشوراء يشكّل دروساً وقيماً في طريق الإصلاح والوحدة الإسلامية

13:21 - July 19, 2024
رمز الخبر: 3496214
بيروت ـ إكنا: صرّح عالم دين لبناني أن إحياء عاشوراء يشكّل دروساً وقيماً في طريق الإصلاح والوحدة الإسلامية، وهو النهج الذي يجب أن يسير عليه كل مكلف يريد أن يلتحق بدولة صاحب العصر والزمان (عج).

وبمناسبة العاشر من محرم الحرام يوم عاشوراء، ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الابرار في معركة كربلاء، أجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان، الإعلامية "ريما فارس"، حواراً مع عالم الدين اللبناني والمدرّس في الحوزة العلمية سماحة السيد "علي مكي".
 
فيما يلي نصّ الحوار:
 
كيف يمكن أن نترجم معاني واقعة عاشوراء ودروسها؟

يمكن ترجمة معاني ودروس واقعة عاشوراء بإحياء هذه الشعيرة قولاً وفعلاً، بمعنى أن تبقى واقعة عاشوراء حية في قلوب كل مسلم محب لأهل البيت عليهم السلام، وأن تكون هي الدرس الأول والنموذج المتمثل بمعسكر الحق سواء في حياتنا اليومية وفي البعد الدنيوي والبعد الأخروي، وأن تكون عاشوراء إحياء لدروس وقيم في طريق الإصلاح والوحدة الإسلامية، والنهج الذي يجب أن يسير عليه كل مكلف يريد أن يلتحق بدولة صاحب العصر والزمان (عج).
 
ما هي الدروس التي يمكن أن نستفيد من واقعة عاشوراء في حياتنا اليومية؟
 
المعاني والقيم والدروس التي يمكن أن نستفيدها من عاشوراء كثيرة:
 
أولاً: واقعة عاشوراء تعلمنا أن نكون إصلاحيين، وأن نقود حركة الإصلاح في المجتمع، وأن لا نرى فساداً ونسكت عنه.
الدرس الثاني: الجهاد في سبيل الله.
الدرس الثالث: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الدرس الرابع: التمسك بكتاب الله وسنة النبي(ص) وطاعة الرسول.
الدرس الخامس: مواجهة السلطان الجائر الظالم الناكس لعهد الله المخالف لسنة رسول الله، والعامل في عباد الله بالإثم والعدوان، وأن تكون هناك حركة تغيير مقابل الظلم.
الدرس السادس: أن الله عز وجل فوض إلى المؤمن كل شيء إلا أن يذل نفسه، فالمؤمن يجب أن يعيش عزيزاً، ولله العزة ولرسوله، وشعار الإمام: "هيهات منا الذلة".
الدرس السابع: البراءة من أعمال الفساد والظلم والجور.
الدرس الثامن: إقامة الصلاة، ومحبة أهل بيت النبي(ص) ونصرتهم، والإيثار والتضحية، وإقامة العدل في الأرض، وطاعة الإمام، بمعنى محبته وطاعته.
 
ما هو رأيكم حول ذكر واقعة عاشوراء في القرآن الكريم والآيات القرآنية التي تتعلق بها؟
 
النظر إلى عاشوراء في القرآن الكريم يمكن من الزاويتين:

الأولى: أن تكون عاشوراء مذكورة بشخصها في القرآن الكريم، نعم، عاشوراء ذكرت في القرآن الكريم بشخصها بمعونة الآيات المفسرة والمؤولة للقرآن الكريم. 
مثلاً الآية الأولى: {كهيعص}.
الآية الثانية: {وفديناه بذبح عظيم}.
الآية الثالثة: {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا}.
الآية الرابعة: {ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا}.
الآية الخامسة: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية}، وعن الإمام الصادق عليه السلام أن هذه السورة الفجر تسمى أيضا سورة الحسين.
إحياء عاشوراء دروس وقيم في طريق الإصلاح والوحدة الإسلامية
الزاوية الثانية: أن تكون عاشوراء مذكورة بمفاهيمها العامة وقيمها العامة في القرآن الكريم. نعم، عاشوراء مذكورة بقيمها العامة في القرآن الكريم، يعني يمكن النظر إلى المفاهيم العاشورائية والقيم العاشورائية واعتبارها من مصاديق كليات الآيات القرآنية مثل: الجهاد في سبيل الله، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، محاربة الظلم، إقامة العدل، إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى.

وأفضل الطرق لمعرفة ذلك هو النظر إلى كلمات الإمام الحسين عليه السلام، أي أن ننظر إلى كلمات الإمام الحسين ونستخلص منها ما هي المرتكزات والمباني التي استند إليها الإمام الحسين أو اعتمد عليها أو تحدث عنها في نهضته الحسينية طوال مسير نهضته الحسينية.
 
كيف يمكن تعزيز الوحدة الإسلامية من خلال تذكُّر واستيعاب دروس عاشوراء؟
 
عطفاً على الدروس التي ذكرناها من عاشوراء، يمكن تعزيز الوحدة الإسلامية من خلال نقاط عدة:

النقطة الأولى: لا أحد من المسلمين إلا من أعمى الله قلبه عن رؤية الحق والحقيقة، لا يحب أهل بيت رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم.
النقطة الأولى: أن ننظر إلى ما يوحدنا من القيم العاشورائية والمفاهيم العاشورائية.
النقطة الأولى التي توحدنا كمسلمين: محبة أهل بيت رسول الله، محبة الحسين الذي هو حفيد رسول الله وابن رسول الله: "حسين مني وأنا من حسين".
الحسين من ذوي القربى الذين أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نودهم ونحبهم ونتمسك بهم.
يجمعنا حب الحسين، يجمعنا حب ذوي القربى.
النقطة الثانية: يجمعنا الإصلاح في الأمة.
يجمعنا محاربة الظلم.
يجمعنا إقامة العدل.
يجمعنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يجمعنا الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته.
فهناك قيم جامعة، ويمكن تعزيز الوحدة الإسلامية من خلال هذه القيم العاشورائية الجامعة.
 
ما هي العبرة من زيارة كربلاء في أربعينية الإمام الحسين عليه السلام؟
 
النقطة الأولى: أن الحضور في كربلاء في زيارة الأربعين هو تأكيد للإيمان بهذا المنهج بالإسلام بمنهج أهل البيت عليهم السلام بالإيمان بإمامة الحسين، لأنه ورد عندنا في الروايات أن علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. هذه الرواية عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
 
النقطة الثانية: أن جابر بن عبد الله الأنصاري قصد كربلاء في يوم الأربعين في العشرين من صفر، فلهذا اليوم لعله خصوصية.
 
وأيضًا عن الإمام الصادق عليه السلام، مثلاً تقول في زيارة عند ارتفاع النهار: "السلام على ولي الله وحبيبه، السلام على خليل الله ونجيبه"، إلى آخره.
إحياء عاشوراء دروس وقيم في طريق الإصلاح والوحدة الإسلامية
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
أخبار ذات صلة
captcha